أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا عن انتهاء حالة الطوارئ لجائحة كورونا ، وقالت في بيانها الصادر إن كوفيد-19 لم يعد خطراً عالمياً على صحة البشر، وجاء الإعلان بعد الانخفاض الواضح في عدد الوفيات بنسبة 95 % .
ويمثل الخبر بشرى جيدة لشعوب العالم التي عانت من جائحة كورونا على مدى ثلاث سنوات منذ اكتشافه في مدينة ووهان الصينية لينتشر منها إلى كافة أنحاء العالم ، مؤديا بحياة ملايين الأشخاص بشتى دول العالم ، مصيبا الحركة الاقتصادية العالمية بشلل أوقف حركة النقل البحري والبري وتعطل الرحلات الجوية .
ورغم إعلان منظمة الصحة العالمية أن كوفيد-19 لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عالمية ، إلا أن المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس قال : " إعلان انتهاء كوفيد-19 كحالة طوارئ صحية دولية ، لا يعني انتهاء التهديد الذي يمثله كوفيد على الصحة العالمية " .
وقالت المنظمة " إن رفع كوفيد-19 من حالات الطوارئ علامة على التقدم الذي أحرزه العالم في هذه المجالات، لكنه مازال هنا وسيبقى، حتى لو لم يعد يمثل حالة طوارئ " ، لذلك علينا أن نكن حذرين ونلتزم باتباع الإجراءات الصحية في حياتنا اليومية ، فرفع كوفيد-19 من حالات الطوارئ علامة على التقدم الذي أحرزه العالم في هذه المجالات، لكنه مازال موجودا وهذا ما نراه في بيانات منظمة الصحة العالمية التي أوضحت أن معدل الوفيات بسبب المرض تباطأ من ذروة بلغت أكثر من 100 ألف شخص في الأسبوع في يناير 2021 إلى ما يزيد قليلا عن 3500 في الأسبوع المنتهي في 24 أبريل 2023.
ونحمد الله أن المملكة العربية السعودية كانت سباقة في مواجهة الفايروس منذ بدايته ، حيث قامت بتعزيز الترصُّد الفعَّال في جميع نقاط الدخول إلى المملكة والمستشفيات والمراكز الصحية ، ونالت بذلك تقدير العالم وبرز ذلك من خلال مجموعة العشرين التي أشادت بدورها القيادي في تعزيز الاستجابة الدولية للجائحة، وتوفير اللقاحات وتوزيعها ، وكانت من أوائل الدول التي قامت بتأمين احتياجاتها من اللقاح للحفاظ على المواطنين والمقيمين والزائرين لأراضيها .
وإن كانت لجائحة كورونا أثار سلبية فعلينا أن ندرك بأن لها آثار إيجابية من أبرزها وأهمها تقوية الترابط الأسري حيث أتاحت الجائحة الفرصة لأفراد العائلة للاجتماع داخل المنزل بعد أن كانوا
بعيدين نتيجة لارتباطاتهم العملية والاجتماعية ، كما أتاحت الجائحة الفرصة لدى الأفراد لممارسة هواياتهم ، وعملت على صقل وتنمية مواهب الناشئة واكتساب مهارات جديدة .
وعلينا الدعاء لمن توفي من المسلمين بهذا الداء فاللهم اجعل مرضه كفارة لجميع ذنوبه . و اجعل آخر عذابه عذاب الدنيا ، وارحم روحا صعدت إليك و لم يعد بيننا و بينها إلا الدعاء ، وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبة الغابرين واغفر لنا و له يالله و أفسح له في قبره و نور له فيه .