وضمن الإنجازات السعودية المتوالية في مختلف المجالات، وفي هذا العهد السعودي الزاهر، يضاف إلى المنجزات والريادة، حصول أحد رجال هذا الوطن الأوفياء، وعن جدارة واستحقاق، ومن المنطقة الرائدة والسباقة على مستوى الإنجازات الكشفية والنشاطات الاجتماعية (منطقة الباحة)،وبما يخدم الوطن وضيوف الرحمن بالذات ،والمشاركة في الأعمال التطوعية والاجتماعية وتعتبر الكشافة أحد مصانع الأخلاق والصدق والإخلاص ، وحصول سعادة الدكتور/ علي بن أحمد الحفاشي . على قلادة الاتحاد العالمي للكشاف المسلم لهو انجاز رائع تحقق له وللكشافة السعودية ، وعلى إثر ذلك وبالمزامنة مع صدور كتاب الدكتور / علي ، الذي يحمل عنوان / رحلة حياة، (سبعون عاما من العطاء، التعليم، الكشافة، التطوع) .
كُرِّم الدكتور/ علي الحفاشي . من أبنائه البرره في احد القاعات الكبرى بمكة المكرمة ، وفي حفل التكريم الذي اعتبر مهرجاناً كشفي تربوي تعليمي ، تبادل مع زملائه وأصدقائه ومحبيه التهنئات وازدان الحفل بالكلمات الجميلة التي كانت تشيء بالحب والمودة والصدق والوفاء، وفرصة لالتقاء التربويين واصدقاء الكشفية وبحضور عدد من وجهاء واعيان وتربويي مكة المكرمة .
كان لي شرف الخدمة الكشفية معهم وزمالتهم في التعليم ؛ كما كان لي شرف حضور الحفل الذي اسعدني فيه الكلمات الجميلة والوفية والحنونة من إخوة لبعضهم ومن أساتذة كبار في الذوق والأخلاق ؛تعلم الأجيال القادمة كيف يكون الترابط الاجتماعي والاخلاص والصدق ؛ووفاء العشرة والصداقة من زمالة نشاط أو عمل ربما لم يستمر كثيرا مثلما كان معي بينهم، لأنني انتقلت إلى معهد المعلمين بمكة لاكمال دراستي ، وبعد مرور سنوات امضيتها معهم كمعلم ،وما لبثت أن غادرت التعليم إلى الصحافة ثم إلى الجمارك وواصلت التعليم إلى الماجستير.
غير أن كل الزملاء الذين تشرفت بمزاملتهم في الفصل أو النشاط أو التدريس لاحقا، يشكلون نجوما في الذاكرة لها بريق يشع ضياء وبهجة وسعادة عندما استعيد شريط الذكريات ؛ الذي استعيده كلما اشتقت لراحة النفس بعد عناء الحياة.
إنكم يامن زاملت وعرفت كنتم علامات ، رسمتم في ذاكرتي أجمل اللوحات المزخرفة بأجمل ألوان الطيف والحياة، ولازلتم نجوماً وكواكب مضيئة ، ونصوصا ونقوشاً فوق تيجان من الذهب ، تتلوها الأجيال كنص مقدس للأخلاق الحميدة والصفات المثلى والعربية الأصيلة ،والتي جاء بها رسولنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ليتممها، أنها مكارم الأخلاق التي أنتم تجسدونها، وتحثون عليها ويلزمنا بها ديننا ، كعقيدة بعد التوحيد .
إن تواصلنا (اصدقاء وزملاء الكشافة )هدفه الأول صلة في الله ومن أجله ،وبما يخدم وطننا الذي تشرفنا بحرق شموع السنوات التي مضت من شبابنا له ومن أجله، وبما يحقق امل وتطلعات قيادتنا المتوثبة دائما لإعلاء شأن الدين والوطن، وتكوين نموذج راسخ تتوارثه الأجيال القادمة ونهجا نأمل أن تسير عليه.
أسعدنا ذلك اللقاء الذي كان في صورته تكريم أبناء الدكتور علي لوالدهم، وفي حقيقته تكريم لجيلنا لأن من كُرِّم رمز لنا .
فلك يا زهير ابن علي الحفاشي ، ولإخوانك الاوفياء وأبنائكم كل الشكر والتقدير، ولرمزنا الصحة والعافية والسلامة ومزيداً من التوفيق والعطاء .
عبد الرحمن عون.