مع التقدم بالعمر، تبين لي ولغيري أن المعاتبة والجدال المستمر مع البعض، مضيعة للوقت وجهد يحتاج لطاقة كبيرة فيختار الشخص راحة البال مع جملة “أنت صح” التي تكون الطريق لإنهاء النقاش، حتى وإن كان على يقين بأن الشخص الثاني على خطأ.
ومع وجود أشخاص يتفنون فن الجدال بدون أي كلل أو ملل أو رغبة في سماع وجهة نظر الطرف الثاني، يميل البعض إلى الصمت وعدم الدخول بنقاشات لا تضر ولا تنفع برأيهم، والإبتعاد عن محاولة إثبات عدم صحة الكلام، مما يخلق حالة من الجفاء والنفور بين الطرفين بمرور الوقت.ولسبب هذا المقال:أعجبتني عبارة جائتني على الواتس " أسامح ﻷرتاح،و أتناسى ﻷبتسم، و أصمت ﻷني ﻻ أريد أن أجادل،و أتغاضى لان ﻻشئ يستحق،و أصبر ﻷن ثقتي بالله ليس لها حدود"
نعم أجمل ما في التقدم بالسن انه يجعلك تستصغر اموراً كثيرة كانت تستهلك طاقتك و مشاعرك يوماً ما, فالنضوج يجعلك تعيد ترتيب الاشياء بسرعة.. لست ملزماً أن تجعل لنفسك مكاناً في كل قلب..فقلوب الناس أصبحت ضيقه! حآول فقط زرع احترام ذاتك في نفوسهم فهذا يكفي.وتذكر دائماً، ..بإن الشعور بالرضى والسعادة هو أمر بيدك أنت، لا بيد غيرك، فضع لك بصمة تسامح في دروب الخير ليبقى اسمك.. وأترك أثرا ليحي ذكرك وجدد علاقتك دائماً مع الله، وبأن تزرع السعادة في نفسك أولاً ولغيرك ثانياً وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم
خَيْرُ النَّاسِ مَن طالَ عمُرُه وَحَسُنَ عملُه.
اذاً هناك تغييرات تجتاحك في الحياة أحيانًا تحتاج إلى تجاهل لبعض الأمور، كتجاهل أشخاص، وتجاهل أفعال، وتجاهل أقوال، عود نفسك على التجاهل السريع النافع. فليس كل أمر يستحق وقوفك وتعقيبك لكل شارده ووارده. نعم ربّ سكوت أبلغ من كلام. ممكن الكلمات قد تكذب لكن التصرّفات دائماً تقول الحقيقة،وأنا أقول شكراً للمواقف التى تظهر لنا حقائق بعض البشر.فلتصبر وتسامح ولتحتسب أن ما مر بك من معاناة وأذى أو إساءة من شخص ما، لابد أن لا يأخذ من وقتك الكثير.تألم واغضب ولكن لا تجعل تلك الفترة تطول! ربما ومن حقك أن لا تنسى الإساءة؛ ولكن إجعلها بمثابة تحدّ لابد من تجاوزه حتى تستعيد قوتك وراحة بالك،لذلك لا يمكنك منع الناس من أذيتك
والشك في نواياك
ولكن يمكنك بمعاملتك منع تأثيرهم عليك
وأخيراً: إذا كان كلامك يضرالآخرين ، فسكوتك أفضل لأن الصمت أبلغ لغات الكلام، وكما يقول الحديث الشريف لنبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».
*همسة *
إذا تم العقل نقص الكلام، وبكثرة الصمت تكون الهيبة