ما يجري في ايران حاليا من اضطراب واحتجاج كبيرين ليس اقل من ثورة شعب وانتفاضة جيل الشباب الذي يشكل منه اقل من عمر اربعون عاما ما نسبته ستين بالمئة.
ما اقلق النظام الايراني ليس التظاهرات والصيحات وقص شعور شابات ونسوة ايران البطلات فحسب انما جن جنونه عندما شاهد بام عينه انهيار اركان نظرية ولاية الفقيه باركانها الدينية وركائزها الفكرية لدى الاجيال الجديدة من التلاميذ والطلبة في مدارس ايران التي ظن النظام ان عقيدة الخميني تداعت واحلام الامبراطورية الفارسية التي ارسى دعائمها الخميني والذي قال في جواب لمراسلة فرانس برس وهو على متن الطائرة اير فرانس عندما سالته الى اين انت ذاهب وماذا ستفعل؟ اجاب بلا أدنى لبس العرب حكموا امبراطورية والعثمانيون حكموا ايضا امبراطورية والان حانت لحظة تاسيس الامبراطورية الفارسية.
المنطقة العربية والعالم على اعتاب مرحلة جديدة فسقوط هذا النظام العنصري الطائفي الحاقد الساعي لتقويض دور الامة العربية واغراقها في حروب وصراعات وميلشيات بات اليوم يترنح تحت رفض الشعوب الايرانية له لم يعد في طهران والمدن الايرانية معتادا خروج رجال الدين بعمائمهم اخذوا يخلعونها في الشارع خوفا من الشعب، احد نواب البرلمان الايراني يصرح ويحذر كل اطراف النظام بانه اذا سقط النظام سوف يشنقوننا جميعا اصلاحيين ومتشددين لا فرق.
نحن امام مشهد ايراني دراماتيكي يحمل مفاحات وتغير معطيات مع تطور تكتيكات المحتجين واساليبهم الباهرة وخصوصا شجاعة نساء ايران منقطعة النظير.
النظام يبحث الان عن عدو خارجي لاشعال جبهة ونزاع معه ولا يخدمنا ان نتورط بهذا النزاع ولكن توفير دعم اعلامي وحقوقي للناشطين الايرانيين والمعارضة الايرانية بات مطلبا ملحا فهذا الحكم سقط في نظر شعوب ايران ونظام الولي الفقيه نمر من ورق مع تصاعد عزلته الدولية واخفاق استعادة الاتفاق النووي والعالم الان يتلضى بنار وتداعيات حرب اوكرانيا وخصوصا ملف الطاقة.
السياسة كما قال عنها يوما كيسنجر هي سلسلة من المقايضات فلم لا نقايض ملف الطاقة برحيل اسوء واكثر نظام سياسي اجرم بحق العرب والمسلمون استهدف عقيدتهم واستنزاف ثرواتهم..انهافي لحظة القرار الفرص تلوح مثل البرق يقتنصها المنتبهون والاذكياء.
.
* كاتب واكاديمي من العراق استاذ القانون والنظم السياسية في جامعة الاخوين في افران المغربية.