ونحن نحتفل باليوم الوطني الذي يمثل ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية ، على يد الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ نبدأ في العودة لصفحات الماضي لنقرأ ما حملته بين اسطرها من كلمات توضح معاناة من كانوا قبلنا من مواطنين وحجاج وزوار ، يوم لم يكن للأمن وجود ، ولا للغذاء حضور ، وبين معاناة دونت وأخرى رويت نقف اليوم أمام معاناة حجاج بيت الله الحرام أثناء قدومهم للأراضي المقدسة لأداء فريضتهم ، ونسأل عن سر ترديد جملة "الذاهب للحج مفقود والعائد منه مولود"، التي كانت تردد على الألسن لكل من أراد أداء فريضة الحج ، و " في سنة 1899م جاء الرحالة والعسكري الروسي عبد العزيز دولتشين لأداء فريضة الحج، والقيام برحلة استخبارية للجيش الروسي عن المسلمين الروس في مواسم الحج ومدى تأثرهم بأفكار الوحدة الإسلامية التي كانت منتشرة، ومدى تقبلهم لدور السلطان عبد الحميد في تلك الجامعة.
ومع ذلك أشار دولتشين إلى خطورة هؤلاء القُطّاع على الحُجاج، يقول: "سمعتُ بين الناس شتى الإشاعات والمخاوف عن هجوم البدو؛ اليوم سلبوا أحد الحُجاج 5 ليرات، وقتلوا آخر وأخذوا 40 ليرة، في حضوري جاء جندي وأبلغ الضابط أن رفيقه الذي راح معه من جدة إلى مكة قتلوه بالحجارة"
كما نقل أمير الشعراء أحمد شوقي صور تلك المعاناة ، وطالب الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ العمل على بسط الأمن بالحجاز فقال :
ضَجَّ الحِجازُ وَضَجَّ البَيتُ وَالحَرَمُ
وَاِستَصرَخَت رَبَّها في مَكَّةَ الأُمَمُ
قَد مَسَّها في حِماكَ الضُرُّ فَاِقضِ لَها
خَليفَةَ اللَهِ أَنتَ السَيِّدُ الحَكَمُ
وبعد أن بسط الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ الأمن والأمان على ربوع الجزيرة العربية ، أخذت قوافل الحجيج تتوافد بشكل منتظم دون خوف أو قلق ، وجاء في كتاب ( الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج لأقدس مطاف)، لأمير البيان شكيب أرسلان قوله : " لو لم يكن من مآثر الحكم السعودي سوى هذه الأمنة الشاملة الوارفة الظلال على الأرواح والأموال التي جعلت صحاري الحجاز وفيافي نجد، آمن من شوارع الحواضر الأوروبية، لكان ذلك كافياً في استجلاب القلوب واستنطاق الألسن في الثناء عليه" ،
وقال أستاذ الشريعة في جامعة القاهرة ، الأستاذ / عباس متولي في كتابه "مشاهداتي في الحجاز" 1354 هـ ، والذي يصف فيه ما لمسه من توفر الأمن في طرق الحجاج ، فقد تعطلت بهم السيارة في الطريق من مكة المكرمة الى المدينة المنورة ويقول: «جاء بعض الأعراب يطلبون إحساناً، فتقدم إلي أحدهم يطلب مني صدقة فأعطيت غيره متظاهراً بالغنى والثراء، فقال أعطني يا حاج، فقلت خذ ما تريد من جيبي! فقال: حرام عليك وما جنيت ؟ أتريد قطع يدي لا يا بوي لا أطلب شيئاً، فقلت : إننا في عزلة عنهم (يقصد بذلك الحكومة) ، فازداد الرجل إصراراً. فدهشت لهذا ورددت قول سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه (إن الله ليزع بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن) وأعطيته ما تيسر، ولقد مكثنا في مكاننا إلى ساعة متأخرة من الليل ، أحضروا أثناءها الماء واللبن وأكرموا وفادتنا من غير أن يتعرض أحد منهم لنا بسوء». ويقول: "استتباب الأمن بهذا الشكل لم يوجد في الحجاز إلا بعد تنفيذ شريعة الله، وإقامة حدوده".
- 20/05/2024 توقيع بروتوكول تعاون بين اتحاد المستثمرات العرب والاتحاد النسائي الروسى
- 20/05/2024 وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته في حادث تحطم المروحية
- 20/05/2024 العثور على حطام طائرة الرئيس الإيراني شمال غرب البلاد
- 19/05/2024 وزارة الخارجية: حكومة المملكة تتابع بقلقٍ بالغ ما تداولته وسائل الإعلام بشأن الطائرة المروحيّة المقلّة للرئيس الإيراني وتؤكد وقوفها إلى جانب إيران في هذه الظروف الصعبة
- 19/05/2024 وزير الداخلية الإيراني: المروحية الرئاسية تعرضت لهبوط صعب وفرق الإنقاذ ما زالت في الطريق
- 19/05/2024 تواصل البحث عن طائرة الرئيس الإيراني
- 18/05/2024 نيابة عن سمو ولي العهد.. وزير البيئة والمياه والزراعة يرأس وفد المملكة المشارك في المنتدى العالمي الـ 10 للمياه بإندونيسيا
- 17/05/2024 منتخب المملكة المدرسي لكرة القدم يشارك في البطولة الدولية بالصين
- 16/05/2024 وجهات المملكة تجذب أكثر من 165 ألف زائر من بريطانيا في الربع الأول من عام 2024
- 16/05/2024 أبو الغيط يستقبل السكرتير العام للأمم المتحدة على هامش قمة المنامة
أحمد صالح حلبي
أمن الحجاج قبل وبعد تأسيس المملكة
Permanent link to this article: https://aan-news.com/articles/293846.html/