ياقلبك ..! كثير هو الحديث عن القلب ، وصفته ومكانته ووظائفه ، ومكوناته ، فقلت في نفسي الكل يكتب عن القلب ، شوقاً ، وحرقةً ، برودة وحرارةً ، وغزلاً، وحنياً ، وعتاباً ولوماً الي غير ماكتبت الكاتبون ، وتغزل المتغزلون ، وما لحن وتغنى المغنون ، فقلت لماذا لايكون أتكلم عن( القلب ) وهل عندي قلب حتى أتكلم عنه ، ؟ وهل للشركات أو المنظمات قلب؟ ! يا قلبو !!
القلب: هو العضو الأساسي وهو مضخة عضلية تضخ الدم إلى أنحاء الجسم عبر الأوعية الدموية، (تعمل دون توقف ولا كلل وتنظم الإيقاع والنبضات) .
مهامه :
تتمثل وظيفة القلب العامة :
ضخ الدم في الشرايين التي تحمل الأكسجين والمواد المغذية إلى جميع أنسجة الجسم.
مكان القلب: في وسط صدر جسم الإنسان بين الرئتين خلف عظمة القص، وتميل قمته نحو اليسار قليلاً.
يتكون القلب من حجرات
حجرتان علوية .. تسمى الاذين ( ايمن /ايسر) حجرتان سفليتان تسمى البطين ( ايمن / ايسر )
لحظة ! أعرف أنها ليست حصة علوم للصف الخامس / ج ، - وما علاقة الشركات بالقلوب .؟
يبدو أن ثمة تشابه بين القلب النابض في الجسم ، وبين القلب النابض في المؤسسات أو المنظمات من حيث التكوين، والمكون ،والمكان، والمكانة وكأني أجد هذا في الكادر الوظيفي أو البشري، أو رأس المال البشري - اختر ماتشاء - رغم أن العصر القادم سيكون أكثر اعتماديةً على الذكاء الاصطناعي ، وهذا مدعاة لأن تتغير النظرة والمهام والنشاط والاجراءات الذي تقدمها إدارة الموارد البشرية . وهي الإدارة الأهم في الشركات أو المنظمات ، هي نفسها الأكثر كرهاً واخافةً بموظفيها)، سيما أنها تعمل على تطوير هيكلها حيث أصحبت تسمى إدارة المواهب / الطاقات / القدرات، وتسعى إلى السعادة والرفاه الوظيفي .
فحينما تتعاقد الشركات مع اشخاص هي تتعاقد مع قلوب ، هذه القلوب تتشابة في مكوناتها ، ولكن حتماً تختلف تصرفاتها وسلوكها ونواتجها ،
فهي كحامليها ، قوي أو ضعيف ، رقيق أو غليظ.
وهذا ما جعلني أكتب ( حصة العلوم ) لما بدى لي أن القلب هو الموظف / ودوره العام الذي به هي الوظيفة أو القسم ، أما وظائفه فهي المهام والوصف الوظيفي، المنظم لعمله .
له حقوق وواجبات ، وعقود واتفاقات ، يؤدي مهامه وفق لياقته الوظيفية ، ومهارته المخزنة ، وسلوكه المكتسب ، ووفق امكاناته العمرية والجسدية والصحية ، وبما قد يؤثر على أدائه عاطفياً من شعور وإحساس.
إذن نحن أمام (مضغة) لديها إمكانات، لها مكانتها ولها وظائف ومهام ، بها قيم ومبادئ ، وسلوكات ومهارات ومزايا والأهم من هذا كله هو العناية بهذا القلب - الموظف- ، والحرص عليه والاعتناء به وتسهيل مهامه ، وهذا فعلياً ماتقوم به إدارة الموارد البشرية ، التي سيتغير اسمها
إلى ( العناية بالقلوب ) لتغيير آلية التعامل وطريقة المعاملة .
وفق هذا المنظور (بذكاء عاطفي واجتماعي) ، وتغيير دور الموارد البشرية وتعاملاتها الشديدة ، والصارمةً ،وممارسة صلاحياتها .
في المستقبل.
تظهر الدراسات تأثير الذكاء العاطفي على انتاجية الشركة في المجمل ، وهي الحرفة الأهم بلا منازع لتطور الشركة .
وهذا لا يتنافى تماماً مع كون التكنولوجيا أكثر سيطرة ، - لكن - القدرات العاطفية التي يظهرها المدير أو المسؤول للموظفين ، أكثر تأثيراً .
مهمة (إدارة القلوب) استقطاب وتعيين الأشخاص الايجابيين بغض النظر عن إتقانهم المهارات ،حيث تكمن المهمة الخفية للادارة بمراقبة القلوب وسلوكيات العمل لديها ، منعاً لتواجد أي مؤثر سلبي يؤثر لاحقاً في انحراف المنظمة أو المنشأة عن مسارها .
فيما يبدو أن حديث ردهات المنظمة ، أمرٌ عادي !! إلا أن وجود من يتحدث عن التعاسات أو ينقل تذمراً صحيحاً كان أو ناقصاً ،هو بمثابة ( السرطان ) يتفشى!!
هذا السرطان يجب استئصاله ! لأنه سبباً تباطئ سرعة المنظمة ويراجع من انتاجيتها ! مما يحدثه من تأثير على زملاءه .
وهنا يأتي دور ومهمة (إدارة- مسؤولي القلوب ) فإن محور عملهم الاهتمام بالمشاعر الداخلية ، وبناء ثقافة مؤسسية تنظيمية تتسم بالايجابية وتنشر السعادة في بيئة العمل .
ستكون مهمتها التعامل مع الأرواح والتقرب أكثر لكل شخص من الكوادر البشرية ومعرفة الاحتياجات والمتطلبات والغايات التي يريدها الموظف ، حيث تتفاوت وتختلف من شخص لآخر ، واشراك الجميع بالرؤية وإعلان توجهات المنظمة.
وقد نجحت المنشآت اليابانية التي تلزم الموظف أثناء توقيع العقد حضور اسرته ، من أجل معرفة احتياجاته الفعلية وغاياته الحياتية ، لتساعدهم على توفيرها واحدى المكافات والحوافز التي تقدمها الشركة (للقلب) والأهم أن تتشارك الاسرة وتوافق على التزام الموظف واسرته ، قيم ومبادئ واخلاقيات عمل المنظمة ،دعماً وتوجيهاً وتنبيهاً.
لقد حان الوقت للبدء في نظام يهتم بالارواح والتعامل مع القلوب ، وسماع متطلباته والسعي لتلبية احتياجاته ، وأن تكون محل إهتمام وتركيز ، ومحل مناقشة وتقديم الدعم والمساندة وهي المهمة الأصعب والاسهل الممتنعة لمسؤولي القلوب .