لم يلتئم جرح جازان بعد الرحيل الجماعي لعائلة سامي النعمي الذين اودعهم قبورهم في ليلة واحده بقلب مؤمن بقضاء ربه... رغم الحزن الذي بدا ليس على وجهه فقط بل على جسده الذي هده الحزن حتى اوقعه ارضا...ثم يأتي بعدها ليتحدث الينا ململما شتات حزنه قابضا عليه كالجمر في قلبه..ليقول قضاء الله وقدره... ان يرحل من ياخذه القدر وتستمر الحياه...يكفكف دمع قلبه قائلا قد رضيت بحكم الله ...ولسان حاله يقول لنا النصيب الاكبر من الحزن ولكم النصيب الاكبر من الإتعاض والمصيبة...تأملت كلامه بعد أن فجعت جازان اليوم بمصيبة كتلك التي عاشتها مع سامي النعمي قبل أيام
وفاة 6 افراد من عائلة واحده واخرون اصابتهم خطره جميعهم شباب وشابات في ريعان شبابهم
في ليلة واحده في مصرع واحد من منزل واحد...
مؤلم جدا وقع الخبر على جازان
مؤلم كقلب ام ينفطر قلبها الف مره
وهي ترى فلذات كبدها يخطفهم الموت بإعداد زوجية مضاعفه في تسلسل عددي مخيف
...
قبل سنوات حين بدأ شبح الخطوط السريعه يخطف ابناءنا واحدا واحدا كنا نفجع بوفاة شاب سافر لعمله أو طالبا لجامعته عبر الخطوط السريعه بين مدن المملكه
اليوم صار خط الموت اقرب
فليس هناك داعي للسفر حتى تموت
هناك طريق مختصر للموت
تستطيع ان تصاب بحادث وانت في مدينتك بل ويقضي عليك وعلى عائلتك جميعا....
بل وتستطيع الموت وانت خارج لنزهة عصرية مع عائلتك للحديقه القريبه من منزلك
او في طريقك للتسوق لأحد الاسواق القريبة منك..او طريقك لحضور فرحة عريس وعروسة في ليلة عمرهما ويتحول الفرح مأتما..
كل طرق الموت هذه في مدينتك...وعلى الجميع بعد موتي و موتك ان يلملم حزنه ويؤمن بالقدر... وندعوا ويدعى لنا بالرحمه....فقط
الهذه الدرجة ..صار الموت قريبا...الموت مخيفا بهيبته في كل حال ولو كان على الفراش..
لكن القتل عمدا وشبه العمد..هو الموت الذي يتركك تعيش شعور الحزن وشعور القهر معا . ...
فاي نوع من الموت نحن نواجه اليوم...
خطوط فرعية واصلية تعاني من تناثر الاشلاءوشلالات الدماء اليوميه عليها. بسبب تخطيط هندسي فاشل يعرفه المغفل قبل الغافل...ويستنكره الطفل قبل الكبير. ويفهمه الشخص العادي قبل المتخصص المعماري والهندسي..
.......
كنا نخشى فقد شاب مسافر
واصبحنا نخشى فقد اسرة خرجت في نفس المدينه
او من محافظه إلى محافظه...
علق أحدهما في تغريدة على حادثة المضايا..لاتتهموا المسؤول فليس كل حادث المسؤول هو المسؤول...انه القدر
واقول له نعم انه القدر وكل شيء بقضاء وقدر ونحن نؤمن بالقدر وبه نرضى ... ولكن
اقنعني ان الخطوط السيئة ليس دخل!!!
والطرق الإزدواجية الضيقة ليس لها دخل!!!
والخطوط السريعة بتخطيط عشوائي ليس لها دخل!!!!
ليس المسؤول وحده هو المسؤول بل كلنا مسؤولون
حين نمر بكل مصيبة... لأحدهم فيها يد ثم نظل ندافع...بدل ان نعترف ونعالج...
رحيل شاب
رحيل اثنين
رحيل اربعه
رحيل ستة من عائلة
رحيل عشرة من عائله
ثم ماذا بعد...
بقلوب مؤمنة راضية نعزي جازان كلها
ثم نطالب باثبات انه حادث
وليس قتلا بسبب خطأ هندسي او إزفلت مهتريء.
ثم همسة في أذن كل سائق
من شبابنا واباءنا وابناءنا...
قد تتجاوز السرعة المسموحة
وتصل...ولكن تصل محمولا لاحاملا...لترحل..ويبقى قلب محبوك ينزف عمرا....
فلا تتحمل مع المسؤول ملف القضية...
فإن قدر الله وحدث لك أمر برأت ذمتك من دموع محبيك...انت ايضا مسؤول... فانتبه من ان تكون سببا في مصاب اهلك بك او بعائلتك....
عظم الله اجر الجميع وجبر كسر قلوب فجعها الرحيل...

