باحث دكتوراه بقسم الدراسات الإسلامية المعاصرة
التنبؤ للمستقبل واستشرافه صنعة لا يجيدها كل القادة والمصلحين، وإنما العظماء منهم فقط هو من يجيدها، ويصعب هذا التنبؤ كلما كانت المعطيات والظروف لتحقيقه صعبة، والتحديات قوية، كما تزداد الصعوبة أيضا كلما كان التخطيط والتنبؤ للمستقبل تنبؤا رغبويا أي -حسب ما يريده القائد- ويخطط له، وليس ما هو حاصل بالصدفة أو لنتيجة بديهية لمجموعة من المعطيات والظروف أدت لظهوره وبزوغه كنتيجة طبيعية .
لذا من المعلوم بالضرورة أن الاستشراف للمستقبل هو علم بحد ذاته يساعدنا على التفكير في قضايا المستقبل والاستعداد لتحدياته وتوقع الأجمل والاستعداد للأسوأ فيه بناء على ما لدينا من معطيات وظروف كلنا سمع بل وعاش وسيعيش -بإذن الله-خارطة طريق يسير عليها الوطن مفادها "وطن طموح اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي".
تكمن قوة هذه الخارطة التي رسمت رؤية المملكة 2030 في إيمان عرابها الشاب الهمام ولي العهد بأنها ستنجح بإذن الله رغم التحديات والظروف ، إضافة إلى أن هذه الرؤية تستمد طاقتها من مصادرها الداخلية وليست المستوردة من خارجها، وهذا أحد أهم أسرارها التي ستساهم بتحقيقها بإذن الله.
أكثر من خمسين في المائة من السكان هي من فئة الشباب، وهذا مصدر قوة وإلهام للرؤية الطموحة.
التراث التاريخي المتنوع بين فئات الشعب جعل هناك تنوع ثقافي لقاصدي المملكة من السواح القادمين من الخارج.
المساحة الشاسعة للملكة جعلت منها تنوعا جغرافيا ومناخيا، فلدينا التضاريس البحرية البكر التي تولدت منها مشاريع جبارة للوطن كمشروع نيوم المستقبل والبحر الأحمر.
وتضاريس جبلية غاية في الجمال والجلال خرجت من رحمها علا الطبيعة والتاريخ، ذات عمقها الحضاري الممتد على مدى الإنسانية وما مدائن صالح عنا ببعيد.
أما عسير القمم والشيم ذات الطبيعة الخلابة والجو البديع -ومرحبا 1000 -فستكون من أهم روافد الرؤية الطموحة التي تعطي تنوعا في الاقتصاد الوطني، حيث ستكون وجهة العديد من الساح طوال العام جامعة بين الأصالة والحداثة.
ولي هذا فحسب بل إن الرؤية الطموحة تعتمد إضافة إلى ما سبق من موارد طبيعية كجمال المناظر الخلابة، والبيئة المتنوعة، إلى الإنسان السعودي صاحب الثقافة والتراث والتقاليد الراسخة والكرم الأصيل والمجتمع المترابط.
سيذكر التاريخ والعالم بأسره بإذن الله يوم الخامس والعشرين من شهر إبريل في عام 2016 الإعلان التاريخي لرؤية المستقبل وسعودية الإنسان والمكان بثوبها الجديد ومستقبلها المشرق الذي ينتظر الأجيال القادمة والوعد بإذن الله 2030.