لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدرة نودع هذا اليوم الجمعة الموافق السادس من شهر جماد الاول من عام ١٤٤٣هجرية علماً بارزاً ومربياً فاضلاً ومعلماً مؤثراً ورجلاً كريماً وأباً رحيماً لكل متعلم من جيل الثمانين الف وثلاثمائة ولمدة اربعون عاماً أي مايقارب النصف قرن وهو يعلم الاجيال .
إنه المعلم القدير الأستاذ محمد بن علي طالبي نودعك ياخير الرجال وياخير من علم وربى نودعك ياعزيز وياغالي على الجيل الأول ومابعده.
لقد غرست في أبناءك حب العقيدة والوطن حب التلاحم الاسري والاجتماعي حب العادات والتقاليد نودعك في هذا اليوم المبارك يامن لك في القلب مودة وفي النفس محبة وفي الحياة صحبة لقد علمتني وتعلمت منك فضائل الرجولة وحب التعلم فأنت ومن معك أول جيل مسك الطبشورة وكتب على السبورة .
ولبس الثوب الابيض الانيق المعطر بأطايب العطور والياسمين والزهور ودهن العود وأنت الحبيب الذي تجول في أروقة غرف الطين ونحن ننظر لك ونتعلم منك .
أيها الأب الرحيم والمعلم القدير كنت تتابع طلاب زمانك وتتلاقاهم بتلك الإبتسامة الابوية الحانية .
علمتني صغيراً لا أفقه في التعليم شيء فأنت أول من رسمت لي الحرف واسمعتني نطقه وتكراره وعلمتني الكلمة ونطقها وكررتها حتى بح صوتك وتلوت لي القرآن الكريم حتى فهمته وتلوته مردداً على صوتك الذي مازال يدندن في مسامعي وقد تداعت لي المعاني آنفاً عندما قرأت في هذا الصباح فاجعة موتك أبا صالحة.
بالامس كنت على مقاعد الدراسة الخشبي الذي يتسع لثلاثة طلاب رافقتك في طفولتي انت ابي وزاملتك انت معلمي وصاحبتك انت والدي وصادقتك فأنت خير صديق تسامرنا مع بعض تزاورنا مع بعض وكنت مولعاً بك معلمي وزميلي وصديقي سنين توالت وعقود سارت ونحن على المحبة الخالصة دوماً اقابلك فأقبل رأسك ليس عادة ولكن إحتراماً وتقديرًا وإجلالًا وحباً فحبك ابا صالحة غرسته في طلابك منذ نمو أظفارهم وتأصل معهم في كل حياتهم.
أستاذي القدير كنت أزورك على فترات عندما وهن عظمك وشاب رأسك وآخر لقاء بك راجلاً وأنت تسير على قدميك وهكذا توالت الزيارات وعندما ودعنا إبنك مساعد ابوطالب رحمه الله قابلتك فأحتظنتك لمارأيتك وكان حالك متعباً أحتظنتك فرحاً وحباً وتلك الإبتسامة التي أعتدت على رؤيتها تزين محياك الطلق من الطفولة معك لا تفارقك كنت تقدرني وأنا ابنك ولكن هي الاصالة وطيب المعشر وحنان الابوة
رحمك الله ابا صالحة .
والله إن العين لتدمع الآن والقلب ليحزن وإنا على فراقك ياأبا صالحة لمحزونون ولكن نودعك لرب رحيم رب غفور رب كريم اللهم أغفر لمربينا ومعلمنا وأستاذنا وحبينا اللهم أنزله منزلاً طيباً مباركاً اللهم أكرم نزله ووسع مدخلة وأجعل قبره روضة من رياض الجنة وألهم أهله وطلابه وزملاءه ومحبيه وذويه الصبر والسلوان وأجمعنا به في الفردوس الاعلى من الجنة انا لله وانا اليه راجعون…