ذات مرة في نادي الباحة الأدبي، سألت ذات مساءٍ محاضرًا، هذا السؤال: (هل المقال الصحفي مات .. أم أنه ما زال يتنفس، وما الفرق بين مقال ومقال؟
ولقد أجابني الضيف مشكورًا على سؤالي ...
.
لكني ظللت أسأل نفسي ... وأتساءل طويلًا ....
عندما يبعث لك أحد أصدقاءك بمقال صحفي له، طامحًا منك أن تقرأه، أو تعلق عليه ....
الحقيقة ... أن هناك مقالات جيدة بالفعل .. وتستحق القراءة وأيضًا شكر كاتبها .. لما تحمله من فكرة، وما تتميز به من أسلوب كتابي بديع.
.
وفي المقابل هناك مقالات (نُص نُص) كما يقال باللهجة المحلية .. وأمامها أنت أمام أمرين .....
فإما أن تجامل كاتبها و(تطبطب على أكتافه) قائلًا: (رووعة - ما شاء الله) مع أنه لم يرق لك.
.
وإما بعد أن يتبين لك بعض "العور" فيها تقول رأيك بصراحة .... وعندها أعانك الله على ردة فعله .. فثمة من لا يقبل النقد جملة وتفصيلًا.
.
في كل الأحوال ....
فكتابة المقال فن أدبي ومهني رصين، لا يمكن أن يصل إليه الكثيرون - وأنا منهم.
ذلك لأننا نتمنى – كل كاتب يتمنى – أن تحوز كتاباته على اعجاب الناس، وهذا هدف من أهداف الكاتب.
لكنه هدف متأخر، تسبقه أهداف أخرى . مثل:
أن تكون سطورك متضمنة فكرة جديدة - غير مطروقة، تعالج مسألة مهمة.
أو أن تكون الفكرة (وإن كانت مكررة)، لكنك ككاتب عالجتها بأسلوب مختلف، جمع بين (السلاسة .. الترابط .. التكثيف .. بساطة اللفظ .. وتكنيك الكتابة ....الخ)
بما يجعل المقال أشبه بطبق حلوى (تأكل أصابعك وراءه).
.
قبل سنوات .. كان الكثيرون يجدون صعوبة في نشر كتاباتهم الابتدائية، خواطرهم، مقالاتهم ..... الخ.
فالصحف لم تكن تنشر لكل أحد ...
اليوم - أنت وأنا - صحفنا في جيوبنا - جوالاتنا وكمبيوتراتنا مُلْكنا - أكتب ما تشاء وأنشر .... انشر في حسابك في (تويتر، فيس بوك، أو في واتساب ....الخ)
.
ويظل المهم أن تكون كتاباتنا منضبطة، وفيها فكرة، وذات أسلوب بلاغي جميل .. تقرأها وأنت مستمتع ثم تقول: (الله – الله).
ولن يكون ذلك إلا بالتجربة الطويلة، المقترنة بقبول النقد حولها .. ثم بالقراءة والقراءة والقراءة.
فثمة من يكتب منذ سنوات لكن مستواه "مكانك سر" .. وهناك من له تجربة قصيرة لكن حروفه مما يجعل (قلبك يفزّ- فزًّا)
العبرة ليست في عدد السنوات، والمصريون يقولون في أمثالهم :(العدُّ في الليمون).
.
مناسبة هذا الكلام أننا كنا – عدد من الأصدقاء – نتناقش حول هذه المسألة، وأورد أحدنا مقالًا لكاتب درج على كتابة أفكار مطروقة، وفق أسلوب الكتابة القديم، الأسلوب الوعظي المباشر، والذي لم يعد مؤثرًا ولا لافتًا.
.
ليست العبرة أن تكتب أو أن تتحدث أمام الناس.
العبرة بالفكرة وكيف تصوغها بحرفنة، وتقدمها للناس .. وقد قال الجاحظ – ذات مرة – "الأفكار ملقاة على قارعة الطريق".
.
بعبارة أخرى فالكتابة أو الحديث ... أقرب ما تكون إلى "طبخة" - أنت وأنا - نمتلك "مقاديرها" بسهولة .. لكن (كلمة السرّ) تظل في طريقة الطبخ.
ولذلك فـ طبيخ "س" من الناس ليس كطبيخ "ص" ....
هناك من الطبخات ما هو لذيذ جدًا، وثمة المتوسط، وهناك العادي - على طريقة "مشي حالك".
- 24/05/2024 وزارة الخارجية تعرب عن ترحيب المملكة بالقرار الصادر عن محكمة العدل الدولية الذي يأمر إسرائيل فوراً بوقف الهجوم العسكري أو أي أعمالٍ أخرى في محافظة رفح
- 24/05/2024 محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بوقف هجومها على غزة
- 22/05/2024 وزارة الخارجية: المملكة ترحب بالقرار الإيجابي الذي اتخذته النرويج وإسبانيا وإيرلندا باعترافها بدولة فلسطين
- 22/05/2024 اتصال مرئي بين سمو ولي العهد ورئيس وزراء اليابان
- 20/05/2024 توقيع بروتوكول تعاون بين اتحاد المستثمرات العرب والاتحاد النسائي الروسى
- 20/05/2024 وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته في حادث تحطم المروحية
- 20/05/2024 العثور على حطام طائرة الرئيس الإيراني شمال غرب البلاد
- 19/05/2024 وزارة الخارجية: حكومة المملكة تتابع بقلقٍ بالغ ما تداولته وسائل الإعلام بشأن الطائرة المروحيّة المقلّة للرئيس الإيراني وتؤكد وقوفها إلى جانب إيران في هذه الظروف الصعبة
- 19/05/2024 وزير الداخلية الإيراني: المروحية الرئاسية تعرضت لهبوط صعب وفرق الإنقاذ ما زالت في الطريق
- 19/05/2024 تواصل البحث عن طائرة الرئيس الإيراني
بخيت طالع الزهراني
الكتابة .. بطريقة (مشي حالك)
Permanent link to this article: https://aan-news.com/articles/223380.html/