و بدون مقدمات مسجوعة، و أحرفٍ مطرزة، سأكتبُ بعد أن أمعنتُ التأملَ و تصفحتُ الاعين ، و استعرضتُ السنابات التي أمتلأت بأجمل الاحتفالات و أصدق الابتسامات.
فقد وجدتُ أن هذا العيد بخصوصيتهِ و فرحتهِ كان الأجمل و الابهى و الأبقى في الذاكرة.
استجمعتُ حروفي و انا اتذكر في الاعوام السابقة كم من الأوقات التي كنا نهدرها في ميادين الاسواق، و خنادق المناسبات، و صخب السيارات ، و ساعات الرباط في صوالين الحلاقة ، و الوقوف في طوابير الزحام في كافةِ النواحي..
فما بين صلاة و ذكر و قراءة قرآن و صحبة أطفالنا طوال الليالي المباركة ، نتج عنه هدوء في النفس، و راحة في القلب قبيل العيد ..انعكست ايجاباً على أجواء يوم العيد السعيد .
هذا اليوم فعلاً قضيناه بين احضان من يستحق أن نمنحهم أوقاتنا ، و فرحتنا ، بعيداً عن ضغوطات الحياة و ارتباطاتنا الوظيفية و الاجتماعية وركْضنا المستمر نحو سرابٍ لا ينتهي.
في هذا العيد .. أيقنتُ أن كثيراً من اشيائنا التي كنا نعتقد أن حياتنا لا تقوم الاّ بها .. مجرد وهم و قيود نحنُ من صنعها و نحنُ من روّج لها و تكبّل بها .
كرونا .. حتى و إن كان في ظاهره داء عُضال .. الاّ أنه كان دواءً للنفوس و تهذيباً للأخلاق و مدرسةً لتعليم الصبر ، و مشهداً مصغراً لبساطةِ الحياة ، و ترتيب الأوليات.
فالحياة السعيدة نحنُ من يصنعها ، و الابتسامة نحنُ من يرسمها ، و الجمال هو ما يكمن في أرواحنا و في محاجر أعيوننا التي لن تنطفيء الاّ بأوهامنا.
6 comments
6 pings
Skip to comment form ↓
عبدالله الشراحي
25/05/2020 at 8:06 م[3] Link to this comment
سلمت اناملك استاذ هاشم على ما نثرت لنا من درر
محمد الفقيه
25/05/2020 at 8:55 م[3] Link to this comment
أبدعت اخي هاشم
اصبت عين الحقيقه وهذا مانحتاج ان نعيشه بشكل منظم بارتياح وتقبل لامكرهين بكرونا
دام قلمك
إبراهيم
25/05/2020 at 9:53 م[3] Link to this comment
فعلا الحياة السعيدة نحن من نصنعها
مقال رائع أشكر الكاتب
عبدالرحمن حمياني
25/05/2020 at 11:42 م[3] Link to this comment
جميل أستاذ هاشم هذا الطرح…مقال هادف نافع..وهو من الدروس الكثيرة التي سيتحدث عنها الناس كثيرا فيما بعد…وفقك الله ..أستمر…
د. محمد الشدوي
26/05/2020 at 5:05 ص[3] Link to this comment
صدقت أيها الكاتب الشاب المبدع كان لأزمة كورونا منح كثيرة ولدت من أرحام المحن ، وبنيت آمال من أرحام الآلام وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم .
د.رانيا ممتاز
09/06/2020 at 7:55 م[3] Link to this comment
احسنت بصدق تعبيراتك دون تكلف بسجع او احتياج لتطريز تأملت فصدقت فدخلت تعبيراتك القلب شكرا عالمقال المعبر