للأسف نحن في الوطن العربي والإسلامي نعيش: في جوائح منذ الثمانينات والتسعينات الميلادية حيث لم يكن لأي عيد فرحة مكتملة. إنها جوائح واجتياحات تسببت فيها الدكتاتوريات والتي نتج عنها حماقات. اجتياحات متبادلة بين العراق وإيران نتيجة للصواريخ الإيرانية والتهديد بتصدير الثورة. حرب استمرت قرابة عقد من الزمان. استنزفت كافة دول الخليج العربي وخلفت مئات القتلىٰ وضعفها من المصابين والمعاقين وإضعاف عجلة التنمية. اجتياح العراق للكويت في عام ٩٠ م. وما تسبب فيه من تدمير وخسائر بشرية ومادية هائلة تداعياتها لا تزال حتىٰ الآن. اجتياح الأمريكيين لأفغانستان في عام ٢٠٠١ م. والتي أيضاً لا تزال عثراتها حتىٰ الآن. اجتياح الأمريكان والبريطانيين والفرنسيين للعراق في عام ٢٠٠٣ م. والذي لا يزال العراق وجواره العربي يعيش آلامه وانعكاساته حتىٰ يومنا هذا فساد وفقر ووجع ومرض وتردٍ في الوضع العراقي لا يكاد يماثل. اجتياح لخريف عربي مر عل تونس وليبيا ومصر واليمن والسودان ولم ينتج عنه إلا الدمار والخراب وتجذر للفساد. وجلب لتدخلات خارجية تهدف للسيطرة والسيادة علىٰ كل تلك البلدان. نعيش آلامها ومعاناتها حتىٰ الآن. حروب طاحنة غاب فيها العقل والضمير تشعلها قوىٰ خارجية. فئات تخلت عن جذرها العربي وفضلت جذر أجنبي لا يهمه إلا تدمير الكيان العربي وبالذات في شبه الجزيرة العربية. وها هي ثالثة الأثافي العالمية جائحة كرونا. هذا المرض لم يقتصر علىٰ اختطاف الأرواح بل أنه أسهم في تدمير النفوس وباعد بين الأقرباء: والأصدقاء. جعلهم رهائن في منازلهم وفي الأماكن المخصصة للحجر والحجز. قلق وخوف ينتاب كثير من الناس في كل دول العالم.
نعتذر منك يا عيد رمضان لن نفرح فيك ولا بك. الفرحة بالإفطار بعد نهاية رمضان ستكون باهتة بالنسبة للكبار ومنعدمة بالنسبة للصغار. هناك البعض الذين فقدوا اعزاء لهم فاعتصرهم الحزن والألم علىٰ فراق أحبتهم. وهناك من يراقب أقربائهم الذين سطا عليهم المرض وهم بين الخوف والرجاء.
أرأيت أيه العيد كيف هي أوضاعنا وحياتنا قرابة ٤٠ عاماً من اجتياحات إلىٰ جوائح. لا أظنك لن تعذرنا علىٰ عدم استقبالك والإبتسامة والفرح واللقاءات والتجمعات بهجة بقدومك. أظنك ستحزن لحزننا وتتالم لألمنا بل وسترثي لحالنا كأمة عربية وإسلامية بشكل خاص والعالم بشكل عام.
اللهم لا اعتراض علىٰ هذا الإبتلاء الذي أسألك يا إله الكون الرحمة والرأفة بهذا العالم الذي لا حول له ولا طول رغم سعيه للأخذ بالأسباب.
أرجو أن ينعاد علينا رمضان وعيده والحال أفضل وأجمل، والعالم متغير إلىٰ الأفضل في إنسانيته وتعامله بين بعضه البعض. تهنئتي لكم هي تحمُّد اللّٰه علىٰ سلامتكم ووجودكم وبقائكم في عيد رمضان ١٤٤١ هـ. دمتم بخير.
1 comment
1 ping
ضي العين
22/05/2020 at 5:21 ص[3] Link to this comment
مقاله رائعه دكتور عبدالله انت رمز للتميز في انتقاء كل جديد
وطرحه بكل اريحيه يعطيك الصحه والعافيه 👏🏻👏🏻💐✨