توطئة..
في ظل جائحة كورونا المتفشية التي اجتاحت العالم فقد قامت الدولة ممثلة في حكومة خادم الحرمين الشريفين مشكورة مأجورة بإجراءات احترازية ووقائية قوية وغير مسبوقة حفظًا للأنفس والمقدرات وحماية للشعب ، وهذا دليل على الحكم الرشيد وكفاءة وجدارة القائمين على الحكومة... فلهم منا كل الشكر وخالص الدعاء وأن يجزيهم عن المسلمين خير الجزاء...
لكل داء دواء يستطب به...
إلا الحماقة أعيت من يداويها...
لقد ابتلينا في هذا الزمان وفي كل زمان بفيروس أكبر وأعظم وأخطر على الناس من فيروس كورونا؛ كشف لنا ثقافة هؤلاء المصابين بهذا الفيروس القديم الجديد وبيّن ضحالة فكرهم الذي ألبس على الناس الحقيقة وأدخل الرعب في قلوبهم وفرق جماعاتهم ...هذا الفيروس -أيها الكرام - هو فيروس الجهل والحماقة...الذي لا يراه المصاب بالعين المجردة لأنه يتعذر أن يرى عوار عقله، إلا أن الآخرين يمكن أن يكتشفوا أعراضه...
ولذلك كان لزاماً علينا أن نقوم بواجبنا الوطني وأن نبين علاماته وأعراضه وقاية للناس واحتسابًا للأجر وحتى نقي أنفسنا من هذا الوباء العظيم...
فكيف تعرف بأنك مصاب بفيروس الجهل والحماقة؟.
١- إذا نقلت شائعة أو خبرًا من غير الرجوع للمصادر الأصلية والموثوقة سواءً كان مكتوباً أو مسموعاً أو مرئياً فأنت مصاب بفيروس الجهل والحماقة. وما أكثرهم في وسائل التواصل الاجتماعي.
٢-إذا كنت من المرجفين في الأرض، فأنت مصاب بفيروس الجهل والحماقة ... والمرجفون هم الذين يظهرون الناس والمجتمعات وكأنها فاسِدةٌ لا تحملُ خيرًا أبدًا. يعظمون الزلاَّت، ويقتُلون الهِمَم، ويخفون الفضائلَ، ويصورون بأن هذا البلاء عقوبة للناس وسخط من الله... فيظنُّ السامِع أو القارئ أن الثابِتين على الحقِّ قليل، وأن الصالِحين أقل..وأن الفساد قد عم والعذاب قد حل...قال صلى الله عليه وسلم:(من قال هلك الناس فهو أهلكهم)..
٣-إذا لم تأخذ بأسباب النجاة والوقاية والنظافة وتلتزم بتعليمات الدولة ووزارة الصحة وتلزم بيتك وتبتعد عن التجمعات وتقي نفسك وأهل بيتك فأنت مصاب بفيروس الجهل والحماقة...
٤-إذا كنت تستثمر هذا المرض لزيادة ملاءتك المالية وجشعك التجاري باستغلال الناس ورفع الأسعار فأنت مصاب بفيروس الجهل والحماقة...ودناءة النفس.
٥-إذا كانت لنظرية المؤامرة حول مرض كورونا بقايا في عقلك فأنت مصاب بفيروس الجهل والحماقة...
٦-اذا كنت تحاول تصفية حساباتك الحزبية والفكرية من خلال هذا البلاء الذي عم العالم فأنت مصاب بفيروس الجهل والحماقة...
٧-إذا كنت تستغل هذا الوباء العالمي لترجيح آرائك الفقهية والتهجم على المخالفين فأنت مصاب بفيروس الجهل والحماقة...
٨-إذا كنت تحاول استغلال قرارات ولي الأمر بشأن تعليق العمرة وإغلاق المساجد وغيرها -ولو ضمناً-لتغذية ترسبات سياسية أو ايديولوجية فأنت مصاب بفيروس الجهل والحماقة . مع وجود لوثة عقلية...
٩-إذا لم تتوكل على الله وتحسن الظن به وتدعوه وتستغفره سراً لا رياءً فأنت مصاب بفيروس الجهل والحماقة...
١٠-إذا تحمست مع هذا الوباء وحاولت أن تشرع أو تبتدع أقوالاً وأفعالاً ما أنزل الله بها من سلطان... فأنت مصاب بفيروس الجهل والحماقة...فالزيادة كالنقصان...
١٠-إذا كنت لاتزال تكابر وتبرر لنفسك تلك الأعراض السابقة فأنت مصاب بفيروس الجهل والحماقة والغباء في مراحله المتطورة الذي لايرجى برؤه..والأولى أن تبادر بالصمت وتبدأ العلاج عاجلاً...
وقفة:
بعض الداء ملتمس شفاه
وداء الحمق ليس له شفاء
وأخيراً ...
أخي الكريم ..إذا أحسست بوجود هذه الأعراض أو بعضها فليس بالضرورة أن تنقل أو تعلق على كل شاردة وواردة فالصمت حكمة... والحكمة ضالة المؤمن...
هذا كله ليس شماتة بالناس؛ وادعاء المثالية... وإن كنا نفترض حسن الظن في الناس إلا أن البعض بجهله المتخفي في غرور المتعلمين يريد أن يبنيَ قصرًا فيهدم مصرًا..رحم الله امرأً عرف قدر نفسه..
اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام..