كيف تجمعت خلال الأسبوع الماضي حكاياتي، واتجاهاتي، وكيف كان هذا الفيروس المسخوط عاشقا مشاكسا عنيفا معي، يلاحقني، يقف بوجهي، في كل طريق أرحل منه، ويستمر في تهديده، ووعيده بأن يراقب خطواتي أكثر، وأن يستمر في عشقه المريض لتعطيل مصالحي، وتبديل معطياتي.
في البدايات كان سائقي الهندي قد سافر لبلده، وكنا ننتظره على أحر من الحمى، قبل أن يتصل بالأمس القريب ويخبرني أن رحلته قد أوقفت، وأن تأشيرته كذلك، وأني أحتاج لعمل رسمي، ودفع ثمن تذكرة جديدة، والبدء في العد مرة أخرى لأيام عودته.
وكان بعض أفراد أسرتي قد سافروا قبل عشرة أيام إلى مصر، وكان أن أقسم الفيروس بغلظة، ألا يعودوا في وقتهم.
وكنت أنا ذاهب إلى دبي، بدعوة من قناة الحرة، لإجراء لقاء تليفزيوني يناقش التأثيرات العالمية الصحية والاجتماعية والسياسية، والاقتصادية، ضمن برنامج الإعلامية المتألقة سكينة المشيخص (حديث الخليج)، وكان أن أبلغت من الخطوط السعودية بإلغاء رحلة العودة الخاصة بي.
ورأيت الفيروس المسخوط كما قلت عنه في ذلك اللقاء، وفي مقالي الثلاثاء 9/ مارس 2020 بصحيفة مكة (المسخوط يتحدى البشرية)، بجسده المستدير، وزوائده القمعية المقلوبة، وهو يتقصد مضايقتي، بعد أن وجدني برعاية لله سليما، لا أكترث بحيله المندسة بين التجمعات، فلا أغادر مكان سكني، ولا يجدني بين القبل والتحيات، فأتعامل مع من أراهم بسلام الكوع، وتحية (السلام نظر).
أعمال إدارية كثيرة لا بد من خوضها، بالتواصل مع سفارتنا في مصر، وسفارتنا في الإمارات، ولاحقا مع الهند.
وبجهود موطني، عاش فخرا للمسلمين، وعاش المليك للعلم والوطن، تم إعادة الرحلات لفترة 72 ساعة، من قبل سفارتنا في مصر، وجهود سعادة السفير أسامة النقلي، وكذلك في دبي وعناية سعادة السفير تركي الدخيل، وسعادة القنصل عبدالهادي الشافي، وقد تم الترتيب لعودة أسرتي، وعودتي على جناح السرعة، والعاقبة لسائقي مقنم.
كل ذلك حدث، وأنا أشعر بسحنة المسخوط تتميز غضبا، وهو يلوم نفسه، ويحاول إعادة جهوده، وتكريس خبثه، وتطيير سمومه، وارسال تهديداته.
وبالطبع فقد أبدع في معاقبتي بأمور عامة، لم تكن خاصة بي، ولكني أعرف أنه قد غير أخلاقيات وطباع وتصرفات معظم البشرية، وقد أضر بالتجارة العالمية، وسكب عصير الطماطم على مؤشرات الأسهم، الدولية، والمحلية، وجعل أصحاب المحافظ يرتعشون، ولكنه يظل غاضبا مني، كوني لم أرتعب كثيرا من حركاته، وكوني أنا والأموال والأسهم، (متحاربان كما أرى)، وأنني قد أحتاج للشهود الأربع، خفقان قلبي واضطراب جوانحي...
مسخوط شرس، جعلنا نوقف التعليم، ونغلق الحدود، ونعزل الأماكن الموبوءة، ونوقف الرياضة، والمناسبات، ولكني لم أجعله يبلغ قمة سعادته، كوني سأعود لتراب وطني، وأحلف ألا أعطيه فرصة ثانية، للعب الغميضة، أو الظهور والاختباء، (هيا هيا، غط البصر، وخذ الحذر)، ومن المؤكد أنه هنا سيصاب بالقهر، حينما لا يعود يجد من يلعب معه!
وقد حاول معي من جوانب أبعد، بأن وجه شروره لمعظم علاقات السلم العالمي، وزاد من سخونة المؤامرات، وأعطى الفرصة لحكومات استغلت هجمته، ضد شعبها، بالقمع، ومنع التظاهرات، وتعظيم الغموض، وأنه هز ممالك الصحة العالمية، ورفع درجات الحيطة لدى مجتمعات البشر كافة، التي أرادت أن تثبت أنها كفيلة بمقاومة هجمته، وأنها لن تسمح له بأن يصول ويجول في كل مدن الأشباح، وكون بعض عقلاء العالم يبحثون بجدية وإخلاص وإنسانية، عن حل علمي مؤكد ينهي هجماته المتقطعة، وتحوراته العنيفة، وانتقاله بين حاضنة وأخرى من الحيوانات، ليستمر في تهديدنا، ومباغتتنا.
سأعود اليوم إلى الرياض، وأنا أعرف أن فريقا طبيا في دبي سيودعني، بعد قياس حرارتي، والتأكد من أني لا أحمله معي، وسوف أقابل فريقا أخر في مطار الرياض، يعيد الكشف، ويقرر إن كنت أحمله معي، أو أنه ما يزال مخفيا وسط الجيوب الأنفية، وأنني لا بد من التعرض للحجر الصحي لمدة أسبوعين.
أنا حقيقة أنتظر، مثلي مثل كل البشر، نهاية هذه الحروب الخاطفة العنيفة، والحيل الخافية المخادعة، وأتمنى أن يأتي اليوم، الذي أخرج فيه لساني مهتزا، في وجه هذا المسخوط، وأن أشمت انتقاما مما فعله بي، وبالبشرية جميعا.
2 comments
2 pings
سعود السيف
10/03/2020 at 4:05 م[3] Link to this comment
الحمدلله على سلامتك وسلامة الاسره وعقبال سائقك
خالد العسيري
10/03/2020 at 5:42 م[3] Link to this comment
سلمت اناملك ونتمنى عودتك بالسلامه لارض الوطن .