في التربية و خاصة مع المراهقين، يواجه الاباء تحديٍ كبير، الولد بطبعه شخصية معاندة ومكابرة و تواجه النصيحة بكبرياء و تعنت رغم انها تنصب في مصلحته بالنهاية. سوف يرفض لمجرد تجربة قول "لا" وهذا جيد لأنه يدل أن الولد لديه القدرة عن التعبير عن آرائه بدلاً من أن يرضخ لأوامر الوالدين دون تفكير حسب ما قاله الدكتور مصطفى أبو سعد في كتابه "الأطفال المزعجون". فالغلام العنيد او الفتاة يدل على قوة شخصية وان لديه عقلاً يفكر ويعمل. و يركز الدكتور أن الطفل الذي ينصاع لكل أمر يتلقاه، عبارة عن قنبلة موقوتة قد ينفجر في أي وقت. من الطبيعي أن يختلف الوالدين مع الأبناء، باعتبار أن لديهم خبرة اكبر بالحياة و يستبصرون المشاكل قبل وقوعها، كما يقرأون المستقبل. بينما يركز الأبناء على اللحظة الحالية والاستمتاع بها على أكبر قدر.
لو حللنا الوضع، لوجدنا الوالدين يعملون أولادهم كل شيء عن الحياة بينما يصر الأبناء على معايشة أوقات معاني الحياة الحالية وتتركز غالبا على المتعة والسعادة. الصعوبات التي مر بها الوالدين تصيبهم بالحذر غالباً و ربما يتطور الى تخاذل و خوف. الأطفال في الناحية الأخرى يعيشون بلا خوف وبلا حواجز، لأن عقلوهم ندية أو ألماس خام كما قالت الكاتب الدكتور اوستن اومالي. الطفل الذي يضحك متى أراد، هو طفل حر متحرر من كل قيد.
لكن على الوالدين التدخل حين يضع الابن نفسه او اخوته في خطر ولا ضرر من الحزم و الصرامة في تلك الحالات ، لكن دون إهانة، حتى يعي الطفل حقيقة الوضع. بدون حزم و سيطرة في الوقت المناسب من الوالدين قد يضع الابن في خطر داهم من ملوثي العقول و مستغلي الأطفال وهم كثُر في هذه الأيام وخاصة مع وجود الأجهزة التي وفرت منافذ فورية لهم على دماغ كل طفل.
الثقة في الأطفال مهمة، و لكن مع المراقبة فترك الحبل على الغارب امر خطير. و قد استشرى هذه الأيام على اثر دعاوي بعض مدربي تطوير الذات اللذين يميلون الى "الدلع" في التعامل مع الأبناء. العالم قاس أيها السادة و يحتاج لأسود تخوض ساحاته و خيول تنافس في ضماره. فعلماء "زيولوجست" يرجحون أن الأسد اقوى من النمر والسبب انه نشاء في بيئة تنافسيه حين كان شبلاً وجماعات حين غدا غضنفراً عكس النمر الذي عاش وحيداً في طفولته.
كذلك من المهم ان يعطي الأبناء مهمات منزلية يقوموا بها من تنظيف و مساعدة في اعمال المنزل وان لم يقوموا بها، فلابد من حرمانهم من بعض خدمات الترفيه مثل "النت" او "الأكل خارجاً". فهذا سيكسر الرتابة و يشعرون بأهمية الوقت واهميتهم كعضر فعال في العائلة.
قد يكرهنا ابناؤنا في صغرنا لأننا نرغمهم على ما يكرهون و إليكم قصة صديقي الذي ابتعث إلى الخارج حين ذكر لي انه عاش أياما متعبة مع والدته. كانت تعلمه النظافة بطريقة صارمة و التزام مواعيد الاكل حتى انه لا يتبقى له طعام ان تأخر عن وجبة الغذاء او تخلف عن غسل صحنه!
ثم تعلمه الطبخ ليتناول بيده و يعي تعبها التي تقضيه كل يوم وهي تعد الغداء بينما الأطفال في غفلة لاهين في أمور الترفيه . في الغربة كان دروس امه خير معين له فطبخ لنفسه وحتى لغيره، فغدى من اهم المبتعثين هناك كما ان التزامه بالوقت واكب دراسته هناك فلم يجد مشكلة في التعايش مع المهمات الكبيرة التي توكل إليه.
في الوقت نفسه قبلوهم و لامسوا جلدهم كي يشعروا بالحنان كما ذكرت الدكتورة فوزية الدريع في إحدى حلقاتها وخاصة الأم مع الابنة وهذا خير حماية لها من الانحراف المثلي والعياذ بالله والذي انتشر كثيرا هذه الأيام
كان سيد الرسل محمد يقبل الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة فانكر عليه هذا احد الصحابة و يطلق عليه الاقرع بن حابس حين قال
لي عشرة من الأبناء لم اقبل اي منهم؟
وهنا قال النبي غاضبا
وما اصنع في قلب نزعت منه الرحمة.
قدموا للابناؤكم كل الحب وما يلزم من الحزم لكي يعيشوا كرماء النفس في المجتمع وكان الله في عون كل ام واب حتى يتخطوا تلك السنين العسيرة.
- 25/05/2024 الاهلي المصري بطلا لكأس أفريقيا للمرة الثانية عشر
- 25/05/2024 العين الإماراتي بطلا لكأس اسيا
- 25/05/2024 انطلاق أعمال قمة البركة للاقتصاد الإسلامي برعاية الرئيس التركي
- 25/05/2024 انتصار النجم راندي اورتن والنجمة ناي جاكسون ضمن نزالات نصف نهائي بطولة “كنج اند كوين اوف ذا رنق“ في جدة
- 24/05/2024 وزارة الخارجية تعرب عن ترحيب المملكة بالقرار الصادر عن محكمة العدل الدولية الذي يأمر إسرائيل فوراً بوقف الهجوم العسكري أو أي أعمالٍ أخرى في محافظة رفح
- 24/05/2024 محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بوقف هجومها على غزة
- 22/05/2024 وزارة الخارجية: المملكة ترحب بالقرار الإيجابي الذي اتخذته النرويج وإسبانيا وإيرلندا باعترافها بدولة فلسطين
- 22/05/2024 اتصال مرئي بين سمو ولي العهد ورئيس وزراء اليابان
- 20/05/2024 توقيع بروتوكول تعاون بين اتحاد المستثمرات العرب والاتحاد النسائي الروسى
- 20/05/2024 وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته في حادث تحطم المروحية
بقلم - علي الماجد
قليل من الحزم و كثير من الحب
Permanent link to this article: https://aan-news.com/articles/163479.html/