لقد أكرم الله هذه الأمة بالإسلام ، وبعث اليها رسوله محمد ا عليه الصلاة والسلام فكانت رسالته مسك الختام .
إن المتأمل لحقيقة الإسلام يتبين له حرص النبي عليه الصلاة والسلام على تبليغ رسالة الله مصداقا لقوله تعالى ( ياأيها الرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك وأن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ..).
فمن هنا دخل في دين الله قوم أحبواالله وأحبهم الله ، فايمانهم بالله واتباعهم لرسول الله في المنشط والمكره ، ومرافقتهم له في الحضر والسفر كل ذلك جعلهم يُتّصَفون بصفة الصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن الأسف الشديد في هذا اليوم إستوقفتني مشاهدة مقطع ( فيديو) في برنامج تلفزيوني لقناة تسمى بالتلفزيون العربي ، وذلك في برنامج تحت عنوان :عصير الكتب ، وضيف البرنامج مصري يسمى صبحي منصور ،
استطاع هذا الإنسان بسخافة عقله ، وقلة وعيه ، وفقدان ضميره أن يتجرأ على شتم الخلفاء الراشدين وتوصيفهم من أنهم جماعة مردوا على النفاق ، وعلى أنهم جواسيس من قريش كتبوا مافي قلوبهم ، واستغلوا الدين لغزو الأمم المجاورة ، وهذا على حد تعبيره .
فلم أشاهد في حياتي مشهدا تألم به قلبي مثلها ، وتقول لي نفسي تذكر قول الشاعر : حفظت شيئا وغابت عنك أشياء .
فمقدم البرنامج والضيف يشتركان في الجريمة النكراء ، لأنه لولا السؤال لما أجاب .
فما الداعي إلى تنظيم برنامج بهذا العنوان على قناة تلفزيونية دون احترام للمعتقدات ومشاعر الجميع ؟
إنها المؤمرة الحقيقية من لدن الإعلام المعادي للإسلام والداعي إلى تفكيك الأمة الإسلامية بطمس هويتها والنيل من عظمائها الذين تشرفت الأمة بهم .
وبعد البحث والتدقيق إطمأن قلبي لأنها قناة تخدم المشروع الطائفي القائم على زرع الخلافات في العالم الإسلامي بما في ذلك دعمها لمايسمى بالربيع العربي .
وأعظم من ذلك انها اختارت لندن مقرا لها لتكون هي القناة العربية في أوروبا التي يلتقي من خلالها على برامجها ممن استقذرتهم بلدانهم بجرائمهم الإرهابية ، وسوء تصرفاتهم فآواتهم تلك المؤسسات والمنظمات للإسترزاق .
ثم أيضا نجد أن القناة تحريكها وتنشيطها فكريا وماديا هناك دعم قطري ، لولاذلك لماقامت القناةبتغطية خاصة موسعة للذكرى الأولى لمقاطعة قطر ، فهي جعلت التغطية تحت عنوان ( حصارقطر) .
إن العالم لايخفى عليه شيء اليوم، فإذاكانت هذه القناة لن تجد ما تجذب مشاهديها إلا التجرؤ على شتم الخلفاء من ضعاف العقول ونقصان العلم فلقد خابت القناة وخسرت خسرانا مبينا .
يجب للمتطاول على الخلفاء الراشدين أن يعلم أن الخلفاء الراشدين صحابة نبلاء ، وسادة أشراف ، اختارهم الله لصحبة نبيه في حياته ، واختارهم لخلافته بعد وفاته ، فقاموا بما اوجب الله عليهم خير قيام ، فنشرواالدين ، وبلغوه مشارق الأرض ومغاربها ، وأقاموا العدل ، ونبذواالظلم ، فأحبوا الناس ، وأحبهم الناس .
وهم: أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ورضواعنه ، وشهد لهم القرآن بذلك ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضواعنه..).
ومناقبهم عظيمة : فابوبكر الصديق أنفق كثيرا من ماله لنصرة رسول الله كشرائه لبلال رضي الله عنه ، وتجهيز نفقة الهجرة والمشاركة فيها إلى المدينة المنور،
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه فضائله كثيرة منها :نزول القرآن برأيه كما في تحريم الخمر ، وأنه لايسلك الشيطان طريقه لقوة إيمانه ، وغير ذلك .
أما عثمان بن عفان رضي الله عنه فهو ذوالنورين ، وجامع القرآن .
وكذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أول من أسلم من الصبيان ، وتزوج بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانجب منها سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنهما .
عليك أن تعلم أن القرآن الذي تدعي الإكتفاء به دون سنة الخلفاء الراشدين لولاهم جميعا لما تم جمعه ، فعمر استشار وأبوبكر نفذ وعمر وعثمان وعلي شاركا في الجمع.
فإذاكانت قطر بأموالها لاتجد طريقة لاستخدامها سوى دعم قنوات شتم الصحابة فعليها أن تعلم أن العالم الإسلامي كان ينتطر منها الوقوف أمام الوحدة الإسلامية المنبثقة من الإيمان بالله وبرسوله القائم على عدم النيل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا