كلها أيام قليلة ويهل على أمة المسلمين الشهر الفضيل، حيث تصفد الشياطين وتتهيأ الملائكة لتدوين اعمال الخلق من صيام وقيام وتلاوة آيات كرام. ومع قدوم الشهر الكريم يتحول المطبخ الى ملحمة اسطورية لكل ربة أسرة وتهب رياح الاستنفار في أسواق الخضار و الأسواق المركزية حتى تكاد تجزم أن البلد على وشك الدخول في حصار اقتصادي عظيم يمنع مرور الماء والغذاء لها أو في معركة حربية تهدد بنسف كل الموارد الغذائية. لدرجة أن عربات الأغذية قد تحتاج شرطي مرور للتنظيم!!
لماذا حمّى الشراء هذه مع وجود جميع المواد الغذائية في بلد مستقر سياسياً واقتصادياً حتى عصفت بالأسعار عاليا؟ ومع ان ساعات الصوم اكثر من ساعات الأكل والشرب فمن المنطق أن ينخفض استهلاك المواد الغذائية وعليه كمية الشراء، ما يعني أن معظم ما يشترى من الأطعمة مصيره الفساد، ومن ثم إلى صناديق القمامة، أي إسراف وتبذير.
ان الصائم يقع في فخ الاغراء حين يتجول بين رفوف الاطعمة ويتذكر خلو معدته فيفقد السيطرة والادراك و تلم يده كل ما يقع بها و بالنتيجة لن يتناول نصفها. لذا لا تتسوق ابدا وانت صائم. لكن حتى هذه من الصعب تجاهلها خاصة حين تنتبه ربات البيوت قبيل ساعة المغرب ان هناك صنف معين به قصور، وعليها تداركه كي تكتمل لوحتها الغذائية الفنية وهنا يتحول الرجل الى المنقذ الذي يشتري الغرض ولا بد من اخذ اغراض اخرى لا فائدة لها ولم يطلبها احد.
رغم ان هذه الساعة تعتبر الساعة الذهبية لحرق السعرات الحرارية حيث لا يجد الجسم غير الدهون المخزنة ليحرقها و يمد البدن بالطاقة الضرورية لاستكمال دورة الحياة. إن إحصاءات الصحة تؤكد أن نسبة البدانة مرتفعة في الخليج، خاصة عند النساء والأطفال، فشهر رمضان فرصة لإعادة التوازن إلى الجسم والتخلص من الدهون المتراكمة، وخاصة عند الإفطار بكوب من الماء الذي يطفئ الظمأ صحيا، بدلا من الشروبات العالية في السكر التي تضر الجسد و استبداله بالعصير الطازج ، ولنجعل شعارنا « رمضان لصحة النفس و الجسد »
ثم هناك مسألة تجهيزات العيد وهي تعتبر من الأوقات الصعبة على المواطن حيث تتراكم عليه المشتريات فجأة ولذا عليه منذ الان التخطيط و شراء ما يلزم مستغلاً موسم التخفيضات قبل تفاقم الأسعار و ان يقع في فخ التجار.