الاثنان وجهان لعملة واحدة، ويستحيل النجاح ان اختل أحدهما. و لكي يتضح المثال فاليكم مثال ذكوري: لنفترض ان حمد وسعد تخرجا من الثانوية في نفس السنة حمد ذهب للعمل في مصنع بينما سعد قرر ان يكمل دراسته بالكلية ، مثلا كلية الجبيل الصناعية، بعد ثلاث سنوات تخرج وعمل بنفس المصنع الذي عمل به حمد. بما ان سعد لديه دبلوم فكان راتبه التوظيف افضل من حمد لكن بما ان حمد عمل لمدة ثلاثة سنين فكسب خبرة و الأسبقية و مع الزيادة السنوية تساوى الاثنان ماديا ناهيك ان سعد اكتشف ان وظيفته أقرب للمشغلين عدا كونه ملم باللغة الإنجليزية. بسبب الغبن الذي نالهم عادوا للجامعة وأكملوا السنتين المتبقية ليصبحوا مهندسين وهذا أفضل بمراحل مما كانوا فيه. بالنهاية نال القطاع الصناعي الفائدة لمن أكمل دراسته بينما ضاع مجهود الباقين أصحاب شهادة الدبلوم ولم يكمل. بعض المتخرجين ذهبوا لإكمال دراستهم خارجا وعادوا خالي الوفاض لان تخصصهم لا مجال له. وهنا نضع السؤال، الم يكن من الاجدى بتوفير وظائف مناسبة لخريجي الكلية او الغاء شهادة الدبلوم واستبدالها من البداية بشهادة البكالوريوس؟
مثال اخر انثوي، منذ 17 سنة تقريبا تخرجت دفعة من كلية الدمام للبنات بتخصص احياء ونبات ليكتشفوا ان لا وظائف تنتظرهن رغم صعوبة دراسته كونه ممتلئ بالكلمات اللاتينية. بعض المتخرجات استطعن تدارك الامر وبشهادتهن وجدن وظيفة بمختبرات المستشفيات ولكن سرعان ما رفض ذلك القطاع الباقيات لوجود خريجات جدد بتخصص مختبر فأصبحن مؤهلات أكثر لتلك الوظيفة. استمرت المعاناة وقامت بعض المتخرجات بدراسة تخصصات جديدة تماما مثل التمريض او الحاسوب عسى ولعلى ان يجدن الوظيفة التي يقتاتون منها ووضعن شهادتهن السابقة فقط للزينة في بيوتهن وضاعت كل مجهوداتهن ودراستهن بذلك التخصص.
الدراسة وخاصة بالجامعات والكليات امر مهنك متعب يحتاج روح اشبه بالماكينة لا تكل ولا تمل حتى تحصل على الشهادة، ثم ماذا بعد! شهادة لا توفر وظيفة! فأي هم و عناء تكبت انفسهم للحصول على لا شيء. الطالب يحتاج تشجيع مستمر لكي يطل على الواقع بنفس متفائلة فكيف تتخيل شعوره وهو يدرس و يطل عليه احدهم مبشرا إياه ان لا وظيفة تتنظره؟ حينما نتحدث عن وظيفة فنحن نحدد هذا بعصب الحياة، سواء كان صاحب الشهادة ذكر ام انثى، هو بالنهاية يعيل عائلة ويمدهم بما يحفظ وجوههن من ذل السؤال. كما ان هؤلاء الشباب والشابات لا تنقصهن العزيمة فمن صبر حتى نال الشهادة وعاني السهر والسهاد في الاستذكار، لم يفعل ذلك ليعلق شهادته على جدار بيته وكفى.
سوق العمل يتغير باستمرار وذا نغم متقلب حسب الأجواء المالية والاقتصادية وهذا لابد ان يدرس مسبقاً من قبل القائمين على التعليم واغلاق التخصصات الغير مرغوبة وفتح دراسات جديدة. فمن غير المعقول ان نحمل تلك العقول العمرية الصغيرة وأعني خريجي الثانوية في اختيار وظيفة المستقبل. لا بد ان تقوم جهة معنية بهذا الامر وتوفير التخصصات اللازمة للدراسة قبل ان تقع الفأس بالرأس ويجد الطالب نفسه بشهادة اقل قيمة من خفي حنين.
1 comment
1 ping
د. موضي النشمي
03/02/2019 at 11:58 ص[3] Link to this comment
فعلا استاذ علي مشكله متفشيه . ابتعاث طلبه لتخصصات ليس لديها مسمى وظيفي ولا مجال للعمل ، كذلك ابتعاث تخصصات متكرره لا حاجه لها بسوق العمل ، ايضا ابتعاث بدون توفير وظائف معينه وحفظ كراسي لهم