عالمنا اليوم يعيش أزمة من أصعب أزماته، وهي فقدان الثقة بين الأمم والمجتمعات ، وهي ليست قاصرة على بلد دون آخر.
لقد دخل الناس في عالم السياسة لموازنة الآراء والأفكار ، وذلك من خلال جلب الرخاء والإستقرار للأمم والشعوب . والعملية السياسية اليوم بعيدة كل البعد عن هذا الإتجاه ، وهذا ما نلاحظه كثيرا.
إن الحزب السياسي هوتنظيم قانوني يسعى للوصول إلى رأس السلطة الحاكمة في الأنظمة الديمقراطية وممارسة الحكم وفق البرنامج السياسي والإجتماعي والإقتصادي . ويربط الحزب السياسي بصفة عامة بين مجموعة المواطنين الذين يتبنون رؤية سياسية واحدة هي رؤية الحزب وبين نظام الحكم وأدوات الدولة المختلفة .
لقد أصبحت السياسة اليوم لعبة يتلاعب بها الطماعون للوصول إلى أهدافهم ، وبعد ذلك رمي المصالح العامة في سلة المهملات ، وتقديم المصالح الشخصية ، وتهميش رفقاء درب الكفاح والنضال.
فكل حزب بعد العبور فوق أمواج البحار إلى بر الأمان والإستقرار ، كان من الواجب له أن البرنامج الذي وضعه في خدمة الشعب ومصالحه أن الأمين العام للحزب هو المسؤول الأول عن تشكيل الحكومة، وذلك أنه هوالعمود الفقري للسلطة الحاكمة ، وذلك نتيجة خبرته وإيمانه العميق ونضاله فترة التخطيط والتنظيم .
دخلت القارة الإفريقية في صراعات بين انظمتها وشعوبها نتيجة الإستبدادية الفكرية والقمعية ، فقامت الحروب من أبناء الحزب الواحد إلى الشعب الواحد .
فمتى تفيق شعوبنا من السبات العميق لتستيقظ من جديد، وتفهم من أن إرادة الشعوب أقوى إرادة ، والتغيير الحقيقي وفق برنامج مرسوم ومنظوم تحت رؤية ثاقبة لذا اختار الشعب البرنامج لمستقبله الزاهر الباسم ، فكيف يتم تهميش وإبعاد أمين عام حزب سياسي بعد الوصول إلى السلطة ؟
هل السياسة كانت إلا ملتقى للأراء والأفكار لخدمة الوطن ؟
فنجاح العملية السياسية أولا إحترام الكلمة ، والوفاء بالعهد ، والسعي لمصلحة الجميع بما في ذلك المعارض والمؤيد .
لقد تقدمت الشعوب الأوروبيةلالتزامها بالديمقراطية واحترام الرأي ، وذلك أن الحياة السياسة فيها خدمة الوطن لمافي ذلك الغني والفقير والصغير والكبير والقريب والبعيد ، فتكونت الأحزاب السياسية كل منها يقدم برنامجه وفق الرؤية التي يراها ، فيدافع عنها بحزم وثبات ، ويتحمل المسؤولية من إيجابيات وسلبيات .