ماذا تحتاج لكي تنجح في أيّ أمر سواءً كان مشروعًا تجاريًا أو برنامجًا في الآبستور أو كتابًا أدبيًا، أو مقطوعةً موسيقيةً؟
إن قيل الموهبة فهي أساسية بلا شك فبلا موهبة ستكون كل الاختراعات أشباه بعضها بعض؛ فبالموهبة تتميز.
هل الثقة مهمة للنجاح؟ بدون ثقة لن يستمر أيّ ناجح نحو هدفه و غالبًا يرضخ و يستسلم في منتصف الطريق.
النجاح يحتاج أن تصل للناس، وأن تقنعهم بما تفعل، إن لم يحملوا الأيفون أو الواي ڤاي، و أي من الهواتف الذكية في جيوبهم فهم متخلفون، وإن لم يقرأوا ذلك الكتاب فهم جهلة، وإن لم يشتروا تلك السلعة فهم لا يعيشون على كوكب الأرض.
هذا ما يجعل صنّاع العلامات التجارية يستمرون في عالم التجارة ؛وهو استمرارهم لإقناع الناس بكل الوسائل الإعلانية والدعائية لمنتجاتهم مهما عارضهم المتخصصون، فعلى سبيل المثال، صرّح الأطباء و المتخصصون بضرر الأكل من تلك المواد الاستهلاكية التي تسبّب السمنة وأمراض القلب و انسداد الشرايين، و رغم ذلك نجد فروع تُفتتح حول العالم كل 16 ساعة ومن ماركة واحدة.
و كما هولتْ من الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية؛ فكم بيت اشتعلت به النيران و تشوه سكانه بسبب أساليب الشحن الدائم أو كون تلك الهواتف من أكبر المسببات لحوادث الطرق، ومع هذا يزداد تهافت الناس على اقتنائها و كأنها علاج لمرض مستعصي و رمز للتطور .
ومن الأمثلة المحلية، لا يمر علينا نحن أهل الخليج شهر رمضان ألا و زجاجة الفيمتو تقف بشموخ على السفرة ونتطلّع إليها بشغف، رغم أن أصل شراب الفيمتو، هو لعلاج الصداع المزمن الذي يصاب به أهل الغرب بعد قضاء عطلة نهاية الأسبوع في شرب الكحول.
انظروا كيف حوّل الإعلام تلك الفتاة المخملية إلى شريكة بالشهر الفضيل.
عليك أن تقنع الناس بمادتك، أيًا كانت، شوبنهاور مضى كل عمره في كتابة الفلسفة حتى تهافت عليه طلاب الجامعات وأساتذتهم في آخر أيامه، شارلي شابلن، الممثل الهزلي المعروف، لم يرتقِ سلم النجاح إلا بعد أن رفعته كفوف الجماهير، صحيح أن المثالين فشلا في البداية و لكنهما واصلاا وطورا من أنفسهما حتى نجحا واقتنع بهما الجمهور وهذا هو المطلوب.
بدون جمهور لن تنجح، وستقضي حياتك متحسرًا على ما فاتك.
و قدكتبت هذا المقال خصيصًا للروائيين القادمين والذين يرددون "إنني اكتب لنفسي أولًا"، عزيزي إن أردت أن تكتب لنفسك؛ فاحتفظ بكتابك على رفوف مكتبتك ووفّر على نفسك عناء الكتابة و تكبّد المبالغ؛ فأنت وأهلك أولى بها، كما أنوه أنه بدون موهبة فلا تخوض المجال لأن المنافسة شرسة.
إن كنت ذا موهبة؛ فقدّمها للجمهور بقالب مقبول،وابتسل.
واصل التحسين والتطوير لها حتى يقتنع بك الجمهور، وحتما ستصل إليهم أفكارك سواءً في زمانك أو في عهود لا تراها وتخلو منك ،أو غيّر مجالك لمجال آخر؛ فلعل موهبتك تنتظرك هناك.
#نبض_اليراع