في موقف عفوي استرعى الإنتباه وشد الأنظار تجلى فيه عمق المشاعرالفياضة والعفوية اللذيذة التي تميز شريحة ذوي الإحتياجات الخاصة فاجأ الطالب/، معاذ هاشم السهيمي بمدرسة الإمام فيصل بن تركي بالمخواة
معلمه السابق الأستاذ بندر سعيد بلغيث العُمري - مشرف التربية الخاصة بتعليم المخواة حاليا -
وذلك أثناء زيارته لمدرسة الإمام فيصل بن تركي حين أنطلق نحوه ليضمه بعناق حار وحضن دافيء وسط حميمية ظاهرة وسرور متعاظم ومحيا يتهلل فرحا
من هذا المشهد العفوي يمكننا أن ننسل إلى عالم هذه الشريحة الواسع
و منه يمكننا العبور نحو أدق مشاعر هم الغزيرة، فهم أمام من يحبون يذوبون في مشاعر طفولية لاتخبو. يتحولون صورا شفافة مسيجة بالمعاني
ومراياصادقة مصقولة بالبياض الناصع.
دون تزلف ولا إفتعال يغدقون محبتهم وصفاء أرواحهم على من حولهم
ومثل هذا التعبير المجرد والصادق والعفوي عن مشاعر الحب صعب التحقق خارج عالم ذوي الإحتياجات الخاصة بل قد يكون مستحيل الحدوث.
فقط هم هذه الفئة العزيزة من يستطيع إجتراح وممارسة الصدق والتعبير عنه.
ومن ينشر السعادة حوله ويغدق كل هذا الحب بفيض من مشاعر عفوية لايمكن أن نتخيل إلا مملوءا بإنسانيته المفرطة مكتملا بروحه الأخاذه وبفضيلة الصدق التي يتنفسها
والتي تمثل الوجه الحقيقي لذوي الأحتياجات الخاصة.
أمام هذا الفيض الإنساني الخلاق
هل يليق أن نصمهم بمفردة النقص أو أن نرمقهم بنظرات الشفقة؟
أنها صورة حية
تختصر (سمو الإنسان وتساميه).
هنا فيض إنسانيتهم المغدق كالودق المتساقط على أرواح من يحبون كمطر منهمر يتغلل إلى حنايا الروح.
هذه اللقطة التي اصطادتها كامير المبدع
(عبدالله علي الغامدي) ببراعة وذكاء وحس عالي وتربص واعي
حيث تفيض اللقطة بدلالاتها وعمق صدقها
مشيرة إلى أن التعامل مع أصحاب الهمم - كما يطلق عليهم مدير التعليم الأستاذ علي الجالوق - أقول التعامل معهم ليس معادلة كيميائية عصية على الفهم ولا لغزا نقف عجزا أمامه
فبقدر مافي التعامل معهم من الصعوبة
هو سهل ومتاح ولايحتاج أكثر من
صدق المشاعر التي ستكون جواز سفر وتذكرة عبور إلى قلوب لن تخادع يوما بمحبتها
وهو مافعله الاستاذ (بندر) مع معاذ يوما
وهاهي النتيجة تتجسد حبا صادقا ولقطة معبرة
ومشهد عصي على الزوال
ذوو الأحتياجات الخاصة
المعبؤون بالصدق
البسطاء تعاملا
العابرون فوق آلامهم
الصامدون أمام ضراوة الألم
هم الأجدر بمحبتنا