براعة،صارع المعرفة ،وصارع العمامة والجبة بين ما تنطوي عليه كينونته وما يتزيّا به،فتوصّل لقناعة آمن بها وارتاحت لها نفسه.
نشأ في النجف في عائله ذات رفعة وشرف وعلم،ونبغ في الذكاء والفطنة نبوغاً فاق أقرانه.
صارع السياسة أيضا ودخل معتركها،عيّنه الملك فيصل الأول في الحاشية أحد ثلاثة يدخلون عليه في التشريفات الملكية،ولبث في البلاط فترة ثم استقال وخرج.
[كان يجلّه عبدالكريم قاسم ويدنيه ويستشيره ويناديه بالأستاذ فتوغلت صدور بعض أهل البلاط عليه وما زالوا يطعنون به حتى أوقعوا بينه وبين عبدالكريم قاسم..!].
وهنا يصدق فيه قول المتنبي:
لا يَسلَمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى
حتى يُراقَ على جوانبِهِ الدَّمُ..!
خاض الصحافة وتعقيداتها،وعلى خلفية معارضاته السياسية سُحبت منه الجنسية العراقية مرٌتين(أتذكر مرة كان في مهجره بالتشيك ثم أعيدت له،وأظنّ الأخرى كان في تأبين العقيد عدنان المالكي في دمشق أو على خلفية حضوره مهرجان الجنادرية بالسعودية).
المهم ياقوم أنّ العظماء دائما ما تتلطّخ صدورهم بدمائهم من الغريب والقريب.
في فجر يوم الأحد المصادف 27 يوليو1997 في أحدى مستشفيات العاصمة السورية دمشق وافته منيّته ،وشُيع تشييعًا مهيبًا حضره أركان الدولة السياسيين والعسكريين بالإضافة إلى حضور شعبي عظيم، ودفن الجواهري في مقبرة الغرباء في منطقة السيدة زينب في دمشق إلى جانب قبر زوجته السيدة أمونة.
وعلى قبره منحوتة خارطة العراق من حجر الجرانيت مكتوب عليها «يرقد هنا بعيدًا عن دجلة الخير»، في أشارة إلى قصيدته والتي منها:-
حـييتُ سـفحكِ عن بعدٍ فحَييني * يـادجلة الـخير، يـا أمَّ البساتين
حـييتُ سـفحَك ظـمآنًا ألوذ به *
لـوذ الـحمائِم بـين الـماءِ والطين
رحم الله الجواهري فقد أبلى حسنا،وعاش شريفا مبدعا،ومات عزيزا شامخا
من أشهر مقولاته: عشت حياة عاصفة اختلطت فيها عوالم العالم،الفقه بالشعر،والشعر بالسياسة،والسياسة بالصحافة،والصحافة بالحب،والحب بالصداقات،والبؤس بالنعيم،والتوطّن بالترحّل،والرجولة بالطفولة..!
وقوله: فمن أين للحسّاس قلبٌ ،ومن أين للقلب الغبي غرام..؟!
أمّا عن أشعاره فنترك للقاريء الكريم مساحة الإختيار لحفنات النور من وجه القمر بين ثنايا دواوينه وصفحات الإنترنت الزاخرة بأدبه الجمّ.
رحم الله الجواهري فقد كان أيقونة عطاء وإبداع كلّما طرق باباً أبدع فيه وأجاد.
- 16/05/2024 أبو الغيط يستقبل السكرتير العام للأمم المتحدة على هامش قمة المنامة
- 16/05/2024 شركة جواثا للترفيه تبرم اتفاقية تعاون مع الجمعية التعاونية السياحية بالاحساء
- 15/05/2024 الحكومة السلوفاكية : محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي
- 15/05/2024 ٣ شبكات كهربائية عربية تسوق فائض الطاقة للأسواق العالمية
- 15/05/2024 الإحصاء “ارتفاع أعداد الركاب في مطارات المملكة بنسبة 26% لعام 2023م
- 14/05/2024 انجاز 40% من المرحلة الأولى لمشروع الربط بين السعودية ومصر والوصول الى 3 الاف ميغا بنهاية 2025
- 12/05/2024 “أربيان يوتوبيا ” الذراع الإعلامي لتعزيز مبادرات الرعاية الاجتماعية والتوعية الصحية.
- 12/05/2024 اللجنة التوجيهية للسوق العربية المشتركة للكهرباء تعقد اجتماعها الثاني بالمنطقة الشرقية … غدا الاثنين
- 11/05/2024 المستشار أحمد العمودي يحدد أهم 10 عناصر تنافسية للشركات والمنشآت والمشاريع
- 11/05/2024 نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة والرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي يعقدان لقاءات رسمية ومهنية خلال المشاركة في سوق السفر العربي ATM
بقلم - #عبدالله الجهلاني المالكي
محمد مهدي الجواهري،متنبي العصر الحديث
Permanent link to this article: https://aan-news.com/articles/103118.html/