ما أحلى المجتمع عندما يكون محباً للخير ويتواصل بعضهم مع بعض.
فالمجتمع محتاج إلى توعية لا سيما الجيل الجديد بأهمية توضيح حقوق الأخوة، وما هي حقوق الأخ والأخت والجار والصديق، وما هي التداعيات التي تترتب من جراء عدم الوقوف إلى جانبهم وقت الشدة والحاجة، وما هي نتائج قطع العلاقة والخصام بين الأخوة والأخوات؟ الجيل السابق من الآباء والأجداد كان يطلق لفظة أخ وأخت على كل من تربطنا به علاقة أسرية وأبعد من ذلك، فأولاد العم والعمة والخال والخالة وبناتهم والأقارب كلهم أخوة أو أخوات، حتى الأصدقاء والجيران، وكل من تعترضه مشكلة كان الجميع يسارع لمعاونته في حلها، وإذا مرض أو توفي أحدهم فإذا بالجميع يتعاونون بتكاليف المتعلقة بالموقف، وكل صاحب حاجة تجد الآخرين يسدون عنه تلك الحاجة، كان مبدأهم أن الإنسان للإنسان، والأخ لأخيه دوماً في الضراء قبل السراء، وأنه كل ما امتد خير الفرد لغيره، فإن المولى ييسر له أموراً كثيرة.
فوالله الأقرباء أجدر ياغالي فعليك صلتهم بحسب المستطاع، من الناس من صلته سنوية، ومنهم شهرية، ومنهم أسبوعية، ومنهم يومية، ومنهم بالخطاب والكتاب، ومنهم بالاتصال، ومنهم بالزيارة والمواجهة، والبر: إيصال المعروف إلى الرحم، إلى أرحامك بأي وسيلة تستطيعها، هذا هو البر، إيصال المعروف إلى الأقارب بكل وجه تستطيعه، وأما قطع الرحم كبيرة عظيمة، {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم} فنريد النظرية أن تتحقق عملياً فكلنا نسمع باضرار قاطع الرحم وأيضاً فصل الصلة ولكن ينقصنا الأداء الفعلي العملي، نعم قال الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾
فهنا لفْظ النداء عام، والمراد به جماعة من المؤمنين قالوا: لو نعلَم أحب الأعمال إلى الله تعالى لفعلناه، فلمَّا عَلِموه ضعفوا عنه ولم يعملوا، فعاتبَهم الله في هذه الآية، ولتَبقى تشريعًا عامًّا إلى يوم القيامة، فكل مَن يقول: فعلتُ، ولم يفعل، فقد كذب، وبئس الوصف الكذب، ومن قال: سأفعل، ولم يفعل، فهو مُخالِف للوعد، وبئس الوصف خلف الوعد، وهكَذا يُربِّي الله عباده على الصِّدق والوفاء.
اذاً عندما اتكلم وانصح فأولي مني ان اطبق وافعل ماقلته لتتضح معنى النصيحة ومايطابقها من عمل.
*همسة*
يا قاطع الأرحام فى كل الدنا
ستجده فى كأس الحياة شراب
دين القطيعة مضمون الوفا
ويريكه الأولاد والأصحاب
لا تتركوا الأحقاد تملأ صدرنا
فيشيب منها القلب وهو شباب
لا تجعلوا الشيطان يمسح عقلنا
والنور يصبح فى العيون ضباب
لا تقطع الأرحام واطرق بابها
للصلح دوماً تفتح الأبواب
صلة الرحم هى بركة فى عمرنا
وصفا الأحبة نظرة وعتاب
فالله يكرم من يواصل أهله
ورضا الإله له يكون ثواب
1 comment
1 ping
د. عاطف منشي
05/05/2024 at 5:52 م[3] Link to this comment
جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع الحيوي.
فالمُقصِّرون في زَمانِنَا هذا كثيرٌ بلْ ومِنهمْ مَنْ يَتعمدُ ذلكَ مِمّا نتجَ عنه قطعُ الأرحامِ والهِجرانُ بينَ الأخِ وأخيهِ وأختهِ والرجلِ وَأبناءِ عُمُومَتهِ وخُؤُولَتِه حتى قستِ القلوب وساءَتِ الأخلاقِ والعِياذُ بالله، قالَ اللهُ تعالى مُحذِّراً من قطِيعةِ الرحمِ وعاقِبَتها الوخِيمَة (فَهَلۡ عَسَیۡتُمۡ إِن تَوَلَّیۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوۤا۟ أَرۡحَامَكُمۡ أُو۟لَـٰۤئكَ ٱلَّذِینَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰۤ أَبۡصَـٰرَهُمۡ)
[سورة محمد ٢٢ – ٢٣].
أسألُ اللهَ أنْ يُصلحَ أحوالنا وأنْ يَهديَ ضالَنا
واللهُ الهاديِ إلى سواءِ السبيل.