يُمكن للإنسان أن يعيش بلا بَصر ولكنّه لا يمكن أن يعيش بلا أمل.ويأتي آخرون منهم من يتذمّر لأنّ للورد شوكاً، ومنهم من يتفاءل لأن فوق الشوك وردة، فإذاً كن كروعة الوردة تتفتح؛ نعم نحن نلاحظ بقوة الأشياء المبهرة القصيرة الأجل ونهرب من الأشياء المملة الطويلة الأجل! لذا نظلم أحاسيسنا حين نتصور أن العلاقة التي عمرها طويل تذبل بل هي في الحقيقة لا تذبل،ولكن أنت من دفنتها كما تُدفَن بقايا جمر تحت الرماد لم تمت شعلته لكن انطفأت حرارتها ثم إذا أهتز وجداننا لأي أمر مفاجئ وفقدنا تلك العلاقة وأوشكنا أن نفقدها انتبهنا إلى وهجها ونوعها وأهميتها وقوتها ومكانتها في نفوسنا المتعطشة لها، وتعود في داخلنا أقوى مما كانت عليه من قبل!
إذاً النتيجة ستكون هي: الذين يقاومون النار بالنار يحصلون عادة علي الرماد.
فسبحان الله تعيشُ مهموماً مغموماً حزيناً كئيباً ، وعندك الأمن والأمان، والمطعم والمشرب ، والنومُ الهانئُ، والعافيةُ ثمْ تتفكرُ في المفقودِ ولا تشكرُ الموجود، نعم والله فلا تبيتن الا خالي البال.. ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال الى حال فتمسك عزيزي القارئي دائماً بالموجود.
فبعد هذه المقدمات أقول في مقالي هذا:
لا تشغل نفسك بكثرة التفكير، فهو لا يضيف لك الكثير،فثق بربك ثم بنفسك، وأحسن التدبير.
نعم لا تفكر في المفقود، حتى لا تفقد الموجود.بل الإنسان في حال حدوث مكروه له أو منغصة في أي جانب من جوانب الحياة لاقدر الله، يجب عليه أن يستشعر باقي النعم الكثيرة التي منّ الله عليه بها، فإن ذلك أوجب أن يخفف عنه مصائبه، بل يجعله يدرك حجم النعم أمام تلك المنغصات التي لا تذكر مقابل ما يملك، فيحمد الله ويشكره،وهذا ملخص مقالي، قال رسول الله ﷺ «من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة»
عزيزي القارئي وانا معكم فلنراجع أنفسنا إذا كانت الدنيا همك، لا تفكر إلا فيها، ولا تعمل إلا لها، ولا تهتم إلا من أجلها، ولا تفرح إلا بما جاء منها، ولا تحزن إلا بما فات منها، فلن تشعر بالقناعة، بل ستجد نفسك مشتت البال، مضطرب التفكير، كثير القلق، حائرا بين الأمور،فالحذر أن تبيع آخرتك بعرض من الدنيا أو بحفنة مال، أُطلب المعالي ولا تبالِ، ما دمت على طريق الحق فسر بهمة عالية مصحوبة بالعمل والتفاني، لأجل جنة أعدت لمن طلب المعالي.
إذاً سر سعادة الإنسان فى الرضا بما يملك وبما ينظر فيما يديه، ولا ينظر لما في أيدى الآخرين، وعندما تبحث عن السعادة إنظر لكل النعم التي أنعمها الله عليك وقارنها بغيرك، ولا تبحث عن الذي ينقصك حتى لا تضيع سعادتك بالحزن والتفكير في الذي تريده ولا تستطيع أن تملكه، وتمنى من الله دوام نعمه، ودوام الصحة والعافية فهي أهم نعمه من غيرها تعيش حزين ولا تستطيع أن تذوق طعم السعادة والفرح.
فإذا لانبالغ كثيرا في المفقود حتى لانفقد الموجود،وأيضاً من قنع من الدنيا باليسير هان عليه كل عسير.
وأخيراً : عش كل يوم من حياتك كأنه الأجمل تستطيع أن تستخرج الابتسامة من وسط زحمة الهموم لو أردت أن تستخرجها،لأن تلك الابتسامة جاهزة دائما بين وجنتيك، فقط تنتظر الإذن منك.
استمتع بقدر ما تستطيع براتبك بالبذل في اوجه الخيروماتنفقه في فعل الخير فهو مالك الحقيقي،فلتستغل بما تملك من الموجود،لا أقصد هنا الإسراف بل اقصد العدل في الصرف على نفسك وأهلك..وكما سمعت أن الإنسان لا يستهلك إلا ثلاثين بالمائة فقط مما اكتسب من مال في الدنيا طوال فترة حياته وكرفه وجهده بالعمل المبذول بكل جدية فيها، والسبعون بالمائة من مدخراته تذهب دائما إلى الورثة.والورثة الذين يأخذون ذلك المال الذي أفنيت حياتك في جمعه وحرمت نفسك من أجل ادخاره، قد لا يذكرونك بدعوة في ظهر غيب ولكن نحسن الظن فيهم.
*همسة*
عجبا للزمان في حالتيه
وبلاء ذهبت منه إليه
رب يوم بكيت منه فلما
صرت في غيره بكيت عليه
لا ريب في أن الحياة ثمينة
لكن نفسك في حياتك أثمن