توجهت انظار العالم فى الساعة الخامسة و54 دقيقة نحو معبد رمسيس الثاني في مدينة أبو سمبل، جنوب أسوان، لمشاهدة الظاهرة الفلكية النادرة ظاهرة تعامد آشعة الشمس على وجه رمسيس الثاني داخل معبده الكبير بمدينة أبو سمبل ظاهرة فلكية نادرة تحدث مرتين سنويًا في يومي 22 فبراير و22 أكتوبر. لتعلن بداية موسم الفيضان والزراعة عند القدماء المصريين..وتعد من المعجزات الفلكية التي يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان، وتجسد التقدم العلمي الذي وصل إليه القدماء المصريون في علوم الفلك والنحت والهندسة.
وانطلقت الفعاليات بحفل عشاء نظمته وزارة الآثار داخل المعبد فى ليلة التعامد وحضرها 26من سفراء ,ومستشارين الثقافيين يمثلون 16دوله عربيه واوروبيه منها بلجيكا والأرجنتين وأذربيجان والمجر وألمانيا والأمارات والبحرين والسويد والصين وأسبانيا والأردن ولتوانيا، بالإضافة إلى وفد من منظمة اليونسكو والمعاهد الأثرية والمتخصصين فى إيطاليا وبريطانيا وسويسرا. وذلك بحضور الدكتور خالد العنانى وزير الآثار والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة والدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى يرافقهم اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان.
كما نظمت محافظة أسوان بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة الحفل الفنى فى ليلة التعامد على مسرح السوق بالمدينة وسط حضور جماهيرى كبير من أهالى أبوسمبل وأسوان والسائحين يصل لأكثر من 3 آلاف فى مقدمتهم السفراء والوزراء ومحافظ أسوان وشاهد الحضور الفقرات الفنية المتنوعة التى قدمتها 6 فرق للفنون الشعبية
نظمت وزارة الاثار هذه الفاعلية بالتعاون مع إحدي شركات القطاع الخاص التي قامت برعاية هذه الفاعلية.و قد حرص وزير الاثار الدكتور خالد العناني علي دعوة السادة الوزراء المعنيين لحضور هذا الحدث كما انه يحرص دائما علي تواجد أكبر عدد من سفراء دول العالم من أصدقاء وزارة الاثار لحضور جميع الفاعليات التي تنظمها الوزارة و الذين هم حريصون أيضا علي التواجد الدائم في هذه الأحداث و الفاعليات الاثرية لدعم الوزارة و مخاطبة العالم بالأحداث الاثرية عن مصر متمثلة في حضارتها الفريدة.
واكد الأثري خالد شوقي لا تزال ظاهرة تعامد الشمس تحير العلماء فى المجالات المختلفة، ويصبح سر صناعىة هذه الظاهرة الفلكية الإعجازية، التى يحتفل بها السائحين وزوار معبد أبو سمبل مرتين كل عام لغز غامض..وان هناك روايتان لسبب تعامد الشمس، الأولى: هى أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وتخصيبه، والرواية الثانية: هى أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى ويوم جلوسه على العرش
وأضاف : أن الظاهرة تتعامد فيها أشعة الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني وتماثيل الآلهة أمون ورع حور وبيتاح التي قدسها وعبدها المصري القديم وتخترق الآشعة صالات معبد رمسيس الثاني التي ترتفع بطول 60 مترًا داخل قدس الأقداس. تخترق الممر الأمامى لمدخل معبد رمسيس الثانى بطول 200 متراً حتى تصل إلى قدس الأقداس..الذى يتكون من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثانى جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته والإله آمون وتمثال رابع للإله بتاح..الطريف أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال “بتاح” الذى كان يعتبره القدماء إله الظلام. وتستغرق الظاهرة 20 دقيقة فقط فى ذلك اليوم.
تم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس فى عام 1874، عندما رصدت المستكشفة “إميليا إدوارذ” والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وتسجيلها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان (ألف ميل فوق النيل ) و كان يحتفل بها قبل عام 1964 يومى 21 فبراير و21 أكتوبر، ومع نقل المعبد إلى موقعه الجديد، بعد مشروع إنقاذ آثار النوبة في 1963، حيث انتقل المعبد من مكانه حوالي 180 متراً بعيداً عن النيل وبارتفاع قدره 63 متراً. تغيير توقيت الظاهرة إلى 22 فبراير و22 أكتوبر.
قال د.عبد المنعم سعيد مدير منطقة أسوان الآثرية أنه تم الاستعداد لهذه الاحتفالية من كافة الوجوه والاحتمالات داخل المعبد، حيث تم تجهيز 4 سيارات، لنقل كبار السن داخل المعبد، وتجهيز 35 دورة مياه، والانتهاء من النظافة الميكانيكية والكيمائية بالمعبد. تم تركيب عدد 64 كاميرا مراقبة
وعلى هامش الاحتفالية التي نظمتها وزارة الآثار اهدت الوزارة جميع الحضور حقيبة تذكارية لتخليد ذكري ٢٠٠ عام علي اكتشاف المعبد والتي تم تجهيزها العام الماضي بالتعاون مع منظمة اليونسكو خصيصا لهذا الاحتفال. وتضم الحقيبة بعض الهدايا التذكارية منها كتيب عن تاريخ المعبدين وعن عملية انقاذهما ونقلهما إلي المكان الحالي لهما، بالاضافة إلي ميدالية وقلم وكوب وتيشيرت عليهم صوره لمعبد الملك رمسيس الثاني بابو سمبل وشعار الوزارة واليونسكو.