نواف بن عطاف الصحاف الرئيس التنفيذي لـ” برنامج بادر لحاضنات التقنية ” التابع لـ “مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية” منذ 2013، المملكة العربية السعودية.
تولى العديد من المهام في ” برنامج بادر لحاضنات التقنية ” بين 2007 و2013 ومنها؛ مدير إدارة المتاجرة التقنية والتمويل خلال 2012، وكان المشرف على إنشاء شبكة سرب للمستثمرين الأفراد “SIRB”، كما شغل منصب كبير المستشارين في صندوق التنمية الصناعية السعودي “SIDF”، وعمل أيضاً مستشاراً متطوعاً في “صندوق المئوية” خلال 2004.
حاصل على بكالوريوس في التسويق الدولي، من “جامعة ستراثكلايد” في اسكتلندا، وبكالوريوس في التسويق، من ” جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ” في السعودية.
كان لنا معه حوار حول برنامج بادر لحاضنات ومسرِّعات التقنية وجاءت الاجابات واضحة وشاملة لتضعنا اما شخصية لديها الكثير ليقدمه لمجال التقنية ونقلها للعالمية بنظرة شامله وخطط مدروسة .
•في البداية ما المفهوم العام لبرنامج بادر لحاضنات ومسرعات التقنية؟
يُعتَبر برنامج بادر لحاضنات ومسرِّعات التقنية أحد أهم البيئات الوطنية والإبداعية في مجال دعم ريادة الأعمال، الذي تمَّ تأسيسه في عام2007 مِن قِبَل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية؛ بهدف دعم فُرَص مشاريع الأعمال المبنية على التقنية وتطوير ريادة الأعمال في المجال التقني. وقد أطلق البرنامج عِدَّة حاضنات أعمال منذ إنشائه حتى اليوم؛ إذ بلغ عددها ثماني حاضنات في سبع مدن على مستوى المملكة، ليكون بذلك برنامج بادر أكبر شبكة حاضنات أعمال تقنية في الشرق الأوسط ومرشح لترأس الشبكة العربية للحاضنات والتي مرجعها الاتحاد الدولي للاتصالات بالأمم المتحدة .
وفي الوقت الراهن ، يتم تشغيل وإدارة برنامج بادر ، نيابة عن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ، من قبل شركة حاضنات ومسرعات الأعمال BIAC التي تم تأسيسها مؤخراً كشركة حكومية مملوكة بالكامل للشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني “تقنية”، بهدف إنشاء وتشغيل وإدارة حاضنات ومسرعات الأعمال ومنصات دعم ريادة الأعمال وبرامج الابتكار ونقل التقنية، إلى جانب إدارة المشاريع والإستشارات المتخصصة وخدمات التدريب ورفع قدرات الموارد البشرية.
ويقدم برنامج بادر العديد من الخدمات لريادي الأعمال ، تتضمّن المساعدة في تطوير خطط عمل المشاريع المحتضنة، إعداد ورش عمل بمواضيع مختلفة لتطوير المهارات الفردية للمحتضن، تقديم استشارات قانونية وإدارية وتسويقية، تطوير مهارات بحوث التسويق والترويج، بناء علاقات مع الجهات التجارية في السوق التجاري السعودي والعالمي، المساعدة في الحصول على تمويل مالي بتسهيل الوصول لمصادر الدعم المادي، بجانب المتابعة المستمرة والمساندة وتوفير مختلف أوجه الدعم لتطوير وإنجاح المشروع.
وتتضمن خدمات برنامج بادر للمحَتضنين المساعدة في الحصول على براءة الاختراع والملكية وتوفير مقر دائم للمشروع ومنح حق الوصول إلى المرافق والمعامل الحديثة والمتطورة وتهيئة البيئة المناسبة ودعم التصميم والهندسة العكسية والطباعة ثلاثية الأبعاد ومراقبة جودة المنتج والتقييم الهندسي إضافة الى إقامة عدد من ورش العمل والمحاضرات في الصناعات والملكية الفكرية وبرامج التصميم الهندسي، بهدف تنمية مهارات الشباب السعودي وصقل مواهبهم وتطوير قدراتهم في المجال التقني.
ويضم برنامج بادر لحاضنات التقنية حالياً ثماني حاضنات أعمال في سبع مدن في المملكة هي الرياض وجدة والطائف وأبها وبريدة والدمام والمدينة المنورة، الأولى: في تقنية المعلومات والاتصالات، وتهدف إلى تعزيز نمو المشاريع في مجالات أجهزة الحاسبات والاتصالات، البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات، البرمجيات والحلول، الوسائط المتعددة، إضافة إلى تطبيقات الهواتف الذكية، والحاضنة الثانية، هي حاضنة التقنية الحيوية التي تعمل على دعم وتأسيس وتطوير قطاع الأعمال في التقنية الحيوية في مجالات عدة، الصحة والطب، والقطاعين البيئي والزراعي، إضافة إلى الصناعات المتعلقة بالتقنية الحيوية، وذلك من خلال احتضان وتطوير مشاريع إستراتيجية للباحثين والأطباء، لتوفير خدمات طبية متطورة لدعم وتوطين التقنية، وتسهم في النهوض بالقطاع الصحي في المملكة، وأخيراً حاضنات بادر للتقنية في الطائف وأبها وبريدة والدمام والمدينة المنورة، والتي تهدف إلى تعزيز أهداف البرنامج في دعم مجالات ريادة الأعمال والتقنية.
•كم عدد المشاريع المحتضنة لدي برنامج بادر؟
تمكن برنامج بادر لحاضنات ومسرِّعات التقنية منذ تأسيسه من تقديم خدماته المتخصصة إلى أكثر من 280 شركة تقنية ناشئة. كما أصبح البرنامج وجهة أساسية للمستثمرين في الشركات الناشئة.
ووصل عدد المشاريع المحتضنة حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري إلى 228 شركة مقارنةً بـ193 شركة في نهاية عام 2017 ، وقد وفرتَ الشركات المُحتضَنة قرابة 2053
ووفقاً لأحدث تقارير شركة مشاريع “كريدا” الأسترالية، المتخصصة في تأسيس وإدارة حاضنات الأعمال التقنية في دول العالم والمستشار الخارجي لبرنامج بادر لحاضنات ومسرعات التقنية، فقد بلغت إيرادات الشركات المحتضنة لدى برنامج بادر نحو 620 مليون ريال، وتجاوز أثرها الإقتصادي حاجز الـ2 مليار ريال .
•ما الخطط الاستراتيجية للتوسع في مناطق المملكة ؟
حالياً لدى برنامج بادر لحاضنات ومسرعات التقنية ثماني حاضنات في سبع مدن على مستوى المملكة، إذ يعتزم البرنامج ، تنفيذ خطة توسع شاملة لتغطية تسع مناطق في المملكة بحلول عام 2020 ، وقد تم خلال العام الماضي وحده افتتاح ثلاث حاضنات جديدة في ثلاث مدن سعودية هي أبها والدمام وبريدة، وهذا الانتشار المناطقي الحالي والمستقبلي يستهدف تأسيس مشاريع تقنية ناشئة تعتمد على الموارد الطبيعية الخاصة والميز التنافسية للمدينة أو المنطقة.
ونتطلع اليوم وضمن برنامج التحول الوطني 2020 لتأسيس أكثر من 600 شركة اضافية تساهم بتوفير 3600 وظيفة، تحقيقا لرؤية المملكة في الجانب التقني وللمساهمة في دفع عجلة التنمية والاقتصاد الوطني بالمملكة، حيث إن تبني هذا التوجه يأتي في إطار سياسة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، المرتبطة بتشجيع ودعم تعزيز الاقتصاد المعرفي وريادة الأعمال، وفي خطوة إيجابية جديدة منسجمة مع التوجهات السعودية لتنويع مصادر الاقتصاد الوطني من خلال تطوير الصناعات التقنية غير النفطية، وتحفيز الإبداع والابتكار.
•كيف تنظرون إلى جهود مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية للبرنامج وتعزيز دوره الحالي؟
تقوم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إنفاذاً لتوجهات الدولة رعاها الله وخططها الاقتصادية ببذل كافة الجهود لتطوير ريادة الأعمال التقنية في المملكة، وتقديم مختلف أوجه الدعم والرعاية لتنمية روح المبادرة والابتكار في المجال التقني لدى الشباب السعودي لإحداث تأثيرات إيجابية وابتكار تقنيات واعدة تسهم في زيادة الإنتاجية وتعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني، وإحداث المزيد من الفرص الوظيفية لأبناء وبنات الوطن .
وتبذل المدينة جهوداً بارزة للنهوض في صناعة حاضنات التقنية لدعم المشروعات التقنية الناشئة، عبر دعمها المتواصل والمستمر لبرنامج “بادر” لحاضنات ومسرعات التقنية، لتعزيز مفهوم ريادة الأعمال التقنية وتوفير الدعم والرعاية للمبدعين والمبتكرين ورواد الأعمال لمساعدتهم في تحويل أفكارهم إلى مشروعات تقنية واعدة تسهم في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية.
•ما دور برنامج بادر في سد الفجوة التمويلية التي تعاني منها الشركات التقنية الناشئة ؟
برنامج بادر لحاضنات ومسرعات التقنية يعد برنامجاً وطنياً لاستقطاب المبتكرين من أنحاء المملكة، ولديه مبادرات متعددة لسد الفجوات التمويلية التي تعاني منها الشركات السعودية الناشئة وتعيقها عن التحول من شركة في مرحلة النمو إلى أعمال تجارية كاملة تستقطب رأس المال الاستثماري.
ومنذ تأسيس برنامج بادر في عام 2008م، وحتى نهاية شهر يونيو من هذا العام، ارتفع حجم تمويل الشركات الناشئة إلى نحو 150.951 مليون ريال؛ إذ بلغ حجم صفقات تمويل المستثمرين الأفراد نحو 60 مليون ريال، تعادل 40 في المائة من إجمالي حجم التمويل والاستثمار، فيما ساهمت شركات رأس المال الجريء بتمويل الشركات الناشئة بنحو 49.03 مليون ريال، وبما يعادل 32 في المائة من إجمالي التمويل، وبلغ حجم تمويل شركات القطاع الخاص نحو 32.842 مليون ريال، ووصل إجمالي تمويل المؤسسات الحكومية الداعمة إلى 7.057 مليون ريال، في الوقت الذي لم يتجاوز فيه حجم المِنَح والقروض حاجز الـ1.06 مليون ريال.
وخلال هذا العام ايضاً، دشن البرنامج استراتيجية استثمارية جديدة لتمويل الشركات الناشئة المحتضنة أو المتخرجة من البرنامج، حيث نتطلع إلى فرص للتعاون والشراكات الاستراتيجية سواء مع الجهات الحكومية أو الشركات في النظام البيئي الشامل لريادة الأعمال والاستثمار، وذلك بهدف تعزيز الشركات الناشئة الابتكارية وتزويدها بالدعم والتمويل في مرحلة الإنشاء وأولى مراحل التطوير ومرحلة التسارع والنمو المبكر .
•ماهي رؤية البرنامج لمستقبل دعم ريادة الأعمال التقنية في ظل رؤية المملكة 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله والإنجازات الاقتصادية المتواصلة لقيادتنا الحكيمة ؟
بدأت حكومة المملكة في السنوات الأخيرة بتنفيذ برامج عامة واسعة النطاق تركز على تقديم الدعم للشركات التقنية الناشئة، كما بدأت العديد من الجهات المعنية الرئيسية، مثل الجامعات والشركات، بالانضمام إلى البيئة الحاضنة لريادة الأعمال وتطوير برامج مصممة خصيصاً لتتناسب مع أهداف الشركات الناشئة، وذلك لتقديم أفضل الخدمات لروّاد الأعمال.
وشهدت السوق السعودية مؤخراً صياغة مجموعة واسعة من اللوائح والتشريعات الجديدة، ما يدل على تحسن مستوى وعي المشرعين بأهمية الابتكار ووضوح الرؤية حول العوامل التي تدفع بعجلة الابتكار، في الوقت الذي بدأت فيه ثقافة ريادة الأعمال تشهد هي الأخرى إنتشاراً بين مجتمع الشباب ، اذ يفضل الكثير من الكفاءات الموهوبة تأسيس شركات بدل العمل في وظيفة ما، فضلاً عن اتجاه الكثير من الكوادر البشرية إلى العمل في الشركات القائمة على التقنية والابتكار. ومع إهتمام وتكيز رؤية المملكة 2030 في أحد جوانبها على ريادة الأعمال ، فنحن نتوقع أن تشهد السنوات المقبلة زيادة في تأسيس الشركات الناشئة نظير دعم الجهات الحكومية لريادة الأعمال، والتشجيع على الابتكار والتطوير التقني في الشركات الناشئة، حيث تتمتع السعودية ببيئة أعمال متطورة نسبياً ومفعمة بالأفكار الابتكارية والمبدعة، وسيرتفع معدل تأسيس الشركات الناشئة بصورة أكبر، خصوصاً مع تزايد تأسيس شركات رأس المال الجريء، التي سيكون لها دور كبير في تقليل فجوة التمويل الذي يواجه الشركات الناشئة .
ولهذا ، فإن برنامج بادر لحاضنات التقنية، سيواصل دوره الرئيس في تقديم مختلف التسهيلات التي تساعد رواد ورائدات الأعمال السعوديين على تحويل أفكارهم التقنية إلى مشاريع استثمارية ناجحة تسهم في تنويع مصادر الدخل وتوفير المزيد من الفرص الوظيفية للشباب. خاصة بعد أصبح برنامج بادر وجهة أساسية للمستثمرين في الشركات الناشئة، ونجاحه في خلق مجتمع تقني ثري مكّن الشركات المحتضنة من تبادل المعلومات والمعرفة في ما بينها وتحقيق الاستفادة المتبادلة من خلال الاستشارات والخدمات.
•نريد معرفة أبرز الخطوات العملية التي اتخذها برنامج بادر لتوطين المشاريع والوصول إلى السوق السعودي.
مؤخراً ، أطلق برنامج بادر لحاضنات ومسرعات التقنية، أول برنامج دولي لجذب الشركات الناشئة العالمية وتسهيل دخولها إلى السوق السعودية، وتعزيز إقامة شراكات فاعلة مع رواد الأعمال السعوديين، في خطوة تهدف إلى توطين المشاريع الدولية وتحفيز الابداع والاستثمار والتوظيف وبالتالي تطوير وتسريع التنمية المحلية التي تسعى لها المملكة.
ويستهدف برنامج بادر لتوطين المشاريع العالمية، الشركات الناشئة الدولية والإقليمية من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والولايات المتحدة الامريكية والمملكة والمتحدة ودول أوربا الشرقية، إضافة إلى دول جنوب شرق آسيا وتحديداً ماليزيا وسنغافورة . ويهدف البرنامج العالمي إلى مساعدة الشركات الناشئة الدولية للوصول إلى السوق السعودي وتسهيل التعاون مع شركاء سعوديين ، في حين سيعمل البرنامج بشكل وثيق مع شركاء محليين لديهم خبرة في مساعدة الشركات الدولية على دراسة جدوى السوق السعودي و تسهيل الوصول إليه.
•ما هي تفاصيل مبادرة برنامج بادر لإحتضان وتطوير مخرجات هاكاثون الحج ؟ وبعد تطوير تلك المشاريع هل سيحصل البرنامج على حصة من رأسمال تلك المشاريع ؟
إيماناً من برنامج “بادر” بأهمية “هاكاثون الحج” ومخرجاته من الابتكارات والأفكار والتطبيقات الذكية ،أعلنت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة ببرنامج بادر لحاضنات ومسرعات التقنية عن دورة مصممة خصيصًا لتطوير نحو 50 مشروعاً من مخرجات الهاكاثون تعقد بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، تمتد فترتها إلى 100 يوم، تشمل تمويل تلك المشاريع في مراحلها الأولى، وتقديم الساعات الاستشارية في خدمات تطوير الأعمال والاستشارات القانونية والمالية، وبما يسرع نمو تلك المشاريع بالشكل الأمثل لاستمرارها في المستقبل.
وسوف تساعد هذه الدورة في ضمان نجاح تلك المشاريع بالشكل الأمثل واستمراريتها في المستقبل، وتحقيقها لنتائج إيجابية تسهم في تعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني، وزيادة الإنتاجية وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب السعودي.
وتستهدف «مسرعة بادر» كذلك بوجه خاص الاستثمار في الشركات التقنية الناشئة، وتمويلها في المراحل الأولى من التأسيس، إذ ستتركز تلك الاستثمارات في رأس المال التأسيسي للمشاريع المقبولة في مرحلة التسريع، أما في المراحل التمويلية التالية من النمو، فإن البرنامج عند احتضانه أي شركة تقنية ناشئة سيعمل على تسهيل تمويلها عبر توفيره منصة ربط بين المستثمرين ورواد الأعمال، وذلك خلال اللقاءات الدورية التي تُعقد على مدار العام للمساعدة في تمويل المشاريع التقنية الرائدة.
•بوجه عام، كيف تنظرون لفكرة هاكاثون الحج ؟ وهل سيحتظن برنامج بادر أي مشاريع جديده عند تنظيم اَي هاكاثون بالمستقبل ام سيكتفي بالمشاركة هذه السنه فقط؟
يعكس «هاكاثون الحج» الذي نظّمه الاتحاد السعودي للأمن السيبرالي والبرمجة والدرونز، توجهات حكومة المملكة و تطلعات القيادة الرشيدة في ترسيخ المكانة العالمية الرائدة لدولتنا الحبيبة في استشراف المستقبل، وذلك من خلال تشجيع وتمكين العقول الرائدة في مجال البرمجة لتوظيف التقنيات في تطوير حلول ومشاريع مبتكرة تصب جميعاً في خدمة هدف واحد، هو خدمة ضيوف بيت الله الحرام ،ما يرتقي بمستويات خدمة الحجاج وتحسين تجربتهم من خلال ابتكارات تقنية، إضافة إلى تحويل الأفكار إلى مشاريع استثمارية ربحية، وتوفير بيئة تساعد في تطوير المهارات الشخصية والفنية.
وقد أثمر «هاكاثون الحج» بمشاركة نحو 2590 مطور برمجي، في كسر الرقم القياسي كأكبر هاكاثون في العالم، والذي يقام للمرة الأولى في السعودية، الامر الذي يؤكدّ أهمية هذا الهاكاثون في شحذ همم الشباب وإشراكهم في إيجاد حلول مبتكرة ومبدعة تسهم في تطوير الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام ، كما أن تنوع مجالات المشاركين ضمن فرق العمل أسهم في تبادل الخبرات والمعلومات في القطاعات المحيطة بموسم الحج وخدماته وتحدياته، بما في ذلك الأغذية والمشروبات، والصحة العامة، والحلول المالية، والمواصلات، وإدارة الحشود، والتحكم في حركة المرور، وترتيبات السفر والإقامة، وإدارة النفايات والمخلفات، والإسكان، وحلول التواصل.
وتأتي مشاركتنا في هاكاثون الحج دعماً لجهود تعزيز الابتكار والإبداع ضمن منظومة العمل الحكومي وفي المجال التقني على وجه التحديد، إذ تجسدًت مشاركة برنامج بادر في الهاكاثون في تصميم دورة خاصة لتطوير نحو 50 مشروعاً من مخرجات الهاكاثون، والتي سوف تعقد بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز.
ونحن في برنامج بادر لحاضنات ومسرعات التقنية نتطلع إلى تكثيف التعاون مع الاتحاد السعودي للأمن السيبرالي والبرمجة والدرونز ، سواء من خلال دعم أي أحداث مرتقبة يعتزم الاتحاد تنظيمها أو إطلاق أي مبادرات جديدة تسهم في تعزيز تنافسية الأعمال، ودعم قطاع ريادة الأعمال في المجال التقني .
•كيف يمكن تقديم طلب احتضان لدى برنامج بادر؟
برنامج «بادر» لحاضنات ومسرعات التقنية مفتوح لجميع رواد الأعمال السعوديين، ممن لديهم أعمال تقنية مبتكرة في مراحلها المبكرة، أو نماذج مبدئية، أو ما يدل على فكرة المنتج، لذلك فإنه يمكن لجميع رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الخلاقة الذين يرغبون في تحويل أفكارهم إلى شركات تقنية ناجحة، الاستفادة من خدمات البرنامج بغض النظر عن العمر أو الجنس، لكن بشرط أن تكون فكرة المشروع رائدة وجديدة وإبداعية وقابلة للتطبيق ، وأن يكون المشروع له عائد ربحي، أن يكون رائد الأعمال قد قام بتطوير خطة التمويل ولدية معرفة بالسوق والمنافسة، إلى جانب أهمية أن يكون المشروع مملوك بنسبة لا تقل عن 51 % من السعوديين، و توفير نموذج أولي للمشروع. وتتراوح فترة الاحتضان للمشاريع التقنية الجديدة بين سنتين الى ثلاث سنوات وفي بعض الحالات تصل الى سبع سنوات إعتماداً على نوعية المشاريع المحتضنة مثل المشاريع المتخصصة في مجال الغذاء والدواء أو التصنيع المتقدم.
ولاشك بأن من بين أهم أهداف برنامج بادر ، دعم ورعاية المبدعين ورواد الأعمال في مجال المشاريع التقنية، وتعزيز ريادة الأعمال وتشجيع ثقافة العمل الحر في المجال التقني لإعداد جيل متميز من رواد الأعمال في المجال التقني بالمملكة، لذلك فإنه يمكن لجميع رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الخلاقة الذين يرغبون في تحويل أفكارهم إلى شركات تقنية ناجحة، التواصل مع البرنامج والذي بدوره سيقوم بدعم مشاريعهم ، شريطة ن تكون الفكرة للمشروع رائدة وجديدة للحصول على الدعم الفني والاستشاري من قبل البرنامج.
ويمكن للراغبين في الاستفادة من برامج الاحتضان لدى برنامج بادر، زيارة الموقع الالكتروني للبرنامج واكمال عملية تسجيل طلبات الاحتضان .
•تعتبر المهندس الحقيقي لنجاحات بادر.. كيف استطعت الوصول بالبرنامج لهذا الانتشار ؟
عندما توليت منصب الرئيس التنفيذي لبرنامج بادر، عملت مع فريق العمل على وضع أهداف رئيسية للبرنامج ومن ثم إعادة هيكلته لتهيئته إسراتيجياً لكي يصبح برنامج إحتضان وطني معترف به على النطاق الدولي ولكي يضطلع بدور رئيسي في رفع مستوى فعالية الأنظمة الاقتصادية السعودية في مجال ريادة الأعمال والأبداع. وخلال السنوات الماضية، نجحنا في إعادة هيكلة البرنامج بشكل كامل بهدف إحداث المزيد من التركيز على العمل والعملاء، كما أسسنا وساهمنا في دعم شبكات الإستثمار الفردي ( Angel Network) في المملكة، وحققنا خططنا التوسعية نحو مختلف مناطق المملكة بعد تدشين وإفتتاح ثمان حاضنات أعمال تقنية في سبع مدن على مستوى المملكة، إلى جانب تأسيس تجمع لحاضنات الأعمال في المملكة تحت اسم الشبكة السعودية لحاضنات الأعمال (SBIN).
وعلى المستوى الداخلي، أطلقنا عدة مبادرات تتعلق بإعادة تنظيم الموارد البشرية في البرنامج وذلك من خلال ترشيد السياسات والإجراءات الخاصة بالموارد البشرية ، بالإضافة الى برامج منظمة للتدريب والتطوير، كما تم تطوير وتطبيق أنظمة تحديد المهام الرئيسية للموظفين بالإضافة إلى أنظمة التقييم القائم على مؤشرات الأداء الرئيسية في البرنامج. وكل هذه النجاحات تعود إلى جميع موظفي وشركاء ومستشاري البرنامج وإسهاماتهم العديدة ، ففي كل عام أثبت الجميع من خلال حماسهم وتفانيهم أن البرنامج، قادر على تحويل الإمكانات إلى فرص، وإضافة مزيد من القيمة لطموحات واحتياجات رواد الأعمال السعوديين في البيئة التنافسية المحلية والإقليمية. ودون أدنى شك، فإننا لن نتوقف يوماً عند إنجازاتٍ محدّدة ، بل أننا مستمرون في عمليات التطوير الفاعلة وطرح المبادرات المبتكرة لدعم ورعاية الشركات الناشئة التي تمتلك مقومات تؤهلها لإحداث نقلات نوعية في القطاعات التقنية الرئيسية.