نقاش في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة حول الغوطة الشرقية الجمعة
أرجأ “مجلس حقوق الإنسان الدولي” اليوم الجميعة التصويت على مشروع القرار البريطاني إلى يوم الاثنين المقبل بسبب عدم انتهاء النقاش الدائر، علما أنه في ظهر اليوم الجمعة انطلقت جلسة طارئة للمجلس في جنيف لبحض الوضع في الغوطة الشرقية المحاصرة.رأى مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف حسام الدين آلا أن “تصريحات بعض الدول تشجّع الإرهابيين على قصف دمشق واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية”. وقال خلال الجلسة الطارئة في مجلس حقوق الإنسان لمناقشة الوضع في الغوطة الشرقية إن “السبب الرئيسي لتصاعد الأوضاع في الغوطة الشرقية يعود لشنّ المجموعات الإرهابية المتواجدة فيها هجمات على دمشق”.كما أوضح آلا “بعض الدول التي طالبت بعقد هذه الجلسة عازمة على توفير مظلة سياسية لجرائمها”، محذّراً من الفبركات المتعلقة بمسرحيات استخدام الكيميائي. وأكد أيضاً أنه “ليس هناك أحد أكثر حرصاً على السوريين من الدولة السورية”.شدد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين على ضرورة إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، مجددا القول إن “ما يحدث في الغوطة الشرقية وأماكن أخرى في سوريا، قد يصل إلى درجة جرائم الحرب، وربما الجرائم ضد الإنسانية.”وأضاف زيد، في جلسة نقاش طارئة اليوم في مجلس حقوق الإنسان بجنيف حول الوضع في الغوطة الشرقية، أن “المدنيين يتعرضون للقصف أو الإعدام ويحاصرون منذ نصف عقد من الزمن” وشدد على ضرورة أن يعرف “مرتكبو هذه الجرائم أنه قد تم التعرف عليهم وأن الأدلة تجمع ضدهم بهدف ملاحقتهم قضائيا، وأنهم سيحاسبون على ما قاموا به.”وأشار مفوض حقوق الإنسان إلى تلقي مكتبه تقارير عن غارات جوية لا حصر لها على المستشفيات والمدارس والأسواق في الأسابيع الأخيرة، منوها أنه رغم الهدنة التي أعلنتها روسيا، أوضحت وكالات الإغاثة الإنسانية أنه من المستحيل تقديم المعونة خلال خمس ساعات فقط؛ إذ يمكن أن يستغرق عبور نقاط التفتيش يوما كاملا. فيما حق المفوض مجلس حقوق الانسان على تجديد ولاية لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا خلال هذه الدورة، مؤكدا تصميم مكتبه على مواصلة أعمال الرصد والإبلاغ والإنذار المبكر.وأكد الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته هذا الأسبوع “نشهد موجة من كراهية الأجانب والعنصرية والتعصب، بما في ذلك معاداة السامية والكراهية ضد المسلمين. وكثيرا مايحرم اللاجئون والمهاجرون من حقوقهم ويتعرضون للظلم والازدراء بالرغم من الفوائد التي يجلبونها”.ورجحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف” “أن تؤمّن الحكومة السورية دخول قافلة من المساعدات لنحو 180 ألف نسمة في بلدة دوما في الغوطة الشرقية في ريف دمشق الأحد المقبل”، مشيرةً إلى أنه “لا توجد أي مؤشرات تؤكد الاتفاق على دخول قوافل أخرى من المساعدات لباقي سكان الغوطة البالغ عددهم 400 ألف، أو على إجلاء نحو 1000 مريض بحاجة للمساعدات الطبية العاجلة”.
وكان يفترض أن يُجري مجلس حقوق الانسان اليوم جلسة طارئة حول الوضع الانساني في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق وذلك بطلب من بريطانيا، على أن يتباحث المجلس في مشروع قرار قدمه الوفد البريطاني وعرضه على التصويت أمام الدول الـ 47 الممثلة حاليا في المجلس بموجب ولاية من ثلاث سنوات. وروسيا حليفة النظام السوري ليست بينها.وتطالب الوثيقة البريطانية بتطبيق القرار الذي أقره مجلس الامن الدولي السبت وينص على وقف لإطلاق النار 30 يوما في الغوطة الشرقية آخر معاقل المعارضة بالقرب من دمشق.ولم تطبق هذه الهدنة بعد، الا ان روسيا أعلنت من جانب واحد هدنة انسانية لخمس ساعات يوميا لم تتح حتى الان ايصال مساعدات او اجلاء مدنيين او مصابين. وتتبادل القوات الموالية للنظام لسوري والفصائل المعارضة المسيطرة في الغوطة الشرقية الاتهام بخرق الهدنة.ويطالب مشروع القرار البريطاني مجلس حقوق الانسان ومفوضية التحقيق الدولي المستقل حول سوريا “بفتح تحقيق شامل ومستقل بشكل طارئ حول الاحداث الأخيرة في الغوطة الشرقية”.وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الثلاثاء الماضي هدنة إنسانية يومية مدتها خمس ساعات من التاسعة صباحا وحتى الثانية من بعد الظهر بالتوقيت المحلي في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.