حول “الاستثمار في الطاقات الكامنة ورؤية 2030” ، ألقى البروفسور : زايد بن عجير الحارثي ، وكيل جامعة نايف للعلوم الأمنية ، محاضرة قيمة ضمن النشاط المنبري لنادي مكة الثقافي الأدبي ، حضرها عدد كبير من رجالات الفكر والأدب ، وأساتذة الجامعات ، و حظيت بالإشادة والتنويه من خلال المداخلات والتعقيبات ..
وقد أكدت المحاضرة على أهمية الإستثمار في الطاقات البشرية ، التي هي الثروة الحقيقية للوطن ، خاصة وأننا لم نستثمر من طاقاتنا البشرية الكامنة إلا القليل ، ذلك أننا لا نفكر في تحسين حياتنا باستغلال ما لدينا من طاقات كامنة في تربية الأبناء ، وتطوير المجتمع ، وخدمة الوطن..
وأشار المحاضر إلى معرفة الغربيين ، في الدول الأخرى ، بطاقاتهم الكامنة ، وتنميتها بمختلف الوسائل ، في حين أننا ما زلنا مستهلكين وإتكاليين ، وعلينا مسؤولية اكتشاف ما لدينا من طاقات وقدرات ومواهب شخصيثة كامنة ، وعلى المجتمع أن يعين الأفراد على اكتشاف هذه الطاقات ..
وتحدّث الدكتور زايد الحارثي عن التجربة الماليزية في استثمار الطاقات الكامنة ، وما حققته من نهضة علمية وحضارية لافتة ، حتى وصلت إلى مصاف الدول الكبرى ، وربط المحاضر بين أهمية الاستثمار في الطاقات البشريّة الكامنة ، وما دعت إليه ( رؤية المملكة 2030) في هذا المجال ، مؤكداً أن وطننا يزخر بالطاقات الكامنة ، كما أن عودة عشرات الآلاف من المبتعثين من الخارج ، وما لديهم من طاقات ، ومعارف وإمكانيات ، يمكن أن يحقق للمملكة باستثمارها ، بعد التدريب والتأهيل ، الكثير من الطموحات ، ويغنينا عن العمالة الوافدة ، ويحافظ على الثروة الوطنية .. وما علينا إلا تفعيل طاقاتنا الكامنة ، والاستثمار في القدرات البشرية الوطنية .. ولكن : هل خططنا لتفعيل طاقاتنا الكامنة ؟.
التعقيبات:
وشهدت محاضرة الدكتور: الحارثي – الكثير من التعقيبات والمداخلات والثناءات ، كان منها تعقيب للأستاذ : سليمان الزايدي ، الذي دعا إلى إيجاد آليات لاكتشاف الطاقات الكامنة ، والدكتور : عبدالله بن صالح – الذي أشار إلى أن اكتشاف الطاقات الكامنة يأتي من الإهتمام بالكيف لا الكم ، والدكتور : محمد أنس مخدوم – الذي بين دور مفاهيم علم النفس في اكتشاف الطاقات الكامنة ، في حين دعا الأستاذ :مشهور الحارثي – إلى استثمار صفة القوة في الإنسان ، ونبه الدكتور : محمود كسناوي – إلى ضرورة تجاوز الاختيار الخاطيء في القبول بالجامعات لكي يتلاءم الاختصاص مع القدرات ، ورأى الدكتور : عبدالعزيز الطلحي – أن الإبداع صناعة ذاتية مع ضرورة تبديل كلمة (الاستثمار ) وما فيها من دلالة على تشيّء الإنسان المعاصر ، وفضل الدكتور : عبدالله الزاهراني ، الاهتمام بالعلوم التطبيقية على العلوم النظرية ..
ومن الصالة النسائية أبدت الأستاذة : إيمان دبيان ، والأستاذة : مكية البهلولي – إعجابها بالمحاضرة ، في حين أيدت الدكتورة : نادية بخاري – ضرورة استغلال طاقات المتقاعدين ، وأشارت الدكتورة : سامية مداح – إلى أن الوعي الذاتي والوعي الاجتماعي يؤدي إلى استثمار الطاقات الكامنة ..
وقد أدار هذه المحاضرة بنجاح الإعلامي الأستاذ : خالد دراج ، الذي وصف هذه المحاضرة بالنوعية ، وشاركته في الإدارة من الصالة النسائية الدكتورة : أمل القثامي .