🖋 عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي
إن السلامة المرورية بمفهومها الواسع تهدف إلى تبني كافة الخطط والبرامج واللوائح المرورية والإجراءات الوقائية للحد من أو منع وقوع الحوادث المرورية لضمان سلامة الإنسان وممتلكاته والحفاظ على أمن البلاد ومقوماتها البشرية والاقتصادية. وعلى ذلك فإن للسلامة المرورية عدة عناصر ووسائل تساهم في تحقيق أهداف السلامة المرورية، ومنها الإشارات الرقمية وأهميتها في شوارعنا.
ففي السابق كانت إدارة المرور، تضع الإشارات الرقمية التي تحدد بالدقائق والثواني بداية ونهاية حركة السير عند الإشارات الأمر الذي يقلل من نسبة الحوادث أو قطع الإشارات بطريقة غير مقصودة. كل ذلك كان سابقاً يجعل من قائدي المركبات الاهتمام بالإشارة المرورية سواء عند التوقف أو أثناء التحرك كما أن تركيز السائق على تلك الإشارات الرقمية تجعله مستعدًا للحركة بدلاً من انشغاله بالهاتف الجوال أثناء وقوفه عند الإشارة لتكون حركة الشخص الذي يقف في مقدمة السيارات انسيابية ومرنة متزامناً في ذلك مع من يكونون خلفه ليبدأ التحرك للجميع وكأنهم في سلسلة منتظمة.
كانت تلك التجربة مطبقة في السابق في كثير من شوارع المدن الرئيسية وقد أثبتت نجاحها ولكن فجأة ألغيت تلك التقنية التي كنا نراها من أفضل التقنيات التي تساعد بانسيابية الحركة عند إشارات المرور من خلال الاستعداد للوقوف قبل أن تظهر الإشارة الصفراء ومن بعدها الإشارة الحمراء
فأقول وضع ساعات رقمية (مؤقت) على الإشارات الضوئية سيكون له مردود إيجابي على الجميع، وسيجعل السائق يعرف الوقت المتبقي لفتح وإغلاق تلك الإشارات، مما يساعده في اتخاذ قرار العبور بدل التكهن بوقت فتح الإشارة، والذي يتسبب دائمًا في وقوع حوادث مرورية، وخاصة حوادث الاصطدام من الخلف، وسيقلل من مخالفات قطع الإشارة الحمراء.
وهنا تكمن أهمية مؤقت العد التنازلي، فهذا المؤقت يعمل على تنبيه السائقين بقرب تحول الإشارة من حمراء إلى خضراء، مما يجعلهم مستعدين للانطلاق، ويقلل الوقت المفقود من بدء تشغيل المحرك ومن ناحية سلوكية يجعل السائقين غير متمللين وغير متوترين جراء انتظار تحول إلى الإشارة إلى خضراء، كما يمكّن السائقين من معرفة الوقت المتبقي من الإشارة الخضراء فيجعلهم متنبهين كي لا يقدمون على تجاوز الإشارة وهي حمراء.
فلذلك نتمنى أن يعاد النظر في هذه التطبيقات الرقمية الفعّالة جداً أفضلمن الوضع الحالي.
وأخيراً شكرًا لإدارة المرور التي تحرص على تلقي الاقتراحات والآراء من المواطنين والكتاب والإعلاميين وكذلك عبر موقعها الإلكتروني الذي يدل على حرص تلك الإدارة على التجاوب مع الجميع.
نسأل الله التوفيق والسداد لكل من يعمل لتحقيق إنجازات وطموحات كل مسؤول ومواطن على حد سواء في سبيل الأمن والسلامة.