اختتمت بجدة يوم أمس الاثنين فعاليات النسخة السنوية الخامسة عشر من مؤتمر التعلم والتقنية الذي تنظمه جامعة عفت برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل – نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت، وبمشاركة أكثر من 400 خبيراً تربوياً وحشداً من الطلاب والطالبات، وقادة أعمال وخبراء تقنيون، إلى جانب صناع قرار ومسؤولين حكوميين من 22 دولة.
المؤتمر الذي قدم برنامجه وجلسات نقاشه المميزة مستشار العلاقات العامة والإعلام الأستاذ عمر بن عبدالكريم فادن، استمرت فعالياته لمدة يومين كاملين حيث أقيم تحت شعار “إنترنت الأشياء … نحو إثراء الذكاء المدمج”، وتضمن برنامجه جلسات نقاش، وورش عمل ومسابقات تتناول أحدث التطورات التقنية التي تقوم عليها أفضل الممارسات والابتكارات في مجال التعلم والتدريس. علاوة على ذلك، أتاح المعرض المقام على هامش المؤتمر الفرصة لـ 13 من الشركات الرائدة لعرض أحدث تقنياتها وابتكاراتها والتعريف بها.
الدكتورة هيفاء جمل الليل، رئيس جامعة عفت عبرت عن سعادتها بالاهتمام الذي حظي به مؤتمر التعلم والتقنية في نسخته الحالية، مشيرة إلى أن الجامعة قد درجت على تنظيم هذا الحدث منذ العام 2002. وأكدت الدكتورة هيفاء أن “جامعة عفت ملتزمة بمواكبة أحدث التطورات التقنية بما يدعم رؤية 2030 فيما يتعلق بإنترنت الأشياء، والتي أحدثت تحولاً كبيراً وأدت إلى إثراء التجربة التعليمية إلى درجة جعلتها تصبح محور النسخة الحالية من مؤتمر التعلم والتقنية.”
وإنترنت الأشياء (IoT) هو شبكة تربط بين الأجهزة والمركبات والأجهزة المنزلية، وغيرها من الأشياء التي تحتوي على الكترونيات وبرمجيات وأجهزة استشعار ومشغلات، كما تتمتع بقدرة على الاتصال بما يمكنها من التواصل وتبادل المعلومات. ويتوقع الخبراء توسع إنترنت الأشياء لتضم ما يقرب من 30 مليار جهاز بحلول عام 2020، كما يتوقعون أن تصل القيمة السوقية لإنترنت الأشياء إلى 7.1 تريليون دولار بحلول العام نفسه.
وفي محور النهضة الصناعية الرابعة، ناقشت الدكتورة حبيبة الصفار، رئيسة مركز الأبحاث التقنية الحيوية بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والأستاذ المشارك للهندسة الطبية الحيوية، مصطلح “السقف الزجاجي” كمصدر لتحفيز النساء لتمكينهن من تجاوز العقبات ومواجهة التحديات.”
المتحدث الرئيسي، سكوت أميكس، الرئيس والشريك الإداري بأميكس فنتشرز، قدم عرضاً بعنوان “المملكة العربية السعودية قادرة على التحول إلى المنتج الأول للطاقة المتجددة في العالم”، حيث استعرض خطة عمل متكاملة للانطلاق نحو قطاع الطاقة المتجددة، مؤكداً على أن السعوديات يلعبن دوراً محورياً في إنشاء منظومة قوية ومستدامة للطاقة المتجددة، بما يضمن الرخاء الاقتصادي للمملكة على مدى عشرات السنين.
وفي محور النهضة التعليمية الرابعة، تناولت راشيل ليدرمان بيبترو، اخصائية الأبحاث بمكتب الفعالية المؤسسية بكلية نوروك في ولاية كونيكتكت في الولايات المتحدة، مهارات التفكير المتفوقة، بينما ناقشت اخصائية الأبحاث سوزان ليونز بكلية نوروك عملية تحويل التدريس المخصص والفردي إلى واقع.
واختتم المؤتمر بمسابقتين تواكبان شعار هذا الحدث الهام، حيث أتاحت مسابقة أفكار إنترنت الأشياء الفرصة للطالبات للتعرف على أنواع البحوث التي تجرى بجامعة عفت، والتطورات المعرفية والتجارية في عالم الواقع الافتراضي والبيئات متعددة الأبعاد في المملكة. وفي الختام، تم الإعلان عن ثلاث فائزات من بين المتنافسات في هذه المسابقة.
وكانت المسابقة الثانية هي مسابقة مواهب إنترنت الأشياء، وهي الأولى من نوعها في مجال إنترنت الأشياء بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وتم تخصيصها للموهوبين بمنطقة الخليج الذين أثبتوا قدراتهم في تطوير تقنيات ناشئة والاستفادة منها بما يدعم المستقبل الرقمي. وأتاحت هذه المسابقة للمشاركين الفرصة لتقديم ابتكاراتهم في تصميم حلول أولية مخصصة قائمة على إنترنت الأشياء، وتسهم في تعزيز تجربة الحياة الرقمية.
ومن جانبها، قالت رئيسة المؤتمر الدكتورة خلود رامبو، عميدة كلية عفت للهندسة بجامعة عفت، “تحرص جامعة عفت بالتفاعل مع المجتمع في مجالات تمثل قمة الاكتشافات والتميز العلمي، ونحن في كل عام نتواصل مع أفراد المجتمع من كافة القطاعات – الجهات الحكومية والقطاع الصناعي والأعمال والتعليم والبحث العلمي – لنتبادل معهم الأفكار ونتحاور حول الجوانب الهامة التي ستشكل حلول المستقبل والابتكار، وكذلك التقنيات التي ستحدث تحولاً في حياتنا وتؤثر على أنشطتنا اليومية.”
واختتمت فعاليات المؤتمر بحفل تكريم تم فيه منح جائزة لأفضل ثلاث ورقات بحثية قدمت خلال المؤتمر.