تعرّضت كييف لقصف مساء الخميس، 28 أبريل (نيسان)، في وقت كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يزورها، في أول ضربات من نوعها تستهدف العاصمة الأوكرانية منذ منتصف الشهر الجاري.
وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية نيراناً تلتهم طابقاً في أحد مباني العاصمة ونوافذ محطّمة، في حين انتشرت في المكان أعداد كبيرة من عناصر الأمن والإسعاف.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، إن “العدو قصف كييف مساءً. ضربتان على حي شيفشينكوفسكي”، مضيفاً أن “المعلومات عن سقوط ضحايا لا تزال في طور التوضيح”.
وكتب ميخايلو بودولياك، أحد مستشاري الرئيس الأوكراني على “تويتر”، “قصف بالصواريخ على وسط كييف خلال الزيارة الرسمية لأنطونيو غوتيريش”. وأضاف هازئاً، “بالأمس، كان يجلس خلف طاولة طويلة في الكرملين، واليوم انفجارات فوق رأسه”.
في السياق نفسه، قال رئيس الإدارة الرئاسية أندريه يرماك، “هذا دليل على حاجتنا إلى انتصار سريع على روسيا وعلى وجوب أن يتحد كل العالم المتحضر حول أوكرانيا. علينا التحرك سريعاً. مزيد من الأسلحة، مزيد من الجهود الإنسانية، مزيد من المساعدة”. ودعا إلى حرمان روسيا حقها في استخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر صحافي في كييف، أن مجلس الأمن الدولي “فشل في منع” الحرب في أوكرانيا و”إنهائها”. وقال في حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن “مجلس الأمن فشل في القيام بكل ما يمكنه لمنع هذه الحرب ووضع حد لها”، مضيفاً أن هذا الأمر “يثير خيبة أمل كبيرة وإحباطاً وغضباً”.
كما قال غوتيريش إن المنظمة الدولية تبذل قصارى جهدها لجعل الإجلاء من مصنع للصلب يتحصن فيه مقاتلون ومدنيون في مدينة ماريوبول ممكناً. وأضاف، “في الوقت الراهن لا يمكنني سوى أن أقول لكم إننا نبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك. لن أدخل في أي تعليقات يمكن أن تقوض هذه الإمكانية”.
زيلينسكي قال من جهته، “أثق تمام الثقة، مثلما يعتقد كثير من أقارب المحاصرين (في مصنع الصلب) في آزوفستال، أن الأمين العام، ونحن (معه)، سيكون بإمكاننا تحقيق نتيجة جيدة”.
33 مليار دولار
طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونغرس، الخميس، 33 مليار دولار لدعم أوكرانيا، في تصعيد كبير لتمويل الولايات المتحدة للحرب ضد روسيا، معتبراً أن واشنطن لا يمكن أن تبقى على الحياد وأن تهديد الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي هو أمر “غير مسؤول” ويظهر “شعوراً باليأس” لدى موسكو بعد إخفاقات هجومها.
ويشمل طلب التمويل الضخم أكثر من 20 مليار دولار للأسلحة والذخيرة والمساعدات العسكرية الأخرى، بالإضافة إلى 8.5 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية المباشرة للحكومة و ثلاثة مليارات دولار من المساعدات الإنسانية والأمن الغذائي.
وقال بايدن في البيت الأبيض، “نحن بحاجة إلى مشروع القانون هذا لدعم أوكرانيا في كفاحها من أجل الحرية… تكلفة هذه المعركة ليست زهيدة لكن الرضوخ للعدوان سيكون أفدح ثمناً”. وأضاف، “نحن لا نهاجم روسيا. نحن نساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي”، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة زودت كييف عشرة أسلحة مضادة للدبابات مقابل كل دبابة روسيا أرسلت إلى هذا البلد.
مسعى لتحويل أصول روسية مصادرة إلى أوكرانيا
ويسعى بايدن أيضاً إلى القدرة على الاستيلاء على المزيد من الأموال من النخبة الروسية الثرية لدفع ثمن المجهود الحربي. واقترح البيت الأبيض استخدام أصول صودرت من أوليغارشيين روس لتعويض أوكرانيا عن الأضرار الناجمة عن الهجوم الروسي.
وتعليقاً على التحذيرات الروسية من اندلاع حرب نووية، قال بايدن، “يجب ألا يدلي أحد بتعليقات لا معنى لها عن استخدام أسلحة نووية أو إمكان اللجوء إليها، هذا أمر غير مسؤول. هذا يظهر شعوراً باليأس لدى روسيا التي تواجه فشلها البائس مقارنةً بالأهداف الأولى” التي حددتها عند الهجوم على أوكرانيا.
وبعدما أوقفت موسكو إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا لعدم سداد مستحقات الغاز بالروبل الروسي، أكد الرئيس الأميركي أن بلاده لن تسمح لروسيا بأن تمارس “ابتزاز الغاز” للضغط على الحلفاء الأوروبيين والالتفاف على العقوبات التي فرضت عليها.
شولتز يؤيد مدّ أوكرانيا بأسلحة ثقيلة
وفيما تحذر روسيا الغرب من تبعات تسليح أوكرانيا، شكر المستشار الألماني أولاف شولتز، الخميس، برلمان بلاده لدعمه قرار إمداد كييف بأسلحة ثقيلة.
وشولتز الموجود في طوكيو في زيارة رسمية هي الأولى له إلى آسيا، لم يتطرّق إلى تصريحات الكرملين بشكل مباشر لكنه أشار إلى وجود خطة لتبديل إمدادات أرسلتها دول في أوروبا الشرقية إلى أوكرانيا سيجعل الأسلحة جاهزة للاستخدام بأسرع وقت ممكن.
واكتفت ألمانيا بتزويد كييف أسلحة دفاعية إلى أن أعلنت الحكومة الألمانية الثلاثاء تعديل توجّهها على هذا الصعيد في خطوة أقرّها الخميس المشرّعون الألمان. وقال شولتز خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني فوميا كيشيدا، “أنا ممتنّ للغاية للدعم الصريح الذي قدّمه البرلمان الألماني اليوم لسياسة حكومتي” بشأن الإمداد بأسلحة ثقيلة.
وكان شولتز قد قال في وقت سابق خلال منتدى اقتصادي، إن ألمانيا “تزوّد على نطاق واسع” مناطق النزاع المسلّح في أوكرانيا “أسلحة متطوّرة”، وإن برلين “وسّعت بشكل كبير لحلفائنا في وسط أوروبا وشرقها نطاق الدعم العسكري بما يمكّنهم من تزويد أوكرانيا سريعاً بالأسلحة”.
وتعليقاً على التطورات التي شهدتها الأيام الأخيرة، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، للصحافيين، “هذا الميل لإغراق أوكرانيا بالأسلحة وخصوصاً الأسلحة الثقيلة يعد تصرفاً يهدد أمن القارة ويزعزع الاستقرار”.
مقتل أول بريطاني في أوكرانيا
في غضون ذلك، قُتل مواطن بريطاني في أوكرانيا واعتبر آخر مفقوداً، وفق ما أفاد الخميس متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية.
وقال المتحدث، “يمكننا التأكيد أن مواطناً بريطانياً قتل في أوكرانيا ونقدم دعمنا إلى عائلته”. وأضاف، “تم إبلاغنا أن مواطناً بريطانياً اعتبر مفقوداً”، مؤكداً “السعي الحثيث إلى مزيد من المعلومات” عن ذلك.
ولم تدلِ الخارجية بمعلومات إضافية عن هوية مواطنيها وما كانا يفعلان في أوكرانيا. لكن الإعلام البريطاني ذكر أنهما كانا يقاتلان كمتطوعين ضد القوات الروسية.
بعيد الهجوم الروسي، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تشكيل “لواء دولي” من المتطوعين الأجانب لمساعدة أوكرانيا. وعلى الرغم من أن السلطات البريطانية نصحت مواطنيها بعدم التوجه إلى هذا البلد للقتال، فإن بعضهم لم يمتثل لهذا الطلب.
وذكرت صحف بريطانية أن الرجل الذي قتل يدعى سكوت سيبلي.