دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء الحزب الاشتراكي الديموقراطي الى اتخاذ خيار “مسؤول” من اجل المانيا، في وقت يستعد حزب وسط-اليسار الى التصويت على تشكيل ائتلاف حكومي جديد مع المحافظين بزعامة المستشارة.
فبعد مفاوضات شاقة، اتفق الحزبان الاسبوع الماضي على مبدأ تشكيل ائتلاف، الا ان شكوكا طاولت هذا الاتفاق بعدما انتقد اعضاء فاعلون في الحزب التنازلات التي قُدمت الى تحالف الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي بقيادة ميركل.
وسيشارك نحو 600 مندوب للحزب الاشتراكي الديموقراطي الاحد في تصويت مفصلي سيقررون فيه اما الدخول رسميا في مفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي، واما المخاطرة بانزلاق البلاد الى فوضى سياسية.
وقالت ميركل في مؤتمر صحافي في برلين “انا واثقة بان الاشتراكيين الديموقراطيين سيتخذون قرارا مسؤولا”.
واضافت المستشارة “لن اتدخل ولكننا عبرنا جميعا عن املنا بنجاح مؤتمر الحزب الاشتراكي الديموقراطي، وموافقته على بدء مفاوضات تشكيل ائتلاف لاننا نؤمن… بان المانيا بحاجة الى حكومة مستقرة”.
وتتطلع ميركل الى ولاية رابعة على رأس المستشارية الالمانية، وهي تواجه صعوبات في تشكيل حكومة بعد تراجع الاحزاب التقليدية في انتخابات ايلول/سبتمبر مقابل صعود حزب “البديل من اجل المانيا” اليميني المتطرف.
وسجل التحالف الذي تقوده بين الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي اسوأ نتيجة انتخابية له منذ عقود، وكذلك بالنسبة للحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي قرر على الاثر الانتقال الى صفوف المعارضة بعد ان كان دخل في ائتلاف مع ميركل في حكومتين.
الا ان رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتز رضخ اخيرا لضغوط المطالبة باعادة النظر في موقف الحزب من تشكيل ائتلاف حكومي مع ميركل بعد ان باءت جهودها لتشكيل ائتلاف مع حزبين اصغر حجما بالفشل.
ومن المتوقع ان يكون تصويت الاحد متقاربا لا سيما بعد انتقاد عدد من كبار شخصيات الحزب لمسودة الاتفاق، الذي يطرح اسسا لسياسات الحكومة المستقبلية، معتبرين ان ما تم التوصل اليه حول الهجرة والضرائب والرعاية الصحية لا يلبي الوعود التي قطعت خلال الحملة الانتخابية.
ودافعت ميركل، التي اصبحت مسيرتها السياسية على المحك، عن الاتفاق الذي تم التوصل اليه، معتبرة انه جاء نتيجة تنازلات قدمها كل الفرقاء.
وقالت “لقد اجرينا مفاوضات طويلة من اجل التوصل الى طرح مسودة ائتلاف عادل”.
وفي حال صوت ممثلو الحزب الاشتراكي الديموقراطي ضد اقتراح تشكيل ائتلاف مع ميركل، فسيكون امام المستشارة اما تشكيل حكومة اقلية واما الدعوة الى انتخابات جديدة.