انطلقت بالقاهره أعمال المؤتمر العلمي الدولي الحادي عشر” تكامل المؤسسات العلمية في بناء وتطوير المجتمعات بالدول العربية” ويعقده الإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة تحت رعاية جامعة الدول العربية بالتعاون مع جمعية المهندسين بحضور وفود من الدول العربية
بدأ المؤتمر بكلمة للوزير مفوض محمد خير عبد القادر مدير إدارة المنظمات والإتحادات بجامعة الدول العربية أكد فيها أن المؤتمر يشكل فرصة ممتازة لقضايا محورية في مرحلة فاصلة وتأثير تشهده المنطقة العربية من تحديات وتحولات ومتغيرات على مستقبل المنطقة، هذا المؤتمر يتحدث عن الشراكات والتكامل بين المؤسسات العلمية، ونحن من خلال هذا اليوم في حضرة أهل العلم والتعليم والبحث العلمي القاطرة لصناعة الأمم والشعوب ونهضتها – بناء البشر.
الوطن العربي يتبوأ موقع استراتيجي في العالم مهبط الرسائل السماوية، ومعظم دوله تتمتع بمقومات وموارد هائلة وكثافة بشرية أكثر من 400 مليون نسمة ومتوقع في عام 2050 أن نتجاوز ال 650 مليون لكن الوطن العربي يستورد أكثر من 50% من احتياجته الغذائية من خارج المنطقة العربية ومعدل البطالة بها هو الأعلى على مستوى العالم وهناك تراجع في معدلات النمو بسبب هذه الحروب المتواصلة في بعض الدول وعدم اتساق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، وهناك اهمية لتكثيف مقومات التكامل والتعاون بين مختلف الاطراف وبخاصة مؤسسات الأبحاث والدراسات والمؤسسات التشريعية لاستمرارية النهوض بمجتمعاتنا العربية وبخاصة في المجالات الحيوية المرتبطة بالتكنولوجيا والتحول الرقمي.
العالم الآن يتغير في إطار هذا التطور العلمي والتكنولوجي الكبير،والحديث الآن عن الأبداع والابتكار وصناعة المعرفة والتعليم والدول المتقدمة هي التي ذهبت في هذا الاتجاه أم ان تمتلك هذا الثالوث المعرفة والمهارة والعلم أو تكون خارج المنافسة ولا يظل العالم يتحدث عن الثورة الرقمية ونحن نتحدث عن الفجوة الرقمية، نحن بحاجة إلى التكامل بين المؤسسات التعليمية لتطوير الكفاءات وبناء القدرات في المنطقة العربية في حاجة إلى تكامل المؤسسات العلمية والتربوية في تعزيز قيم المواطنة لدى الطلبة وشباب الجامعات وغيرهم الآن بعض دولنا العربية تتآكل من الداخل من ابنائها بسبب ذرع الفتن والحروب الأهلية وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والقبلية بين أبناء الوطن الواحد ونجد أنفسنا في حياة ملونة بل مشوهة أو ما يسمى بالهويات القاتلة(الطائفة- الجماعة – العرق- القبيلة) وغاب مفهوم المواطنة المربوط بعقد اجتماعي في الوطن الواحد – الانسان بطبعه ميال إلى ملاذ اجتماعي فمع غياب هذه المواطنة يبحث الانسان عن ملاذات أخرى يحتمي بها او يتقوى بها على الآخر الذي هو في النهاية شيكه في الوطن الواحد وتصبح الطائفة أو القبيلة أو العشيرة أو العرق أو الجماعة هي البديل مقابل الوطن
ومن هنا تبرز أهمية التربية الشاملة بما فيها من تعليم وإعلام وثقافة وخطاب سياسي رشيد وديني معتدل هذه القيم التي تؤسس لمفهوم المواطنة في الانسان العربي ولهذا فإن المؤسسات العلمية والتعليمية مطالبة بالاستمرار في اعادة صياغة المواطنة في الانسان العربي( حب الوطن وليس غيره).
وفى كلمته قال الدكتور محمد عيد السريحي رئيس المجلس العربي للإبداع والإبتكار بالمملكة العربية السعودية ، عندما نتحدث عن الابداع فأننا نتحدث عن عالم مليء بالمغامرات والالهام والاجتماعية والفلسفية والعلمية والتكنولوجية، وعرفه الكثير السابقون وسوف يعرفه الكثير اللاحقون ويمكن نعرفه بانة القدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد من العدم، أو دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة، أو استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تشبع الحاجيات بطريقة جديدة أو عمل شيء جديد ملموس أو غير ملموس بطريقة أو أخرى.
فالإبداع سابقا كان يعتمد على المبدع ذاته ويحقق اهدافه بعد سنوات طوال يتخللها الجهد وطول الزمن لغياب الدعم والأمور المسرعة لذلك ولكن لان هناك أمور جدت مع التقدم العلمي والمعرفي و أصبحت تعطي الابداع اكثر أهمية و تسارعا يتواكب مع العصر الحديث في عام 1959م بدأ ظهور مفهوم الرسمي لاحتضان الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية ، عندما افتتح جوزيف مانكوسو مركز باتافيا الصناعي في مستودع باتافيا بنيويورك، توسعت ثقافة حاضنات الاعمال في الولايات المتحدة في الثمانينات، ولقد انتشرت إلى المملكة المتحدة وأوروبا من خلال أشكال مختلفة ذات صلة، تقدر اعداد الحاضنات حول العالم اكثر من 7000 حاضنة تهتم بالأبداع والابتكار في عدد من المجالات الإدارية والعلمية والفلسفية والتقنية والان عالمنا العربي منذ عام 2010م التحق بركب التطور ودشنت عدد من الحاضنات عبر الجامعات او المؤسسات الحكومية والشركات كون لديها برامج تصمم لإنجاح و تطوير شركات رواد الأعمال من خلال دعمهم بمجموعة من المصادر والخدمات التي تُطور من قبل إدارة الحاضنات وتقدم إما في نفس الحاضنة أو من خلال مراكز او منظمات بشكل مبادرات ومازال الطموح ان تكون هناك اكثر عدد من الحاضنات التي تساهم في التنفيذ الافكار الإبداعية وأيضا تحويلها الى منتجات تكون هي ثورة قومية وجزء من أبناء الامة.
حضر الافتتاح السفير الدكتور حسن شوناي سفير تشاد لدى جمهورية مصر العربية، والدكتور محمد بن هلال الكسار نائب رئيس الإتحاد، والبروفيسور فايز عبود ضمرة رئيس جمعية المخترعين بالمملكة الأردنية الهاشمية، والأستاذ الدكتور خالد القيسي الأستاذ بجامعة السليمانية بالعراق، والأستاذة الدكتورة آمال شوتري الأستاذ بجامعة محمد البشير الإبراهيمي بالجزائر،وقام بوضع وصياغة محاور المؤتمر مقررا اللجنة العلمية د. بدر الطويل رئيس قسم تكنولوجيا الهندسة الكهربائية في كلية الدراسات التكنولوجية بالكويت، أ.د تحسين شعلة الأستاذ بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ورئيس تحرير مجلة الإتحاد العلمية، برئاسة أ.د صلاح يوسف وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق ونائب رئيس الهيئة العلمية العليا للإتحاد، و أ.د دعد محمد فؤاد الأستاذ بجامعة القاهرة ونائب رئيس الإتحاد، أ.د جمال جمعة مدني الأستاذ بجامعة قناة السويس والمستشار العلمي للإتحاد، د. شروق الجاسر عضو مجلس إدارة جمعية المهندسين الكويتية ، أ.د خالد محمد حسين القيسي الأستاذ بجامعة السليمانية بالعراق وعضو الهيئة العلمية العليا للإتحاد، أ.د آمال شوتري الأستاذ بجامعة محمد البشير الإبراهيمي بالجزائر وعضو الهيئة العلمية العليا للإتحاد ، و ا.م.د/هبة صلاح محمد حامد أستاذ علم وظائف الأعضاء المساعد بكلية البنات للآداب والعلوم والتربية جامعة عين شمس