يُبدي المستثمرون في جميع أنحاء العالم اهتمام كبير للوضع الراهن في أفغانستان، ويعتقد الخبراء أن سقوط العاصمة الأفغانية "كابل" سيؤدي بالتأكيد إلى هبوط حاد في أسعار العملات، كالدولار الأمريكي، إضافة إلى هبوط في الأسواق وانهيار حاد في اقتصاديات العالم.
الجدير بالذكر هنا، أن كل ما يحدث على الساحة العالمية من أحداث واضطرابات قد تؤثر بشكل سلبي في الأسواق العالمية، محدثة اضطرابات وأزمات حادة في اقتصاد العالم، فمنذ العام الماضي وحتى وقتنا هذا، يشهد الاقتصاد العالمي هبوطًا حادًا في الأسواق، بدءً من انخفاض أسعار البترول إلى أكثر من 10%، مروراً بتفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم وتداعياته السلبية على مختلف القطاعات، وهبوط أسهم "أرامكوا" إلى ما دون السعر الأساسي، وهبوط مؤشرات الأسهم السعودية بشكل خاص، والأسواق الخليجية والعالمية بشكل عام، فكل هذه الأحداث أدت إلى إحداث حالة من الخوف والرعب لدى المستثمرين، مما انعكست آثارها سلبياً على الأسواق المحلية، وعلى عكس التوقعات، سجل مؤشر الأسهم السعودية رقماً قياسياً، بتخطيه حاجز (11150) نقطة، طالع أيضاً، مؤشر الأسهم السعودية يسجل أعلى إغلاق منذ 2008 على اراب فاينانشيال
تأثيرات سلبية على اقتصاد العالم على المدى الطويل
وفقاً للتقرير الذي نشره موقع "بلومبيرغ" الأمريكي، أردف الكاتبان "إريك لام" و "إيشيكا موكيرجي" أن الخبراء يستبعدون التأثير الفوري على الأسهم والأسواق العالمية بعدما سيطرت حركة "طالبان" على أفغانستان، ولكنهم يتوقعون تأثير سلبي خلال السنوات القليلة المقبلة، كما يتخوف الخبراء من أن تغدو البلاد قاعدة مركزية لانطلاق أحداث إرهابية مخيفة، وأضاف الكاتبان أن هناك تخوفات من تقدم الحركة بشكل سريع للسيطرة على البلاد، في ظل انسحاب قوات "الناتو" والقوات الأمريكية، ويتنبأ خبراء الاقتصاد بحدوث سلسلة من الاضطرابات والأزمات الاقتصادية في الأسواق، ومنها:
ازدهار العملة الصينية مقابل انخفاض الدولار
في ظل انهيار حكومة "أشرف غني" وتخليه عن البلاد، برزت الكثير من التساؤلات حول دور الولايات المتحدة كونها القوة العالمية المهيمنة على العالم، وفي مدونة كتبها "لويس فانسون غيف" رئيس شركة "Gavekal Capital"، قال فيها أن ما يحدث اليوم يشبه تماماً الأحداث التي جرت عام 1956، عندما تم ترميم قناة السويس، والأزمة التي أدت لانحدار قوة بريطانيا، مؤكداً على أن هناك تأثيرات سلبية قد تطرأ على المدى البعيد.
كما ويرى غيف أنه في حال انتهاء حقبة الولايات المتحدة على العالم، فإنه من المحتمل أن تنخفض أسعار الدولار الأمريكي، إضافة إلى تدهور الأسواق المرتبطة بالدولة العظمى، ومن ناحية أخرى، يرى غيف بأن أسواق السندات والعملات الصينية سيكون لها تأثير إيجابي بجانب عملة الروبل والأسواق الروسية.
وكما يحدث دائماً في الصراعات الجيوستراتيجية، أكد غيف على الاضطرابات الحالية في أفغانستان من المحتمل أن تؤدي إلى زيادة في مستوى التوترات في دول الشرق الأوسط، وقد ينتج عنها ارتفاع في أسعار براميل النفط ، لاسيما ارتفاع حاد في أسعار الذهب.
زيادة الضغوطات على بايدن
وفقاً لما قاله "شاين أوليفر إن"، كبير المحللين الاقتصاديين في شركة "AMP Capital"، أكد على أن سيطرة حركة "طالبان" على العاصمة الأفغانية قد تكون ضربة قاضية لإدارة بايدن، ولا يقتصر الأمر فقط على إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، حيث أكد أوليفر إن أن الرئيس الأمريكي السابق كان يسير في نفس الطريق.
وأضاف كبير المحللين الاقتصاديين أن التطورات الأخيرة في المنطقة قد تؤدي لزيادة حجم الضغوطات الممارسة على إدارة الرئيس الأمريكي الحالي "جو بايدن" من أجل تمرير أكبر قدر من الخطط الاقتصادية لحرف البوصلة عما يحدث في من تطورات في أفغانستان.
الأجندات المحلية والاضطرابات في أفغانستان
يرى كبير خبراء الاقتصاد في شركة "Nordea Investment Funds"، (سبياستيان غالي)، أن القرارات غير الصائبة التي أقرها البيت الأبيض هي السبب الرئيسي لكل الأحداث والاضطرابات التي تحدث في أفغانستان اليوم، وأضاف أن التفاف مجموعة من الديمقراطيين أصحاب التأثير العالي حول إدارة الرئيس الأمريكي الحالي "جو بايدن" يحاولون حرف البوصلة عما يحدث داخل أفغانستان حتى لا تتحول الأزمة إلى قضية سياسية تؤثر على الولايات المتحدة داخلياً.
تخوفات من عمليات إرهابية
بحسب ما صرح به محلل شؤون العملات "إيليا سبيفاك إن" في شركة "Daily FX"، فهو يرى بأن ارتباط العاصمة الأفغانية "كابل" وعلاقتها بالأسواق العالمية ضئيل جداً، ولكنه يؤكد أن الاضطرابات الحالية التي تحدث في أفغانستان، قد يكون لها أبعادًا سلبية قد تؤثر بشكل كبير في الأسواق العالمية المالية في حال عودة العمليات الإرهابية مرة أخرى.
الشركات العالمية في أفغانستان وتأثيرها المحدود
وفقاً لـ "جيفيري هالي" الخبير المختص بشؤون الأسواق العالمية في شركة "اواندا في آسيا والمحيط الهادي"، فهو يعتقد أن الشركات العالمية في أفغانستان محدود جداً، وقد لا يؤثر ذلك على الأسواق العالمية والأسهم وأسعار العملات في الأسواق، سواء على المدى القريب أو البعيد، كما ويضيف هالي أنه من المستبعد أن تكون للشركات الكبرى تأثيرات واسعة النطاق في أفغانستان، ويؤكد على أن الهاربين من الشعب الأفغاني حتماً سوف يكونوا من أكبر الصادرات لدول العالم في المستقبل القريب.
أصول البنك المركزي الأفغاني
وفقاً لما أردفه مسؤول أمريكي لموقع "Axios"، أكد على الغالبية العظمى لأصول النبك المركزي الأفغاني قد تم نقلها من أفغانستان، وأكد أيضاً على أن حكومته لن تمنح طالبان أي من تلك الأصول والبالغ قيمتها حوالي 7 مليار دولار، كما أن مراقبي البنك المركزي يعيشون في حالة تأهب قصوى في شتى أنحاء العالم بعدما أعلنت حركة "طالبان" سيطرتها الكاملة على معظم مدن أفغانستان.