دعا عادل بن عبد الرحمن العسومي إلى وضع خطة عربية موحدة للرد على حملة استهداف الدول العربية تحت دعاوى حماية حقوق الإنسان، وكذلك العمل على إيصال وجهة النظر العربية الصحيحة تجاه قضايا حقوق الإنسان على نحو يفرض احترامها من قِبَل الآخرين.
جاء ذلك في كلمة رئيس البرلمان العربي في افتتاح أعمال الجلسة العامة الرابعة للبرلمان العربي من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثالث برئاسة عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان التي عقدت اليوم في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وخصصت للرد على حملة استهداف الدول العربية تحت دعاوى حماية حقوق الإنسان، ومناقشة تقرير المرصد العربي لحقوق الإنسان.
وقال العسومي تنعقد جلستنا اليوم في وقت تتعرض فيه دولنا العربية إلى حملة مُمنهجة تستهدف النيل منها وابتزازها سياسياً والتدخل في شئونها الداخلية تحت دعاوي حماية حقوق الإنسان حيث دأبت بعض المنظمات والدول خلال الفترة الأخيرة على إصدار بيانات وتقارير مُرسلة تضمنت اتهامات وأكاذيب وافتراءات لا تستند إلى أية حقائق أو دلائل موضوعية، ولا تمت للعمل الحقوقي الذي تدعيه بصلة هذا في الوقت الذي تعمدت فيه تجاهل أية تطورات إيجابية أو جهود تقوم بها الدول العربية في هذا المجال.
وواشار الى انه على الرغم من أن هذه التقارير والبيانات ليست لها أي قيمة قانونية أو سياسية، فضلاً عن أن بعضها صدر عن جهات ليست لها أي سلطة أو ولاية لتقييم حقوق الإنسان في الدول العربية، فإن إصدارها في توقيت متزامن ومن أكثر من جهة، يكشف بجلاء عن وجود مخططات مُعَّدة مسبقاً لاستهداف الدول العربية وتشويه صورتها الخارجية.
وقال أن هذا يستدعي مِنا وقفةً جادة للتعامل مع هذه الحملة البغيضة المغرضة، التي تمثل انتهاكاً صارخاً واستخفافاً شديداً بإحدى أهم قواعد القانون الدولي المستقرة في الضمير العالمي منذ عشرات السنين،وهي احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية تحت أي مبرر.
وأكد أن هذه الدول والمنظمات اختارت تحقيق مصالح سياسية ضيقة على حساب المبادئ التي تفرض عليها النأي التام عن تسييس قضايا حقوق الإنسان، والذي نعتبره أكبر انتهاك يمكن أن تتعرض له حقوق الإنسان، كما استخدمت لهجة استعلائية مرفوضة شكلاً ومضموناً.
وقال “فلا توجد أية مسوغات قانونية أو سياسية أو أخلاقيةتُعطي لهذه الدول حق الإدعاء بأن مباديء حقوق الإنسان واحترامها حُكراً عليها فقط، فحقوق الإنسان هي نتاج الفكر الإنساني العالمي الذي ساهمت فيه ثقافات العديد من الأمم، وفي مقدمتها الأمة العربية، التي تزخر ثقافتها بالكثير من القيم المُؤسسة لمباديء وقواعد حقوق الإنسان.
وأضاف بدلاً من أن تُنفِق هذه الدول والمنظمات وقتاً وجهداً ومالا في توجيه انتقادات مُسيسة ومُغرِضة بهدف التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، ندعوها إلى توجيه جهودها لوقف الانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها الأقليات واللاجئين في مجتمعاتها،فيما بات يسمى بـ “الإرهاب الأبيض” الناشيء من داخل هذه المجتمعات، والذي يتغذى على فكر متطرف قائم على اعتقادات عنصرية وتمييزية عفَى عليها الزمن وتجاوزها المجتمع الدولي منذ عشرات السنين، وقال إن هذه الممارسات للأسف تعود مرة أخرى في عدد من الدول الغربية،التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان ومباديء العدل والمساواة، هو ما يكشف زيف الشعارات التي تتغنى بها دائماً هذه الدول في تعاملها مع الآخرين.
وتابع قائلا “لقد انتهى العصر الذي تفرض فيها دول وصايتها على دول أخرى أو تُنصِب نفسها حكماً عليها، مهما كانت المبررات، وعلى جميع الدول و المنظمات المعنية بحقوق الإنسان احترام سيادة الدول العربية وعدم التدخل في شئونها الداخلية، والالتزام بالمباديء العالمية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان.
واضاف هذا ما يفرض عليها أن تتواصل مباشرة مع الجهات المعنية في الدول العربية لاستجلاء الحقائق من مصادرها الموثوقة، بدلاً من الاعتماد على مصادر مشبوهة ومعروفة بعدائها للدول العربية واستهدافها الدائم لأمنها واستقرارها.
وقال في ظل هذه الأكاذيب والادعاءات التي تتعرض لها دولنا العربية،من حقنا أن نتساءل: لماذا لم تتبنى هذه الدول والمنظمات مواقف قوية وواضحة تدين وترفض الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بشكل يومي، وكذلك الانتهاكات المُمنهجة التي تشهدها أبسط حقوق الإنسان في الدول العربية بسبب ممارسات التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المدعومة من الخارج.
…