السؤال الأول :فضيلة الشيخ نورالدين محمد طويل – حفظكم الله – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أنتم من أئمة فرنسا وعملكم في المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا ، هناك مرض خطير ( كرونا) تم انتشاره بسرعة في العالم حدثنا عن هذا المرض وموقف الإسلام من المرض بصفة عامة ؟
الجواب : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
نحن نعيش مع العالم ، والعالم اليوم يمر بمرحلة من اخطر المراحل في عصرنا وذلك بانتشار مرض كرونا بسرعة مذهلة ، لأن جميع الدول تضررت بهذا المرض ، فصار المرض كارثة إنسانية تبيد العالم ، فنحن ننظر الى الموضوع نظرة إنسانية قبل نظرة دينية، لأن الإنسان احترمته جميع الأديان ومن أعظمها ديننا الإسلامي ، بأن يعيش آمنا مطمئنًا ، والعيش الآمن المطمئن التمتع بالصحة ، فالإسلام دعى الى التداوي لهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تداووا ياعباد الله فان الله لم يضع داء الا وضع له دواء علمه من علمه وجهله من جهله ).
والشريعة الاسلامية جاءت للمحافظة على الدين والعقل والنفس والمال والعرض.
فالنفس لها قيمتها ومكانتها ، فكل ما ينبغي القيام للمحافظة عليها صارا أمرا واجبا ، وهو الاهتمام بصحة صاحبها .
المسلم يعتقد ان المرض والصحة من عند الله ، إنما المرض يأتي ليختبر الله عباده ليعلموا ان الأمور بيد الله .
وكذلك اهتم الاسلام بالعلم اهتمامًا كبيرًا فقال ( فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون) . فأهل الذكر من بينهم الأطباء ، فيجب اتباعهم في توجيهاتهم لان الله اختارهم وادع العلم في صدورهم .
السؤال الثاني : نرى كثيرا من الهيئات الاسلامية العالمية تصدر فتاوى بعدم الحضور الى الجمعة والجماعة بسبب هذا المرض تجنبًا لانتشاره وذلك لازدحام المصلين في المساجد فما رأيكم ؟
الجواب : ديننا دين يسر كما أراد المولى سبحانه وتعالى ( يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر ) وقال ( لايكلف الله نفسا الا وسعها ) فمن خلال التيسير نجد ان الفقهاء جزاهم الله خيرا بذلوا جهودهم لاستنباط الأحكام الفقهية لتعيش الأمة مع الرحمة ، وما هو موجود اليوم من كرونا الذي ينتشر بسرعة فليس بواجب الحضور الى المساجد للجماعة اوالجمعة وذلك تجنبا للمرض ، قال تعالى ( ولاتلقوا بايديكم إلى التهلكة ) .
فالجماعة لها شروطها فان لم تتوفر فلا وجوب في ذلك ، والأطباء اليوم يقولون انتشاره لازدحام الناس ، فصارت الجماعة غير واجبة بل البقاء في البيت أفضل وأعظم الى ان يفرج الله عن الأمة .
وجزى الله هيئة كبار. علماء المملكة العربية السعودية عند صدور فتوى بخصوص الرخصة في عدم شهود صلاة الجماعة أو الجمعة في حال انتشار الوباء اوالخوف من انتشاره مستدلين بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا سمعتم الطاعون بأرض فلاتدخلوها وإذاوقع بأرض وأنتم فيها فلاتخرجوا منها ).
السؤال الثالث : انتم في فرنسا تعيشون فيها ، وتم اتخاذ الإجراءات الوقائية من المرض منها منع التجمعات بأعداد كبيرة ، فماذا تنصحون المسلمين عامة والجالية القمرية خاصة ؟
الجواب : نحن نعيش في فرنسا بصفة مواطنين فرنسيين ، نعتبر أنفسنا اننا جزء من المجتمع الفرنسي ، فالمحافظة على صحة وسلامته أمر واجب علينا ، فنحن نتضامن مع السلطات الفرنسية من خلال الإرشادات الطبية ، لان السلطات اتخذت جميع الإجراءات للناس جميعًا دون تفريق ، فكيف بالمواطن الذي يتمتع بالأمن والأمان يعيش بعيدا عن المجتمع ؟
وكذلك يجب العودة الى الله بالتوبة وطلب المغفرة حتى يرفع الله مقته وغضبه عنا .
شكرا جزيلا فضيلة الشيخ : نورالدين محمد طويل
من أئمة جزرالقمر في فرنسا