التقينا اليوم بأحد رموز المسرح السعودي الذي حفر في الصخر ليكون له اسمه البارز في الاخراج المسرحي وكان نتاج العمل الجاد والسعي لتحقيق اعلى درجات النجاح أن صعد المسرح السعودي به وبالواثقين امثاله الى درجات عالية من التطور وأصبح له محبيه ومتابعينه وظهر الشغف بالعمل على عتبات المسارح في انحاء المملكة الحبيبة حيث تزاحم المحبين لمشاهدت العروض المسرحية التي اصبحت تواكب ما وصلنا اليه من تطور
كان لنا شرف اللقاء مع شخصية محببة ظهر دورها خلف الكواليس اكثر من العلن
سامي الزهراني يجيب على بعض التساؤلات بطريقة شيقة طغت على الحديث معه .
نرحب بالاستاذ القدير سامي الزهراني في البداية ونتمنى للجميع متابعة ممتعة
١- بما أن المسرح السعودي لازال في طور البناء حسب قول البعض
مالفائدة المرجوة من تسيد الاخراج على المسرح وهل جنى ثماره ؟.
– المسرح السعودي موجود منذ زمن بعيد من زمن دار قريش للتمثيل الاسلامي التي اساسها احمد السباعي ولم يكتب لها النجاح، منذ النجاحات التي حققتها جمعيات الثقافة والفنون في المسرح التي يشار لها بالبنان، منذ الجوائز التي حازت عليها الفرق الاهلية التي تأسست بعد وقبل اعتماد جمعية المسرحيين السعوديين، منذ المسرح الجامعي وكل ما حققه على الصعيد المحلي، العربي، الدولي، ما ذكرته سابقاً هو جزء من اشياء كثيرة حققها المسرح سابقاً، العملية الاخراجية في المسرح السعودي ساهمت بشكل واضح في تطور الاعمال والعروض المسرحية السعودية محلياً من خلال ممارسة العديد من المدارس الاخراجية والنجاح بها بل وصل التطور في الاخراج السعودي الى التجريب والنجاح على بعض الاجزاء في العرض المسرحي، خارجياً وعلى الصعيد الخليجي والعربي نجح المخرج السعودي على الظفر بجوائز على مستوى الاخراج في مختلف المهرجانات الخليجية والعربية وبمشاركة اكاديميين في العروض المنافسة في هذه المهرجانات .
٢ _ فكرة التجريب القائمة على تجاوز المألوف والتقاليد المسرحية وتخطيها ذلك لتنبع من فكر وفلسفة وعلوم متعالقة مع بعضها ،
هل له وجود بالمسرح السعودي واذا وجد هل طور من أداء الممثلين على خشبة المسرح ؟
– التجريب بالنسبة لي هو عبارة عن عملية رصد لنجاح فعل معين عندما تجرب في المسرح فأنت تجرب في فعل ضمن مجموعة من الافعال وبالتالي انت في المسرح تجرب في جزء من مكونات المسرح وترصد نجاحه يعني من الممكن ان نشاهد تجربة على مستوى الاضاءة، الاداء التمثيلي، الديكور وهكذا، وكل ما نشاهده من مدارس في الاخراج او حتى على مستوى الاداء هي اشياء مؤطر لها واصبح لها قواعدها وينتفي عنها التجريب، ومشكلة المسرح السعودي هي في الاساس مشكلة اطلاع، عند قيام فرقة ما بتطبيق منهج أو مدرسة معينة لم يكن المسرح السعودي يمارسها يطلقون على عملهم تجريب، غياب الاكاديميات المتخصصة مسرحياً في السعودية ادخل المسرح السعودي في متاهه كبيرة لان الاكاديميات تبحث في هذه المدارس والاشكال المسرحية المتجددة، عموماً المسرح السعودي حالياً اصبح مطلع كثيراً بعد الحضور المهم للمسرح السعودي خارجياً ولديه العديد من التجارب الناجحة اخراجياً التي أثرت بالتالي على اداء الممثل السعودي الذي قارع في الاداء العديد من الممثلين العرب وحصد الجوائز في مختلف المهرجانات .
٣ _ بما تقيس وعي المسرحيين للعلاقة بين المسرح والجمهور وأهمية التلقي لعروضهم المسرحية كملامسة هموم المجتمع ومشاكله بما يحقق رغباتهم ؟
– المسرح في الأساس من الجمهور وللجمهور وكل ما يقدم في المسرح هو من المجتمع ويقدم بطرائق فنية متعددة، نفور الجمهور هو من خلال استخدام هذه الطرائق من قبل الفنان المبدع لان الفنان المبدع يؤمن بتقديم العرض المسرحي بطريقة فنية جيدة تضمن له حضوره الابداعي بينما الجمهور أصبح راسخ في ذهنه الطريقة التقليدية والشكل الكلاسيكي وهذا نابع من كم المسرحيات التي تعرضها الوسائط المتعددة وخصوصاً التلفزيون فكونت ذائقة واحدة لدى الجمهور، حالياً وبعد الانفتاح الحاصل بالسعودية ورؤية المملكة 2030 واهتمامها بالمسرح سوف نرى اختلافاً كبيراً فيما سوف يقدم في المملكة العربية السعودية مسرحياً وسوف يكون اختلاف كبير للذائقة الجماهيرية التي سوف تتغير بالتأكيد على مستوى التلقي العام .
٤ _ مدى تقبل الجمهور للعروض المسرحية وتجاوبهم معها هل وصل للدرجة المأمولة؟
– حالياً يجب الاهتمام في كيفية جذب الجمهور للفعاليات المسرحية لأنه بالأساس ، الجمهور لم يعتد ان يكون في أجندته الاسبوعية حضور عرض مسرحي وبالتالي هناك حمل كبير جداً على المؤسسات المعنية بالمسرح فبعد أن تم الاعتراف الرسمي بالمسرح السعودي من قبل وزارة الثقافة ومن خلال أنشاء مبادرة المسرح الوطني وتأسيس هيئة المسرح والفنون الادائية اصبح بالامكان وضع العديد من البرامج والشراكات للتعريف بالمسرح على مستوى التعليم العام والجامعي وتطوير الكوادر المسرحية وتدريبها وأيضاً على مستوى التسويق الجيد للعروض المسرحية التي سوف تضمن بمشيئة الله وجود علاقة جيدة ما بين المسرح والجمهور .
٥ – أخيرا سيدي الكريم ومن واقع تجربتك تعتقد أن المسرح السعودي وضع في مكانته التي يستحقها ام لازال يتخبط يمنة ويسره ؟
المسرح السعودي في السابق صارع على مستويات عدة على مستوى التنظيم الاداري، التمويل، التسويق، البنى التحتية التي تكفل النجاح للعروض المسرحية واصبح كل ما تحقق من إنجازات للمسرح السعودي هي عبارة عن جهود فردية، اما الان وفي ظل التكوينات الجديدة التي قامت بها وزارة الثقافة أصبح من الضروري ان نرى حركة تقدميه على مستوى الفكر والتنظيم والفعل المسرحي المختلف التي نأمل أن تدفع بعجلة المسرح السعودي الى الامام .
في نهاية الحديث مع الزهراني نشكر له ونقدر ما منحنى من وقت رغم مشاغلة وننتظر مشاركته القيمة التي سيقدمها لجمهورة عن تجاربة المسرحية في الملتقى ومع حوار آخر إن شاء الله في وقت لاحق .