عبر الأثير ستسمع صوتها كما لو كان موسيقى ! تتمتع بخامة صوت إذاعية جميلة ، و قد أستطاعت أن تثبت وجودها في عام الإذاعة في وقت قياسي و قصير ، و لكن لم تكتف بهذا الأمر بل مضت في أغوار الأدب و دهاليز الشعر ، عشقت القوافي و الأبيات و وقفت أمام المنابر فكانت كما لو أنها قصيدة تلقي قصيدة ! هي تشبه قصائد البدر في رقتها ، و قصائد نزار في دقتها ، أحبت إلقاء الشعر منذ طفولتها فكبرت و كبرت أحلامها و مواهبها ، و ذات يوم أمسكت بالقلم فكتبت أجمل الروايات و من تلك اللحظة فُتِحت لها بوابة الأدب و مُنِحت لقب ( أديبة ) بعد أن توجِت مسبقاً بـ إعلامية بارعة ، إنها الروائية و الإعلامية : أميرة العباس التي مضينا بها نحو مضامير الأدب فتهادت بين تعالي الصهيل !
# نبارك لك صدور رواية ( سراب ) و نود منك أن تحدثينا عن مراحل كتابة الرواية ، هل كانت هناك طقوس معينة أو أحاسيس معينة مررت بها ؟
الله يبارك فيكِ .. مراحل كتابة رواية ( سراب ) تشبه تمامًا تلك اللحظات التي عشتها مع رواية ( و تاهت ) آن كتابتها ، ففي بادئ الأمر أكتب بشكل متقطع ثم تنهل عليّ الحروف في حالة زخم ! فأكتب بشكل متواصل ثم أطبع الكتاب ثم أنشره ، كما كنت أمر بمشاعر متطرفة ما بين شدة فرح أو شدة ترح .. مرات أجدني أحلّق في أقصى سعادتي و أخرى أجدف في بحر حزني ..
# رواية ( و تاهت ) كانت هداية للقارئ ، ماذا عن ( سراب ) هل هي حقيقة مؤكدة !؟
رواية و تاهت دارت أحداثها حول دراما اجتماعية ، و قد كتبتها من وحي الخيال .. بينما رواية سراب فهي تسلط الضوء على حالة اضطراب نفسي ، تعاني منها البطلة و قد تواصلت مع العديد من الأطباء النفسين أثناء كتابتها ، و أيضا تحكي سطور الرواية عن حب الأنثى في مرحلة العشرين و الثلاثين و كذلك الأربعين و الخمسين و مابعد .. و بالتأكيد جزء كبير من سراب ليس إلا حقيقة ! و ليس ضروري حقيقة تعبر عني بل عن آخرين .. و لعل رواية سراب تعبر عن نضج أدبي أكثر من وتاهت بحكم فارق الوقت و الخبرة ..
# هل شخصية ( سراب ) تشبه أميرة العباس ؟
ثمة أوجه شبه بيني و بين سراب ، و لكن سراب شخصية ليست سوية بل مضطربة ، و قد تشبهني في بعض نقاط الاتزان ..
# هل جاد لك أدب الرواية بما تريدين أم مازلت متأملة منه المزيد ؟
نعم .. مازلت أتأمل المزيد .. ببساطة لأن طعم النجاح لذيذ ! و حين تتذوق شيء لذيذ تشتهي الالتهام بكمية أكبر ..
# قيل بأن : ( الكتابة الروائية هي فن يتسم بالغواية ، و هي قادرة على الإمساك بعقل القارئ و روحه ) ، هل تتفقين مع ذلك ؟
أتفق بأن الكتابة الروائية فن يتسم بالغواية ، فالكاتب الروائي يستطيع إغواء عقل القارئ بطريقته الخاصة ،
فعلى سبيل المثال حين نقرأ عدد من الروايات في السنة الواحدة قد نقول عنها جميلة بينما قد يقولوا آخرين بأنها ليست على قدر من الجمال ، و هذا يدل على أن كل كاتب قادر على إغواء أو ارضاء مجموعة من القراء و كل قارئ يميل لكتّاب بعينهم دون عن سواهم ..
# ثمة مقولة تؤكد بأن ( الرواية هي من تقود الراوي وليس هو من يقودها ) و لكن أعتبرها بعض النقاد كذبة كونها تثير الكاتب لأفكار لحظية و سريعة مما قد تؤثر على قوة النص .. ما رأيك بذلك ؟
أن الإلهام الذي يأتي للكاتب هو لخطي و وقتي ،
و لكن دعيني أقول أن قوة النص تُوزن فيما بعد في مراحل قادمة ، صحيح الرواية هي من تقود الراوي ، و قد قال لي أستاذ كبير ( إذا بدأتِ في كتابة الرواية و أنتِ ملمة بنهايتها فأنتِ فاشلة ، لابد أن تكوني غير مدركة ماهي النهاية و ستجدين أنكِ ستواجهين فجأة شخوص جديدة و أحداث لم تكن بالحسبان )
و أمانةً حين كتبت روايتيّ ( و تاهت ) و ( سـراب ) لم أكن أعلم مالنهاية مسبقا ..
# دعينا ننتقل من ردهات الرواية إلى بحور الشعر ، من أين بدأ عشقك للشعر ؟
أنا من عائلة محبة للأدب و الشعر ، فيها العديد من الشعراء و قد ساهم ذلك في عشقي للشعر ، إضافة إلى كوني كنت ألقي القصائد و أنا طفلة صغيرة و قد شجعوني أهلي كثيرا ، و حين كبرت لمست حب الناس لطريقة إلقائي فزاد تعمقي أكثر ..
# برأيك القصيدة ماذا تمنح لشاعرها ؟
الاثنين مكملين لبعض ، فالقصيدة يوجد بها روح الشعر ، بمعنى أخذت منه روحه و في ذات اللحظة وهبته روحها ! ففي مضمار الشعر يحدث تبادل أرواح ..
# ما أقرب بيت شعر لقلبك ؟
تعبٌ كُلّها الحياةُ فما أعـ جبُ إلا من راغبٍ في ازدياد !
لـ أبو علاء المعري
# هل حصل و أن سالت دمعتك من أجل قصيدة ! و ماهي تلك القصيدة ؟
نعم .. و سأظلم الكثير من القصائد إن قلت سالت دموعي بسبب قصيدة أو قصيدتين .. أنا عمومًا شخصية عاطفية و حساسة ، القصائد الإنسانية و الاجتماعية العميقة تبكيني و كذلك قصائد الرثاء ، و قصائد الحب
و الفراق ، فأنا دمعتي قريبة جدا ..