كانت فرصة عظيمة أثناء زيارتنا إلى مدينة خورفكان عروسة الساحل الشرقي وهي من أجمل المدن الساحلية lفي دولة الإمارات العربية المتحدة ، ولكن الفرصة الأعظم وهي زيارتنا إلى إلى مكتب الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نجل حاكم الشارقة الأسبق الشيخ صقر بن سلطان بن صقر القاسمي، ليحدثنا عن مسيرة والده الأدبية والشعرية.
والشيخ صقر بن سلطان بن صقر بن خالد بن سلطان القاسمي تولى حكم إمارة الشارقة في الفترة 1951 إلى 1965 .
ويعتبر أحد أهم رواد الشعر بدولة الإمارات، وأصدر عدة دواوين شعرية وهي: ديوان وحي الحق، وديوان الفواغي، وديوان في جنة الحب، وديوان صحوة المارد، وديوان لهب الحنين.
والشيخ صقر القاسمي شاعر برز اسمه في الصدارة بين شعراء العربية، وقد وصف الشاعر الكبير “الاخطل الصغير” شعر الشيخ صقر بأنه “بشائر الفجر العربي” وخاطبه المبدع العربي فارس الخوري بقوله : ” أنت يا سيدي شاعر الأمراء غير منازع وأرجو لك أن تصير أمير الشعراء إذا تجردت لهذه الصناعة واتسع لها وقتكم” وقد احتفى بشعره الأدباء والنقاد وكتب عنه الكثيرون وأفردت له المجلات العربية الكبرى يومئذ صفحاتها فأصبح اسمه يرد مع الشعراء أكثر مما يرد مع الأمراء. ولكن إسم شاعرنا لم يعد مألوفا بكثرة لدى الأجيال الجديدة من الشبان لأنه في سنواته الأخيرة قبل رحيله تقاصر في نشر شعره وخاصة منذ أن طوقته العواصف وألمت به المحن والظروف الصعبة التي أبعدته بعض الشي عن الجمهور وإن لم يبتعد عن النخبة من كبار أهل الأدب والشعر. والحق أن المعوقات التي صادفته على شدتها لم تؤثر في شاعريته التي ظلت غزيرة فوارة وإن قللت من النشر. وفي النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين الماضي أخرجت المطابع مجموعة من قصائده في ديوان صغير بعنوان *” صحوة المارد”* ثم بعد ذلك في شهر في شهر نوفمبر من عام 1989م ، أصدرت *”دار العودة”* البيروتية المتخصصة في إصدار مجموعات كبار الشعراء العرب المعاصرين ديوان شاعرنا في مجلد ضخم نستطيع القول أنه ضم أغلب أشعاره ومع العقد العاشر من هذا القرن الواحد والعشرين الذي نحن فيه قامت ابنة شاعرنا الفنانة التشكيلية والكاتبة الروائية ميسون القاسمي بجهد كبير استطاعت جمع كل أشعار والدها في أربعة مجلدات ضخمة.
ويحدثنا ابنه الشيخ سعيد القاسمي والذي يشغل نائب رئيس مكتب حاكم الشارقة في خورفكان ، بأن والده الشيخ صقر متنوع الأغراض في شعره فهناك الغزل الرقيق والوصف والإخوانيات ولكن الطابع الغالب على شعره هو التوجيه القومي بصفة عامة فهو عروبي شديد التمسك بعروبيته والجهر بها والإصرار عليها وهو وحدوي يؤمن بوحدة الأمة العربية وبضرورة هذه الوحدة .
وقد عايش الشاعر أغلب تلك النكسات والمصائب. وزاد من حساسية شعره ما واجهه هو ذاته من معاناة شخصية قادته نحو النفي عن وطنه ليعيش مغتربا ويقول شاعرنا:
*حب العروبة والأوطان حبب لي أن أنشد الشعر في قومي و أوطاني*