تحظى المنطقة العربية باهتمام بالغ من القوى العالمية الكبرى نتيجة ما يتوفر فيها من قدرات اقتصادية هائلة ، علاوة على الموقع والطقس المناسب طوال فترات العام مما يجعلها قبلة للسياحة ، بالإضافة الى الموقع الاستراتيجي والجيبولوتيكي الهام حيث تبلغ مساحة الوطن العربي حوالى 14 كم2 ، كما يتميز بوجود المواد الاستراتيجية الاولية الهامة، بالإضافة الى أنه حلقة الوصل بين العالم شرقه وغربه ، وشماله وجنوبه، وتحكمه في اهم طرق المواصلات البحرية والجوية، وهذه السمات لها ارتباط قوي بمصالح القوى الكبرى واستراتيجياتها السياسية، والعسكرية، والأيديولوجية ذات التأثير الهام في التوازن الدولي ، مما جعله محطة انظار العالم، بما يتمتع به من عناصر القوة التي تمنحه ثقلاً استراتيجيا اقليمياً وعالمياً، والتي يمكن استغلالها لصالح العالم العربي وأمنه القومي، حيث يمثل العالم العربي من الناحية الجغرافية اقليما واحداً ومتكاملاً ممتداً من الخليج العربي الى المحيط الاطلسي، وهذا يمنح الامة العربية مقوما هاما من مقومات بناءها وكيانها ،حيث يوفر كبر المساحة ميزة العمق الاستراتيجي كما يشرف على العديد من البحار والمحيطات كالمحيط الهندي، والاطلنطي، والبحرين المتوسط والاحمر، والخليج العربي ، وكذلك بعض المضايق الحاكمة كمضيق هرمز، باب المندب، قناة السويس، مضيق جبل طارق، الامر الذي يهي للعالم العربي الاشراف على خطوط الملاحة الرئيسية العالمية، وحركة التجارة الدولية. ويقع مركز الثقل الاقتصادي والمادي في الجزء الاسيوي حيث دول الخليج ، ومن المنظور الاستراتيجي يقع العالم العربي في منتصف العالم جنوب كل من اوروبا، وجنوب غرب دول شرق اسيا الوسطى وروسيا، ويحتل الجزء الشمالي من افريقيا، وتميزت هذه المنطقة بإنتاج ثلث بترول العالم وثلثي الاحتياطي العالمي، ويمر بالوطن العربي خطوط البترول الحيوية الخاصة بمصر، والسعودية، والعراق، وخطوط انابيب المغرب العربي. كما يعتبر العالم العربي الممر الرئيسي لخطوط الملاحة والتجارة العالمية حيث يقع عند ملتقى ثلاث قارات: اسيا، افريقيا، وأروبا ويتحكم في الممرات والمضايق المائية الحيوية. وايضا يعتبر العالم العربي محطات رئيسية لخطوط الطيران الدولية نظراً لتوسطه بين الشرق والغرب، كما يعد سوقا استهلاكيا كبيرة للسلع مما دفع الدول الكبرى للتنافس عليه. آما من المنظور الديموغرافي فيمثل سكان الوطن العربي رصيداً بشريا هائلاً متمشياً مع التطور التكنلوجي، كما يشكل عنصراً مهما للبنية التحية الاقتصادية، حيث يبلغ عدد سكانه أكثر من 370 مليون نسمة، عام 2014م ترجع اعراقه واصوله الى مجموعة واحدة، حيث تتميز هذ الامة بالتجانس الاثني، بفضل العوامل البشرية التي سادت هذا الوطن. ودعم ذلك التجانس، البيئة الجغرافية، ووحدة العقيدة، . واللغة، والعادات والتقاليد. ومن المنظور الاقتصادي يشكل الوطن العربي جزءاً متكاملا اقتصاديا من حيث العنصر البشري المؤهل، والموارد الصناعية والزراعية، وايضا القدرات المالية والنقل، والسوق المتسعة . ومن المنظور الحضاري لعلّ آخر حضارة مرّت على الوطن العربي وما زالت قائمة حيّة فيه هي الحضارة الإسلاميّة، التي كانت مسبوقة بمجموعة من الحضارات القديمة في الوطن العربي ومحاطة بحضارات أخرى، الذي جعلها بيئة خصبة لميلاد الحضارة الإسلامية، وازدهارها وتطوّرها، سواء في الجزيرة العربية، أو في مصر أو في بلاد الشام، حتى في المغرب العربي ، والتي مرَّت بمراحل عديدة من الارتِقاء والتطور حتَّى وصلت في النهاية وأورثت كل ذلك للبيئة الجغرافية والثقافية التي استقبلت الحضارة الإسلاميّة. وبما أن الوطن العربي يعتبر شريان حياة العالم فيجيب على المجتمع الدولي ممثلاً في ( الامم المتحدة)، التي من مهامها حفظ الأمن والسلم الدوليين، وهذا هو الهدف الرئيسي الذي من أجله أنشئت، وأطلاقا من مسؤولياتها جعل هذا الجزء المهم والحيوي اكثر استقرارا وأمناّ، بتبني رؤية شمولية لحل النزاعات المسلحة، وتحجيم الاطماع التوسعية لبعض الانظمة في منطقة الشرق الاوسط، حتى يضمن العالم استمرار تدفق هذا الشريان النابض بالحياة، ويتحقق الأمن الانساني.
ماجستير في الأمن الإنساني .