” عذبة الصوت ” و لا تستطيع حين تُرهِف مسامعك لها سوى أن تستشعر العذوبة من حولك
و كأن نهر قد سال أمامك ، فنهلت من عذوبته دون اكتفاء ! صوتها يشبه رقة المطر في انسيابه و كأن للمطر نبرة قد اختبأت في حنجرتها ! هي غيمة تهطل في سماء الفن ! و هي وردة زُرِعت في بساتين الطرب ..
سُميت بـ ( مجنونة محمد عبده ) لعشقها الكبير لهذه القامة الفنية و لافتتانها بأغنياته ، تملك ذائقة فنية رفيعة تسمو بها و تسافر ، استطاع فنان العرب أن يجعل منها مزيج من أغنية ! إذ أن نبضها يغني تارة ” مذهلة ” و أخرى ” بنت النور ”
تجزم بأن عمق التأثير الذي يحدثه احساس محمد عبده عليها جعلها تبرز إحساسها بصورة أكبر ، كأنها حققت شخصية فنية متفردة !
تقف بين ريادة الأعمال و الفن و تطمح لوضع بصمتها في العمل التطوعي ، حاصلة على بكالوريوس العلوم في إدارة الأعمال تخصص علم ريادة الأعمال ” التكنولوجيا و الابتكارات ”
إنها المبدعة دلال الدليمي ..
# كونكِ عشتِ بين فرنسا و الولايات المتحدة ، هذا الأمر جعلكِ ترغبين في تغذية لغتك الأم ( العربية )
، حدثينا أكثر حول ذلك ؟
ما جعلني أسعى لتغذية لغتي العربية أن أغلب الأهل و الأصدقاء كانوا يزوروننا في فرنسا في العطلات الصيفية ، وكنت لا أفهم حديثهم كما يجب ، حيث درست منذ صغري في مدارس فرنسية ! كما أن السبب الذي جعلني أبحر في اللغة العربية أن والدي كان يهوى سماع فنان العرب محمد عبده ، و كوكب الشرق أم كلثوم ، و قد تأملت اللغة من خلال أغانيهما وكنت أسأل أبي عن بعض الأغنيات التي أثارت مسامعي.
# حين يقضي المرء فترة طويلة من حياته خارج أسوار بلده غالباً ما يواجه متغيرات في العادات والثقافات ، كيف واجهتِ هذا الأمر ؟
اصطدمت باختلاف الثقافات ، و حتى في بناء الصداقات ، صعب جداً أن تكبر في بلد و تكون علاقات و من ثم تغادر ذلك البلد لتذهب لمكان آخر وتبني صداقات جديدة ، أذكر حينها كنت طالبة و أختلف عليّ الأمر تماماً حتى في تلقي المواد الدراسية فالمعلمين كانت تختلف طريقتهم عما تعودت عليه ..
# دعينا ننتقل بالحديث إلى تخصصك الأكاديمي ( ريادة الأعمال التكنولوجية ) ما أهم ما يجب اتباعه في أولى خطوات انشاء مشروع تجاري إلكتروني ؟
أهم خطوة في إنشاء مشروع تجاري إلكتروني هي ( اختيار السوق المناسب ) ، و تتم عمل الاختيار بناءاً على بحوث دقيقة تبين مدى تقبل السوق للفكرة و مدى نجاح العمل .. كما أن التفرغ من الخطوات الهامة لنجاح المشاريع الالكترونية ، أيضاً أن يكون المُقدِم على المشروع انسان صحي نفسياً و جسدياً ..
# كونكِ ابنة الكويت فهذا بلا شك سيغذي موهبتك الفنية لاسيما و أن الكويت مهد الفنون و قد عُرِفت بفنانيها الكبار و بجمهورها المتذوق .. ما أثر ذلك عليكِ ؟
أنا فخورة كوني كويتية و حاولت أن أنشئ أول مطعم كويتي في أمريكا ، وكذلك قمت بعمل مشروع يعبر عن ثقافتنا و يتضمن جُمل و كلمات كويتية و كان هدفي نشر هويتنا في الولايات المتحدة ، الكويت بلد الفنون و الانسانية
و الحضارة ، أجدادي كانوا متعمقين في ( الغوص) والذي كان له علاقه بالفنون ، حيث ارتبط قديماً بالعديد من الاغنيات التراثية ، و تأثرت بالفن كوّن أجدادي كانوا مبحرين في ذلك العالم ..
# مؤخراً برز نجمك في السعودية في بعض الصوالين الفنية .. حدثينا عن ذلك ؟
تربطني بالسعودية علاقة حب كبيرة ، كوّن أمي جذورها سعودية و جدي لأمي هاجر للكويت الوحيد من اخوانه ، غير أن عائلة أبي تنحدر من نجد ، لذلك السعودية تجري في دمي ، و كذلك الفن السعودي ينبض في قلبي ، و من هذا الحب أتتني دعوات إلى الصوالين الفنية السعودية ..
# عشقك لفنان العرب محمد عبده يبدو جلياً و واضحاً ، و صوت أبو نورة يهذب كل ماحوله فما الذي أحدثه صوته على ” دلال ” ؟
لا أستطيع الحديث عن محمد عبده دون أن أبكي !
سأحاول الحديث دون بكاء ، و دعيني أقول أن الكثير من الناس سموني بـ ( عاشقة محمد عبده )
و ( مجنونة محمد عبده ) و سبب حبي لفنان العرب يعود لحبي لكل ما هو أصيل ( الفن الأصيل ) و ( الروح الأصيلة ) كما أنه يذكرني كثيراً بأبي
و جدي ، هذا الرجل أثره عليّ بأنه أنقى و أنظف صوت سمعته في هذه الحياه ، هو الكنز الفني الثمين .. أعجز عن الحديث عن تأثيره عليّ ،
و صدقيني فأنا أحتاج لأغنيات أبو نورة تماماً كاحتياجي للماء و الهواء ، و دعيني أقول بأن أبو نورة له تأثير عظيم على كثير من الناس ..
# كتبتِ في إحدى المواقع الالكترونية بجانب اسمكِ ” عذبة الصوت ” و بالفعل ثمة عذوبة لا متناهية تنساب من صوتك ، بماذا تشعرين و أنتِ تغنين ؟
أشكرك على المديح ، حين أغني أشعر و كأني في عالم ثاني، وكأني طائر يحلِّق بعيداً ، و دائماً حين أغني و إن كنت وحدي يخيّل لي بأني أقف على مسرح ما أمام جمهور كبير يشبه جمهور أم كلثوم وكأني أسمع التعليقات و التصفيق الحار ..
# كيف ترين الساحة الفنية الخليجية في الوقت الراهن ؟
أرى بأن الفن أصبح ( صفقة تجارية ) فمن يملك المادة صار قادراً على أن يصل و إن لم يكن ناجحاً
و هذا الأمر كفيل بتدمير الفن ! فالشاعر المبدع أو الملحن الناجح أصبح لايستطيع أن يبرز اسمه ، فأصبحت الساحة الفنية تفتح أبوابها لمن يملك المال لا من يملك الموهبة ! لذا نجد أسماء عديدة ظهرت و هي لا تملك قدرات عالية في المجال الفني ، كما ثمة أغنيات هابطة تغزو الساحة و لكن كيف نلوم المغني و ( الجمهور عايز كدا ) !!
# هل ثمة جهة تستندين عليها أو تتلقين الدعم منها ؟
وزارة الاعلام لم تقصر في دعم الشباب و لله الحمد وجدت منهم الدعم المطلوب ، و أوجه شكري لتلفزيون الكويت و إذاعة الكويت وكذلك للشيخ فهد المبارك و لوكيل التلفزيون الأستاذ سعود الخالدي ..
# بماذا تحلمين ؟ و أين ترين نفسك بعد عشرة أعوام ؟
أتمنى أن يتكلل مشروعي بالنجاح حيث أسعى لعمل مشروع إلكتروني وهو عبارة عن تطبيق يحل مشكلات الشحن ، كما أسعى إلى الذهاب للولايات المتحدة حتى أبحر في مجال الغناء باللغة الانجليزية لاسيما أنني أؤمن بأن الموسيقى هي لغة الشعوب و هي عامل سعادة و فرح ، و أنا أتمنى الوصول لقلوب الناس من خلال الموسيقى ،
أيضاً أطمح إلى الدخول لمجال العمل التطوعي و أن أبني جمعيات تحارب الفقر و الجوع و أن أبني مساجد في مدن عديدة من العالم ..