ويأتي الموقف المصري غداة إبداء إثيوبيا “خيبة أملها” من جهود الولايات المتحدة الأخيرة لحل النزاع، وإشارتها إلى أن التوصل إلى اتفاق قد يكون مسألة بعيدة المنال.
وكانت أديس أبابا قد تغيّبت عن جولة المحادثات الأخيرة وأكدت في بيان أصدرته السبت أنها “لا تقبل اعتبار أن المفاوضات.. استُكملت”، مشيرة إلى “مسائل عالقة” بدون تفاصيل.
والأحد، اعتبرت وزارتا الخارجية والري في بيان مشترك أن “البيان الأثيوبي قد اشتمل على العديد من المغالطات وتشويه الحقائق بل والتنصل الواضح من التزامات أثيوبيا”.
وتابع أن الوزارتين تبديان “رفضهما التام لما ورد في البيان الأثيوبي من إشارة إلى اعتزام أثيوبيا المضي في ملء خزان سد النهضة على التوازي مع الأعمال الانشائية للسد، وليس ارتباطاً بالتوصل إلى اتفاق يراعي مصالح دول المصب ويضع القواعد الحاكمة لعمليتي ملء السد وتشغيله بما لا يحدث أضراراً جسيمة لها”.
واعتبرتا أن هذا الأمر “ينطوي على مخالفة صريحة للقانون والأعراف الدولية وكذلك لاتفاق إعلان المبادئ المبرم في 23 مارس(آذار) 2015 والذي نص في المادة الخامسة على ضرورة الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد قبل البدء في الملء”.
جدّدت الوزارتان التأكيد على أن “الاتفاق العادل والمتوازن الذي بلورته الولايات المتحدة والبنك الدولي قد جاء بمشاركة كاملة من قبل أثيوبيا”.
وأوضحتا أن “ما تمت بلورته في اجتماع واشنطن الأخير جاء نظراً لغياب أثيوبيا المتعمد ويتسق تماماً مع أحكام القانون الدولي”، مشيراً إلى أن ما تم التوصل إليه خلال جولات المفاوضات المكثفة بين مصر والسودان وأثيوبيا على مدار الأشهر الأربعة الماضية “يمثل حلاً وسطاً عادلاً ومتوازناً”و”يحقق مصالح الدول الثلاث ويمثل الحل للقضايا العالقة”.
ترى أثيوبيا أن السد ضروري من أجل تزويدها الكهرباء وعملية التنمية بينما تخشى مصر أن يؤثر المشروع على إمداداتها من النيل الذي يوفّر 90% من المياه التي تحتاج اليها للشرب والري.