بلغ الاستعصاء حدّه في الأردن، الثلاثاء، بعد تصريحات رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز عبر التلفزيون الرسمي، حول أزمة المعلمين، وتمسك الحكومة بموقفها إزاء تلك الأزمة المتفاقمة منذ أيام.
فقد لمح الرزاز في تصريحاته إلى اللجوء للقضاء في حال تعنت نقابة المعلمين واستمرارها في الإضراب الذي سيدخل يومه الرابع، فيما أعاد طرح العلاوة التي تصل في بعض الحالات إلى 250% شريطة ارتباطها بالأداء الوظيفي.
في المقابل، رفضت نقابة المعلمين كافة المقترحات الحكومية، التي تبتعد عن مطلبهم الرئيسي بالموافقة على علاوة 50% تشمل كافة المعلمين دون تمييز أو شروط.
وكان الرزاز أشار خلال مقابلة تلفزيونية إلى أن الحكومة توصلت مع مجلس نقابة المعلمين السابق إلى مرحلة متقدمة بهذا الشأن لتصل الحوافز إلى 25% مرتبطة بالأداء الوظيفي، إلا أن المجلس الحالي رفض أي شروط مقترنة بالعلاوة، مضيفاً أنه لا يمكن مكافأة المعلم المتميز بنفس باقي المعلمين. كما اعتبر أن “العملية التعليمية لا يؤمن بها سوى قلة من المعلمين يعتبرون التعليم وظيفة، ولا يجوز بالتالي مساواتهم بزملائهم المؤمنين برسالة المهنة”. وأكمل قائلاً “لا يجوز أن يتضارب حق الطالب في التعليم مع الحق في التعبير”.
يذكر أن أكثر من مليون ونصف المليون طالب وطالبة تضرروا من الإضراب الذي أعلنت عنه نقابة المعلمين، الخميس الماضي، بعد وقفة احتجاجية مُنعت من التقدم إلى محيط “الدوار الرابع” حيث مقر رئاسة الوزراء، لتتحول بعدها إلى صدامات ومواجهات مع الأمن الذي استخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
ومع بداية العام الدراسي في الأردن، تواجه المسيرة التعليمية أزمة تعتبر الأولى من نوعها، خاصة مع تشدد جميع الأطراف بمواقفهم. وقد خلفت تلك التطورات استياء عارما بين صفوف الطلبة وأولياء الأمور في ظل غياب حلول تلوح في الأفق، واستمرار الحال على ما هو عليه منذ خمسة أيام.
وتعليقاً على الموضع، قال الناطق باسم نقابة المعلمين نور الدين نديم لـ”العربية.نت” إن مجلس النقابة تفاجأ بتصريحات رئيس الحكومة وتمسكه بموقفه، ما أثار غضب المعلمين.
وأكمل: “كنا نتوقع أن يكون تصريح رئيس الوزراء فيه حل، لكنه أصبح جزءا من المشكلة”، مبينا أن الرزاز قلب طاولة الحوار مع أن النقابة كان لديها بصيص أمل حول الاجتماع مع الحكومة، خاصة بعدما دعت وزارة التربية والتعليم وعدد من أعضاء مجلس النواب الأردني إلى الحوار والاجتماع على طاولة واحدة للخروج بحلول ترضي كافة الأطراف وتصب في مصلحة الطلبة والمعلمين، لكن الاجتماعات السابقة خرجت دون حلول.
وفي سؤال لـ”العربية.نت” حول موعد انتهاء الإضراب، أكد أنه “وسيلة وليس هدفا، مهمته إيصال صوت المعلم، على أمل أن يكون في الأيام المقبلة مبادرات لتصويب المسار والعودة إلى طاولة الحوار لتشمل الحلول كافة الأطراف المعنية في الخلاف الحاصل”.
إلى ذلك، دعا نديم من خلال “العربية.نت”، الحكومة للحوار مرة أخرى بهدف تقريب وجهات النظر والاتفاق على خارطة طريق يكون فيها حوار حقيقي ثابت لا يتغير، مضيفا أن هذا الحوار الذي ندعو إليه هو بناءً على الرسالة التي وجهها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس، والتي ترتكز على مراعاة تحسين الوضع المعيشي للمواطن، مبينا أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات وإشراك المواطن في صنع القرار.
كما أضاف: “نحتاج إلى إدارة أزمة وليس من المنصف استخدام الطلاب أو الأهالي أداة لحل المشكلة، ولا بد من خلق أجواء تليق بحوار صحي، وما يدعو لطاولة الحوار هو الثوابت الوطنية”.
وردا على تصريحات الرزاز، قال نائب نقيب المعلمين ناصر النواصرة في بث مباشر من خلال صفحة النقابة عبر موقع فيسبوك مساء الثلاثاء، إنها “غير مسبوقة وتزيد من تأزيم الموقف”، مشيرا إلى أن رئاسة الوزراء هي صاحبة القرار في ذلك. وأكمل النواصرة قائلاً “باب الحوار ما زال مفتوحا على الرغم من تصريحات الرزاز التي أغلقت باب الحوار”.
ولا يزال إضراب المعلمين حديث الشارع الأردني، في وقت ينتظر فيه أكثر من مليون ونصف المليون طالب وطالبة عودتهم إلى المقاعد الدراسية بعد إضراب شارف على إنهاء أسبوعه الأول دون تحديد موعد لنهايته.