أنفقت الأندية السعودية الملايين على تدعيم صفوفها، لكن الاستقرار ربما يكون العنصر الأكثر تأثيرًا في ترجيح كفة الغريمَيْن التقليديَّيْن النصر والهلال؛ للتنافس مجددًا على لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، مع انطلاق الموسم الجديد اليوم الخميس.
فبعد صراع مثير على الصدارة الموسم الماضي، انتزع النصر اللقب بفارق نقطة واحدة عن الهلال؛ حيث كان فارق النقاط ضخمًا مع أقرب منافسي الفريقين، إذ ابتعد التعاون صاحب المركز الثالث بفارق 13 نقطة عن الهلال الوصيف.
وأبقى النصر على البرتغالي روي فيتوريا، مدرب بنفيكا السابق، بعدما ترك بصمة منذ تعيينه في يناير الماضي، من خلال قيادة الفريق لتعويض فارق كبير من النقاط وانتزاع اللقب بعد 11 فوزًا في آخر 12 مباراة، بما في ذلك الانتصار 3-2 على الهلال بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع.
ونجح النصر في الاحتفاظ تقريبًا بأغلب التشكيلة التي ساهمت في فوزه باللقب، باستمرار المغربي عبدالرزاق حمد الله، هداف الدوري برصيد 34 هدفًا، وهو رقم قياسي في موسم واحد، في قيادة الهجوم بجانب مواطنه نور الدين أمرابط والنيجيري أحمد موسى.
وفي الوقت الذي رحل فيه المهاجم الدولي محمد السهلاوي عن النصر متجهًا إلى الشباب بحثًا عن فرصة اللعب بشكل أساسي، فإن حامل اللقب تعاقد مع المهاجم الواعد عبدالفتاح آدم بعد موسم مذهل مع التعاون، كما ضم صالح آل عباس هداف نجران، وفقًا لتقرير وكالة «رويترز».
وتلقى النصر دفعة إضافية قبل انطلاق الدوري بعدما تأهل إلى دور الثمانية في دوري أبطال آسيا بتفوقه 4-3 في النتيجة الإجمالية على الوحدة الإماراتي بفضل ثنائية لحمد الله وثنائية للبرازيلي جوليانو.
ويبدو موقف الهلال متشابهًا مع النصر، فاحتفظ بلاعبيه الأجانب البارزين مثل الهداف الفرنسي بافتيمبي جوميس والإيطالي سيباستيان جيوفينكو، كما ضم أندريه كاريو لاعب منتخب بيرو بشكل نهائي بعد فترة إعارة ناجحة.
وظهر الهلال بشكل مبشر في بداية الموسم تحت قيادة مدربه الجديد رازفان لوشيسكو بصعوده إلى دور الثمانية في دوري الأبطال على حساب منافسه الأهلي بانتصاره 4-3 في مجموع المباراتين في أول اختبار لمدربه الروماني.
وقال لوشيسكو بعد تعيينه في يونيو الماضي: «أعلم حجم الحماس والطموح الكبير لدى الجماهير وأشعر بمسؤولية كبيرة تجاه ذلك. سأبذل قصارى جهدي مع فريقي المعاون لإسعاد جماهير الهلال وتقديم موسم ناجح».
وسيحاول الأهلي من جانبه، العودة إلى المنافسة بجدية على اللقب، ولجأ إلى شرق أوروبا بتعاقده مع الثنائي البوسني إلفيس ساريتش وإرفين زوكانوفيتش والصربي دانييل أليكسيتش إلى جانب تعيين المدرب المخضرم برانكو إيفانكوفيتش..
ويأمل الأهلي الذي حل في المركز الرابع الموسم الماضي، أن يتمكن من استعادة توازنه في الموسم الجديد، غير أن البدايات تبدو غير مبشرة؛ حيث خرج الفريق من دوري أبطال آسيا، فضلًا عن نشوب أزمة كبيرة بين النجم الأول للفريق، السوري عمر السومة، والمدير الفني الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، حينما ألقى السومة بقميصه على الأرض خلال مواجهة الهلال احتجاجًا على عدم إشراكه، في الوقت الذي كان الفريق في أَمَسِّ الحاجة لجهوده.
ويبدو أن المدير الفني الكرواتي فَقَدَ كثيرًا –وبشكل مبكر للغاية- ثقة جماهير الأهلي بعدما أدار مباراتي الفريق أمام الهلال بشكل غير مفهوم بالإبقاء على عناصر ذات أهمية كبيرة على مقاعد البدلاء، وهو ما كلف الأهلي توديع المسابقة القارية.
وبعد صراع مرير للهروب من الهبوط الموسم الماضي، يأمل الاتحاد، بطل آسيا 2004 و2005، أن يقدم صورة مختلفة في الموسم الجديد.
وأظهر الاتحاد، الذي ضم الأرجنتيني إميليانو فيكيو والتشيلي لويس خيمنيز والواعد هارون كمارا، مؤشرات جيدة وتأهل إلى دور الثمانية في دوري الأبطال بعد الفوز ذهابًا وإيابًا على زوب آهان الإيراني والتفوق 6-4 في مجموع المباراتين.
أما الشباب فتبدو رغبته قوية في للعودة للمربع الذهبي على الأقل.. وأبرم النادي العديد من الصفقات لتدعيم صفوفه، ومنها محمد السهلاوي والأرجنتيني كريستيان جوانكا والكولومبي دانيلو أسبريا.