أعلن المدنيون والمسلحون في قوى الحرية والتغيير التي تقود الحراك في السودان في الساعات الأولى من صباح أمس، التوصل إلى اتفاق بينهما بعد مشاورات طويلة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وأمن الاتفاق الذي أذيع في مؤتمر صحفي بأديس أبابا على الإسراع بتشكيل السلطة الانتقالية المدنية في السودان.
وقال القيادي بقوى الحرية والتغيير وجدي صالح، إن مهام السلطة الانتقالية الأولى ستكون تحقيق اتفاق سلام شامل يبدأ بإجراءات تمهيدية عاجلة تم الاتفاق عليها، تعمل على خلق المناخ المؤاتي للسلام. وأوضح أنه تم الاتفاق على هيكل يقود قوى الحرية والتغيير طوال المرحلة الانتقالية لإنجاز مهام الثورة، ستتم إجازته بإجراءات محددة، وأشار إلى أنه تم الاتفاق عليها دون أن يوضح مزيداً من التفاصيل حولها. وأضاف صالح أن قوى الحرية والتغيير صاغت رؤيتها الموحدة حول الاتفاق السياسي والإعلان الدستوري والتي تستجيب لمطالب الشعب في تحقيق السلام العادل والتحول الديمقراطي. وأشار إلى أن الاتفاق ناقش جذور الحرب والسلام الجوهرية والمشكلة السودانية وتهدف عبره قوى الحرية إلى فتح الطريق واسعاً من أجل الوصول إلى اتفاق سلام شامل مع حركات الكفاح المسلح كافة. ولفت صالح إلى أن الاتفاق يمهد للسلام الشامل بصورة عاجلة فور البدء في الانتقال إلى الحكم المدني.
وأكد من جانب آخر، أن استحقاقات السلام وإقامة النظام المدني الديمقراطي لا صلة بها بالمحاصصات بل هي قضايا واجبة الحسم لإعادة هيكلة الدولة السودانية واستيعاب مجموعات الشعب السوداني في العملية السياسية.
ودعا صالح الجوار الإقليمي لدعم طموحات الشعب السوداني، ولفت إلى أن الاتفاق يخلق أرضية صلبة لتصعيد نضال الشعب وعمله الجماهيري من أجل السلام وتحقيق السلطة المدنية. ووفق التسريبات، فقد اتفق الطرفان أيضاً على تسمية رئيس وزراء واحد لإدارة الفترة الانتقالية، على أن يبدأ مهامه خلال شهر.
وكان المجلس العسكري وقوى التغيير وقعا الأسبوع الماضي بالأحرف الأولى اتفاق «الإعلان السياسي».
الى ذلك أعلن الممثل الدائم للاتحاد الإفريقي لدى السودان السفير محمد بلعيش، استئناف التفاوض بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، غدا السبت في الخرطوم لدراسة الوثيقة الدستورية والتحضير لاستكمال كل الترتيبات المتعلقة بالاتفاق السياسي. وأوضح بلعيش أن الهدف من استئناف الاجتماعات تحقيق أهداف الثورة السودانية المجيدة في الحرية والتغيير والديمقراطية وبناء الاقتصاد محاربة الهشاشة والإقصاء.
وكان المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير قد وقعا في السابع عشر من الشهر الجاري بالأحرف الأولى على «الاتفاق السياسي» لتقاسم السلطة بين الجانبين.