شنت الإعلامية الكاتبة اللبنانية المعروفة الزميلة راغدة حلبي هجوما لاذعا مغلفا بالسخرية الأدبية المهنية الراقية من وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل.
وذلك على إثر تغريدة له في حسابه الرسمي عبر تويتر تهجم من خلالها على السعوديين متهكما بحسب زعمه(في لبنان عمالة سعودية،والعمالة اللبنانية أولى بخيرات لبنان من العمالة السعودية).
وهي التغريدة التي أثارت غضب السعوديين بذات القدر الذي أثارت فيه حفيظة المنصفين من اللبنانيين أنفسهم وفي مقدمتهم الزميلة راغدة حلبي..
حيث دونت مقالتها القشيبة على صفحات مدونتها الأنيقة تعقيبا على تغريدة جبران باسيل وزودت في اتصال خاص الأنباء العربية بنسخة من مقالتها الصارخة بالنقد والإنصاف للسعودية حكومة وشعبا من خلال حزمة من الاعتذارات الرقيقة بالنيابة عن لبنان وماتفوه به وزير خارجيتها جبران باسيل.
وبينما عنونت الزميلة راغدة الحلبي مقالتها في التيكر بالمانشيت:(إلى الأخوة السعوديين الكرام:سامحوه فقد استرسل في الكلام)
استهلت الزميلة راغدة حلبي مقالتها بتحية تقدير ومحبة واحترام..وأردفت قائلة:
لقد ساءنا الكلام غير الصحيح الذي تفوه به وزير الخارجية اللبناني الأستاذ جبران باسيل بأن في لبنان عمالة سعودية وأن العمالة اللبنانية أحق بالدفاع عنها بوجه أي عمالة أخرى.
نعتذر منكم لأنه بكلامه هذا قد تسبب في إغضابكم..بل وفي التقليل من شأنكم وشأن دولتكم الكريمة.
واستدركت الزميلة راغدة الحلبي قائلة:
صحيح أن العمل مهما كان ليس عيبا..لكن العيب يكمن عندما نتحدث عن أمور غير متواجدة في دولة عظيمة تحرص على مصلحة أفرادها،وجميع مواطنيها.
اعذروه..إذ يبدو أن معاليه لايعرف أن السلطات السعودية تسعى جاهدة لتوفير سبل الراحة وفرص العلم والعمل لأبنائها وتعمل بجد واجتهاد لدعم الشباب السعودي ودفعه نحو متابعة علومه ودراساته كي يبني مستقبله في أرض وطنه فتدفع له المكافآت الشهرية مقابل أن يكمل دراسته الجامعية،وترسل المتفوقين في بعثات إلى الخارج على نفقة الدولة لمتابعة دراساتهم ليعودوا بناة مطورين وطنهم.
واسترسلت الزميلة راغدة حلبي بلغة صحفية راقية،ومهذبة ساخرة من موقف ورأي وزير الخارجية جبران باسيل طالبة من السعوديين مسامحته لاعتبارات..قالت فيها:
سامحوه..لأنه بدا وكأنه يعتقد بأن نهج الدولة السعودية مطابق لنهج الدولة اللبنانية فاعتقد أن دولتكم تستخف بشبابها وتحرمهم من أبسط حقوق العيش الكريم،وتفرض عليهم الضرائب،وتضع المخططات لتجويعهم،وتهجيرهم من وطنهم وتدمير طموحاتهم وأحلامهم ومستقبلهم.
سامحوه..ربما أخطأ في الكلام..لأنه سمح لعقله أن يتمادى في الخيال..فخيل إليه أن الشباب السعودي كشباب لبنان.
مظلوم،ومقهور،ومحروم من أبسط حقوقه في العمل والعيش الكريم.
وأضافت الزميلة راغدة الحلبي:
سامحوه..فهو لايعلم بأن السلطات السعودية منذ زمن بعيد قد فرضت نظام السعودة على جميع الشركات والمؤسسات كي تضمن فرص العمل،والعيش الهنيء للسعوديين.
سامحوه..إذ من الظاهر أنه لايعلم بأن المملكة العربية السعودية تقدر قيمة مواطنيها،وتضع الأنظمة والقرارات التي تصب في مصلحة المواطن السعودي قبل مصلحة الآخرين.
سامحوه..واعلموا بأننا كلبنانيين نقر،ونعترف بفضل المملكة العربية السعودية الحبيبة التي فتحت لنا أبواب الرزق،وساهمت في جعل الشباب اللبناني يحقق أحلامه ويتبوأ أعلى المناصب في الشركات والمؤسسات وليحصل على أعلى البدلات المالية.
هذا عدا عن التقديمات والمساعدات والمنح التي قدمتها الدولة السعودية الكريمة لوطني الغالي لبنان..الأمر الذي جعل الخيرات،والأموال تتدفق علينا بمحبة،وسخاء.
هذا في الوقت الذي تفيض فيه خزينة الدولة اللبنانية بالأموال الضخمة التي يتقاسمها الزعماء،والمسؤولون،ويحرمون الوطن،والشعب من مشاريع إنمائية واستثمارية،ومع ذلك تستمر المملكة العربية السعودية الحبيبة في مساعدة أبناء شعبنا اللبناني ودعمه وتقديره.
واختتمت الزميلة راغدة حلبي مقالتها باعتذار ثلاثي نبيل للسعوديين معلنة براءة اللبنانيين من موقف،وكلام وزير الخارجية اللبناني قائلة:
ولذلك..نحن كلبنانيين نرفض ماقاله الوزير رفضا قاطعا.
ونعتذر عن إزعاجكم،وإثارة غضبكم،ووضع دولتكم الكريمة في مصاف الدول المهملة والظالمة،والقاهرة لشعوبها.
وعليه..نعتذر..نعتذر..نعتذر
وكلام الوزير جبران لايمثلنا.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.
(الإعلامية:راغدة حلبي).
وفي ذات الصدد..
راغدة الحلبي ليست مجرد زميلة إعلامية لبنانية وحسب..
بل هي رقم مهم في معادلة الإعلام اللبناني الحديث في العشرين سنة الأخيرة كونها إعلامية شهيرة ذات حضور متميز،ومتنوع،وكاتبة،وناشطة مجتمعية بارزة في لبنان.
بدأت مسيرتها في عالم الصحافة والإعلام في 29 تموز من العام2000 كمحررة صحافية متعاونة مع مجلة سيدتي في جدة إلى عام 2007 لتعود إلى لبنان لمتابعة عملها مع سيدتي من مكتب بيروت ثم تنتقل إلى محطات صحفية عديدة منها على سبيل المثال مجلات:(سنوب،والحسناء،والطب الطبيعي،ولبنان الأمل،والأمن التابعة لقوى الأمن).
وفي العمل الإذاعي كان للزميلة راغدة الحلبي منذ العام 2007 أكثر من محطة عمل منها إذاعة صوت الشعب،وإذاعة لبنان الرسمية.كما كان لها في إذاعة صوت الحرية البرنامج الشهير(سهرة مع راغدة).
وعلى إذاعة البشائر عام 2013 برنامج(بيئتنا مسؤوليتنا).
كما كان لها مسيرة حافلة في إعداد وتقديم البرامج التلفزونية التي امتدت من العام2009 ببرنامج(سياحة في الوطن)على تلفزيون لبنان.ثم في محطة المرأة العربية(Heya TV)حيث أعدت وقدمت برنامج Weekly Events ثم عملت في محطة نور العرب حيث أعدت وقدمت برنامج(حبك بيجمعنا)الذي يتناول القواسم المشتركة بين الأديان.لذلك كان البرنامج حافلا بالاختصاصيين البارزين في التربية والمجتمع والثقافة والفكر والأدب والسياسة.
أيضا مسيرة راغدة الحلبي حفلت بالعديد من البرامج التلفزيونية المتميزة منها برنامج(حلو ومميز)الذي يسلط الضوء على المشاريع المتميزة.وأيضا برنامج(أحلى زيارة)عن القرى والمدن اللبنانية وخواصها الحضارية والتاريخية.
كما للزميلة راغدة الحلبي العديد من الاهتمامات الإعلامية والمجتمعية منها تنظيم المؤتمرات والندوات والمعارض وكل ماله علاقة بالعلاقات العامة.كذلك الأنشطة المجتمعية ذات الطابع البيئي على سبيل المثال قيادتها الإعلامية لحملة إقفال مطمر الناعمة الذي تسبب بتلوث كبير وفادح في منطقة الجبل بلبنان وأدى إلى تفشي الأمراض السرطانية الخطيرة بين أهالي القرى المجاورة للمطمر.
ومؤخرا يتجلى نشاط الزميلة راغدة الحلبي عبر مدونتها المتميزة ذات الطابع الإخباري وكتابة الرأي التي تتناول القضايا الشائكة والمصيرية وتدار المدونة بأيدي وعقول مهنية تقنية محترفة.
أيضا عرف عن الزميلة راغدة الحلبي نشاطها المستنيز عبر سنوات طويلة من عملها الإعلامي في تغطياتها لمناسبات السفارة السعودية وملحقياتها في لبنان خاصة مناسبة العيد الوطني..
كما أنها على الصعيد العلمي من الرعيل الذي تلقى علومه ومعارفه في شتى صنوف العلم والمعارف من ذلك دراستها لعامين الشريعة الإسلامية بجامعة بيروت العربية في كنف سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان.
(أوليس أمثال المناضلة المنصفة راغدة الحلبي التي بمثل هذا الموقف البرزخي المنصف للسعودية الذي ربما سيكلفها حياتها في بيئة لاتعرف للكلمة متنفسا إلا مايوافق هوى زعاماتها وأمراء الحرب فيها بأن تكون راغدة الضيفة الدائمة الأحق بدعوتها للمناسبات الثقافية والكرنفالية في وطنها الثاني السعودية بدلا من أرتال الضيوف الذين يفدون على هذه المناسبات ضيوفا..ولانسمع لهم صوتا نصيرا للسعودية في مثل هذه المواقف؟)
………………….
(*)مستشار إعلامي.