أكَّد وزير الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات، الشيخ عبدالله بن زايد، اليوم السبت، ضرورة تعاون المجتمع الدولي، من أجل تأمين الملاحة الدولية، ووصول الطاقة.
وقال بن زايد، خلال مؤتمر صحفي، عقده في العاصمة البلغارية صوفيا، مع وزيرة الخارجية إيكاترينا زاهاريفا، حسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام)،: «بالنسبة لنا.. الهجمات التي وقعت على 4 ناقلات نفط داخل المياه الإقليمية لدولة الإمارات، فالأدلة التي جمعناها نحن وزملاؤنا من دول أخرى، تشير بوضوح إلى أنها عملية تفجير من خارج السفينة تحت مستوى المياه».
وأضاف: «التقنية التي تم استخدامها، والتوقيت والمعلومات التي جمعت قبل العملية، واختيار الأهداف بدقة؛ بحيث لا يتم غرق أو تسريب نفط من هذه السفن، هذه القدرات غير موجودة عند جماعات خارجة على القانون، هذه عملية منضبطة تقوم بها دولة، ولكن إلى الآن لم نقرر أن هناك أدلة كافية تشير إلى دولة بالذات».
وتابع: «عندما وقع الاعتداء الشهر الماضي، كان عدد السفن في تلك المنطقة، التي حدث فيها التفجير نحو 184 سفينة، بين سفن نفط وشحن وغيرهما، فهذا تهديد حقيقي للملاحة الدولية، وعلينا أن نعمل سويًا لتجنيب المنطقة التصعيد، وإعطاء فرصة لصوت الحكمة».
وصرح الوزير الإماراتي: «علينا أن نعمل سويًا لنزع هذا الاحتقان، وكنا نأمل أن تنجح مساعي رئيس الوزراء الياباني، وأن تستمر المحاولات، فوزير خارجية ألمانيا كان متواجدًا قبل بضعة أيام في المنطقة، ونأمل أن نرى إطارًا أوسع للتعاون مع إيران، ونعتقد أن اتفاق (الخمسة زائد واحد) كان فيه خطآن، الخطأ الأول عدم مشاركة دول المنطقة في هذا الحوار وحماية هذا الاتفاق، والخطأ الثاني عدم احتوائه مواضيع مثل الصواريخ الباليستية، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».
وصرّح: «الأمان الحقيقي للاستقرار، يكون في استقرار دول المنطقة مجتمعة بمظلة دولية، لسبب أن المنطقة هي الشريان الأساسي للطاقة في العالم، ولا نريد أن يكون هذا تكرارًا في المنطقة بين فترة وأخرى؛ لكي نزدهر ونستقر».
وأشار إلى أن من يحاول خلال الوقت الحالي أن يضعضع الاستقرار في المنطقة، لا ينظر إلى الهدف الأسمى والأكبر، وقال: «نحن دول تستطيع أن تضاعف من تطوير التنمية في منطقة الشرق الأوسط، ولكن هناك أصوات التخلف والتطرف، فهناك من يريد أن ينظر إلى الماضي ولا ينظر إلى المستقبل، من يريد أن ينظر للنظرة العنصرية وليس للنظرة الإنسانية.. من يعتقد أنه أفضل من الآخرين وأسمى منهم، وأن تراثه أرقى من تراثهم».
وتطرّق الوزير الإماراتي، في مباحثاته مع نظيرته البلغارية، إلى التطورات التي حدثت مؤخرًا في منطقة الخليج العربي أو بحر عمان، بالإضافة إلى الهجمات التي وقعت على المملكة العربية السعودية من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، عبر استهداف محطتي ضخ أنابيب النفط ومطار أبها المدني، وما أسفر عنه الأمر من إصابة مدنيين.
وقال: «نحن في منطقة صعبة، ولكن بها الكثير من الموارد الضرورية للعالم، سواء كان غازًا أو نفطًا، ونريد أن تكون تدفقات هذه الموارد آمنة وطبيعية، من أجل استقرار الاقتصاد العالمي، وأيضًا علينا أن نؤمّن شعوبنا واقتصاداتنا».