قضية شغلت القريب والبعيد ولازالت حديث المجتمع في المنطقة كان للقبيلة هدف وبصيص أمل بدأ يتحقق مع الوقت وذلك بعد التآزر والتعاضد الغير مستغرب من مشايخ القبائل والعرفاء والأهالي الذين يحملون في قلوبهم الكثير من الخير .
القضية تدور حول موقف انساني كان يجر لفاجعة كبيرة لم تكن بالحسبان
” سلطان موظف يعمل بأحد المستشفيات بمملكتنا الحبيبة تحلى بكل معاني الرحمة والإنسانية ماذا يفعل عندما يرى مصاب ينزف حتى لو كان مقيم وليس من بني جلدته هل يتخلى عن انسانيته ؟!
قام بتحويله لأحد أطباء العظام وهو مقيم من جنسية عربية عله يحاول مساعدته ولو بوقف النزيف فقط ولكن تم رفض الحالة بحجة أن البطاقة التي يحملها المريض لا تكفي لتغطية تكاليف علاجه وعاد المصاب لسلطان يحكي له ما حدث ولكن الإحساس بالمسؤولية والرحمة التي وهبه الله إياها جعلته يذهب للدكتور طالبا منه إنقاذ المريض ويقول له بأنها حالة انسانية ولكن دون جدوى فما كان منه إلا أن يطلب من المصاب الذهاب لمستشفى آخر ” .
لم تنتهي القصة هنا فمازال للحديث بقية وللألم شعورا آخر اختلط بمشاعر الصدمة …
فوجئ سلطان بقرار فصلة على مكتبه صباح اليوم التالي والسبب ذلك الطبيب الذي لم يكن للرحمة لقلبه طريق !
إتجه سلطان لمكتب الطبيب وحدث بينهما شجار أدى لمقتل الطبيب رحمه الله وكان ذلك قبل أربع سنوات حاول أهل الخير بعد ذلك التوسط للتنازل عن القصاص وتم ذلك مقابل دية ثمانية ملايين ريال.
سجل الشرف :
قامت اللجنة المسؤولة بعمل سجل للقرى والقبائل من الخيرين بالمبالغ التي قاموا بالتبرع بها حسب كل قرية والمبلغ الواصل منها بعد أن قامت أمارة منطقة مكة مشكورة بعمل حساب رسمي لجمع التبرعات عليه وذلك لاستنهاض بقية القرى لجمع الدية وكسب الخير في عتق رقبة السجين من مبدأ قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
يقول ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه ويقول ﷺ: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ويقول ﷺ: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وكان لهذا السجل والقائمين عليه بالغ الأثر في جمع أكبر مبلغ من الدية وصل للستة مليون ريال والنصف وتبقى قرابة المليون نصف والآن مصيره معلق إلى أن يأمر الله بسداد بقية الدية التي قد تكون سببا كبيرا في كتابة عمرٍ جديد له
عم سلطان :
صحيفة الأنباء العربية تلتقي مع ” عم سلطان ” الأستاذ : فهد بن أحمد الغامدي –
رئيس لجنة جمع التبرعات لإنقاذ سلطان الغامدي من القصاص فكان له كلمه هذا نصها :
أولا : يسرني أن أهنئ جميع قراء صحيفتكم الموقرة بمناسبة عيد الفطر السعيد ، سائلا الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال وكل عام وأنتم بخير.
حينما حلت قضية سلطان الغامدي أستغربنا كعائلة أن يحدث ما حدث من هذا الشاب بالذات لانه من خيرة أبناء العائلة ولم نعهد عليه الغضب ولا التهور في تعامله مع الآخرين ، بل أكثر من ذلك أنه من الشباب القدوة في البر بوالديه والمحافظ على دينه وسمعته ، لكن ما حدث قد حدث ولله الحمد والشكر.
نحن أتبعنا كل الاشتراطات النظامية التي حددتها الجهات الرسمية فقد تم فتح حساب رسمي تحت إشراف امارة منطقة مكة المكرمة وتمت زيارة شيخ قبيلة بالجرشي برفقة بعض الشخصيات وقدم لنا جزاه الله خير تعاون لا يستغرب ودعم مميز حيث أصدر خطاب بتوقيعه لجميع أعيان ورجال غامد للمساهمة في جمع الدية المطلوبة وبدأت الحملة في الاسبوع الاول من رمضان وكان التفاعل من الجميع مضرب مثل وتمكنا بفضل الله ثم بفضل مشايخ وعرفاء واعيان ورجال اعمال غامد من جمع ما يزيد عن الستة ملايين ريال ونتوقع إغلاق الحساب في الأيام القليلة القادمة ويخرج بإذن الله سلطان ويغلق هذا الملف المزعج جدا وتعود البسمة والبهجة له ولوالديه ولمحبيه ولغامد بأسرها ، ولهذه المناسبة أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم ودعم وتعنى وأهتم بهذه القضية وعلى رأس من يستحقون الشكر الشيخ أحمد بن مصبح شيخ قبيلة بالجرشي على تعاونه ودعمه ومساندته المميزة والتي نطمع أن تتضاعف في الفترة المتبقية معرجين بالشكر ايضا لجميع شيوخ قبائل غامد وعرفاءهم واعيان ورجال الاعمال الذين تسابقوا لنيل أجر وثواب إعتاق رقبة شاب مسلم كما اشكر فريق العمل الذي عمل معنا في هذه الحملة والذين كانوا وقود هذا النجاح وأعمق الشكر أقدمه لكل المشائخ الذين كان لهم دور عظيم في دعوة الناس للإسهام في هذا العمل وأشكر ايضا جميع الشعراء والكتاب والأدباء الذين لم يتوانوا ولا زالوا يقدمون كلما يساعد في تحقيق إكمال المبلغ المتبقي متمنيا وسائلا الله للجميع السلامة من الوقوع في مثل هذه الحوادث والقضايا المصيرية ونحمد الله على لحمتنا وترابطنا في هذا الوطن العظيم تحت راية ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين والله يحمينا ويحمي وطننا من كل أذى ومكروه.