أغرقت إندونيسيا العشرات من السفن الأجنبية في غضون ساعات فقط ، لردع الصيد غير المشروع في مياهها المتاخمة لبحر الصين الجنوبي التي تسيطرعليه بشدة ، حيث تواصل البلاد تأكيد سلطتها السيادية على مياهها الاقليمية .
العقوبة غرق السفن واحتجاز الطاقم
قالت وزيرة الشؤون البحرية والمصايد سوسي أير شارتر “إن ما يصل إلى 51 قاربًا أجنبيًا أغرقته السلطات الإندونيسية كتحذير للدول الأخرى ، لن نتوقف ، سيتم إغراق المزيد منها “.
وأضافت ان ” السفن التي أُغرقت تحمل أعلام دول الفيتنام وماليزيا والصين ، في عدة مواقع ملاحية خلال الأسبوعين الماضيين”.
وزعمت سوسي أن استخدام العنف ضروري لتجنب المزيد من الخسائر الاقتصادية ، بعدما منحت السلطات الاندونيسية مهلة لهذه الدول في عدم تكرار اختراقها لسيادة المياه الاندونيسية .
وحذرت “إذا لم نتصرف بحزم ، فسيكونون أكثر جرأة”.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي أغرقت فيها إندونيسيا سفناً أجنبية وأصدرت أوامر قبض على طواقمها بمتهمة إجتيازهم مياهها الإقليمية.
ومارست السلطات الاندونيسية هذه السياسة منذ عام 2014 ، في أعقاب انتخاب الرئيس جوكو ويدودو ، وفي السنوات الماضية ضربت مئات السفن – أكثرها كانت سفناً فلبينية .
وبعد تعليقها تلك الاجراءات لعدة أشهر ، استؤنفت هذه السياسة بكامل قوتها الشهر الماضي ، عندما صدم زورق خفر السواحل الفيتنامي سفينة تابعة للبحرية الإندونيسية كانت تحاول الاستيلاء على سفينة صيد غير قانونية ، تم القبض على البحار ومايزال في الحجز الإندونيسي.
تبني جملة من الخطط للحفاظ على السيادة
ويأتي ذلك في الوقت الذي ترفع فيه أندونيسيا سقف مطالبها ، على أقصى جنوب بحر الصين الجنوبي ، ففي فبراير ، كشفت إندونيسيا عن خطط لتطوير أراضي الصيد في المنطقة لزيادة تعميق سيادتها الوطنية داخل حدودها المائية .
وسيتم تطوير جزر ناتونا النائية ، التي تحتوي على مخزون من الغاز الطبيعي وثروة سمكية هائلة ، لتصبح مركزًا لصيد الأسماك ، وستوفر اندونيسيا أيضًا صهاريج التزود بالوقود لقوارب الصيد الخاصة ، حتى لا يستطع أحد أن يزعم أن المنطقة هي منطقة صيد مشتركة. أما في الآونة الأخيرة ، فتحت إندونيسيا قاعدة عسكرية جديدة لتعزيز قواتها الدفاعية في تلك المنطقة .
الصين وردة الفعل
بالمقابل فان هذه الخطوات جذبت انتقادات صينية واسعة ، التي تدعي أيضًا ان جزر ناتونا وأجزاء أخرى من بحر الصين الجنوبي واقعة ضمن حدودها المائية .
ويشمل النزاع حول المنطقة الواسعة مطالبات كل من الصين وبروناي وتايوان وماليزيا وإندونيسيا والفلبين وفيتنام.
الموقف الدولي
ولم تكن الولايات المتحدة بعيدة عن هذا النزاع ، حيث إنها ترفض حقوق الصين في بحر الصين الجنوبي في عام 2014 قائلة إن بكين “لم تقدم أبدًا أي تفسير أو أساس تحت إشراف الولايات المتحدة يؤيد حقها في النزاع وهذا مايجعل بكين بموقف ضعيف جدا بالخصوص ان جميع الخرائط تؤكد أحقية اندونيسية في تلك الجزر”