بعد النجاح الذي حققه حيدر خضير البديري مدرب الخيول العراقي ، بتأسيسه نادي للفروسية إحدى منظمات المجتمع المدني قبل خمس سنوات ، وعندما كانت مدينته الديوانية الواقعة جنوب العراق تمتلك 150 رأس من الخيل ، نجح البديري بنشر التوعية بثقافة تربية الخيول الأصيلة، الامر الذي زاد من عدد هذه الخيول ليصل الى 760 رأس بعد تشجيع المربين، ونشر روح المنافسة داخل نفوسهم للحفاظ على الإرث العراقي العربي الأصيل في تربية الخيول .
محطة النجاح الاولى المتحققه على صعيد تربية الخيول دفعت البديري الى توجه جديد لإنقاذ ماتبقى من الاعداد الضئيلة من الابل ، وسعيه لتأسيس أول اتحاد رياضي للهجن في العراق منظوي تحت خيمة اللجنة الاولمبية العراقية .
صحيفة الأنباء العربية aan-newsفتحت ملف تربية الابل في العراق مع أحد مؤسسي أول لجنة عراقية تُعنى بتربية الابل وما تواجهه من مصاعب للحفاظ على ثقافة الارث العربي في تربية هذا الحيوان .
* أسرة صحيفة الأنباء العربية ، ترحب بك كابتن حيدر خضير البديري لقبولك هذا اللقاء، كيف جاءت لك فكرة تأسيس أول لجنة للحفاظ على تربية الابل داخل العراق ؟
** بعد المشاركة بفعاليات تأسيس اتحادات الرياضات الشعبية التقليدية المختتمة مؤخراً بالعاصمة الرياض ، ومشاركتي بمهرجان الملك عبد العزيز الدولي الثالث ، وتم تأسيس المنظمة الدولية للابل حيث أصبح العراق عضواً فيها ، من بين 96 دولة ، وتعتبر أول منظمة دولية تعنى بتربية الابل ، وتم انتخاب الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين رئيساً للمنظمة .
هذا الأمر الذي دفعني وشجعني الى بذل الجهود من أجل تأسيس أتحاد للهجن داخل العراق .
في بادئ الأمر التقيت بمربي الابل في المحافظات الجنوبية والوسطى والغربية ، وتم تشكيل لجنة منبثقة لتأسيس اتحاد الهجن العراقي مكونة من 7 أعضاء ممثلين عن المحافظات التي تشتهر بتربية الأبل ومنها الانبار والسماوة والديوانية والبصرة والنجف ، وكان من ضمن الأعضاء أطباء بيطريين .
* ماهي النشاطات التي ستتبناها هذه اللجنة ؟
** رغم المصاعب المادية المعرقلة لاقامة نشاطات اللجنة ، الا ان اللجنة تصر على الاستمرار نحو أهدافها للحفاظ على الابل ورفع القدرة العلمية والاكاديمية في تربيتها، فبعد شهر رمضان الكريم المقبل ، سننضم مهرجان المزاين للابل ، وبعد استكمالنا للمضمار الرئيس في بادية “نيبور” في قضاء (عفك) في الديوانية ، سنعلن عن أقامة اول سباق للهجن لمسافة 3 كلم داخل العراق ، بعدها سنهتم باقامة دورات تدريبية تثقيفية لمربي الابل والمضمرين والمحاولة للتخلص من ثقافة تسمين الابل لغرض الاكل والبيع.
* على مر التاريخ ، ماهو ترتيب العراق من بين الدول العربية امتلاكاً للابل ؟
** طبعاً العراق يعتبر الموطن المهم لتواجد الابل على أرضه ، وبالخصوص الابل (الاشعل) أو (الاصفر) المنتشر في صحراء السماوة وبادية الرمادي، ويمتاز هذا النوع من الابل بمواصفات تختلف عن انواع الابل الاخرى من حيث السنام والاكتاف والعين والشفاه والأذان .
* ماهي المعوقات التي تواجهونها نحو تأسيس اتحاد رياضي مستقل عن باقي الرياضات الاخرى ؟
** هناك جملة من المعوقات تواجه اللجنة ومنها الدعم المادي والمعنوي ، فلا نمتلك الى الان مقراً او بناية للجنة ، وعدم قدرتنا على إنشاء مضمار للسباق ، فكل ما نمتلكه الان هو مبالغ مالية بسيطة تم جمعها من الأعضاء المؤسسين لهذه اللجنة ، بالاضافة الى المشاكل التي طرأت بالاونة الاخيرة داخل ازقة الرياضة العراقية حالت دون الاعتراف الرسمي بتشكيل اتحاد الهجن العراقي داخل اللجنة الاولمبية العراقية ، وهذا الامر يجعلنا بعيدين كل البعد عن المشاركات العربية والاقليمية وبالخصوص التي تقام في دول الخليج العربي ، والتطور الحاصل هناك.
* ماذا عن أعداد الابل داخل العراق اليوم أمام هذه التحديات ؟
** طبعاً، الثقافة السائدة اليوم عند مربي الابل تنحصر تحت عنوان تسمين الابل وبيعها لاغراض تجارية دون مراعاة الجوانب الرياضية والتنافسية والسياحية ، وهذا مايقع على عاتق لجنتنا المشكلة مؤخراً ، وبعكسه فان الابل تواجه فاجعة الانقراض التام وتصبح الأعداد بتراجع كبير داخل العراق وهذا ما يدفعنا لفتح قنوات اتصال مع الحكومة العراقية ووزارة الزراعة وتربية الثروة الحيوانية .
* في كلمة أخيرة كابتن حيدر البديري ماذا تود ان تقول ؟
** أتقدم باسمي واسم اعضاء لجنة تربية الابل داخل العراق بالشكر والعرفان للجهود الاعلامية لصحيفة الانباء العربية ، وهذا دليل اخر على حرصها وادراكها لأهمية نشر ثقافة الحفاظ على موروثنا الفلكلوري الشعبي العراقي العربي المتمثل بتربية الابل والعمل على اقامة مسابقات تنافسية رياضية للهجن والمزاين .